اللغةُ وعاء جامع للثقافة والهوية.. تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال.. وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد.. لكنها. لأسباب عديدة. تراجعت. تاركة مكانها لغيرها. حتي بات إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة.. وتحاول السطور الآتية تصويب الأخطاء الشائعة. وتبسيط القاعدة النحوية. وتبيان الدلالات العبقرية للغة الكتاب العظيم. دلالات قرآنية انفجر و انبجس يقول الله تعالي: "فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا" [البقرة : 60] وقال تعالي : "فانبجست منه اثنتا عشرة عينا" [الأعراف :160]. يقال انبجس الماء أي انفجر. لكن الانبجاس يستعمل أكثر فيما يخرج من شيء ضيق. والانفجار يستعمل فيما يخرج من الواسع والضيق. فاستعمل القرآن اللفظين حيث ضاق المخرج» فالانبجاس أولاً ثم الانفجار ثانياً. والانفجار أبلغ.. أما قوله تعالي : "وفجرنا خلالهما نهرًا" وقوله تعالي : "وفجرنا الأرض عيونًا". فالمخرج واسع. فقال فجرنا ولم يقل بجسنا. وقد أتي بالانفجار في سورة البقرة لأنه استجابة لاستسقاء موسي عليه السلام "وإذ استسقي موسي لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله"» ولذا أمرهم في آية البقرة بالأكل والشرب. وأتي بالانبجاس في سورة الأعراف لأنه استجابة لطلب بني إسرائيل استسقاء موسي لهم.. "وأوحينا إلي موسي إذ استسقاه قومُهُ أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المنَّ والسلوي كلوا من طيبات ما رزقناكم" ولذا أمرهم بالأكل فقط. من لطائف العرب أدخَلوا علي الحجاج بن يوسف الثقفي رجلا مُقَيّدًا. فقال له الحجاج : ما شأنُكَ يا هذا؟ فقال الرجل : أصلح الله الأمير. أعرني سمعك. واغضض عني بصرك. واكفف عني سيفك. فإن سمعت خطأ أو زللاً دونك والعقوبة. قال الحجاج : قل فقال : عصي عاصي مِن عُرض العشيرة » فحُلِّقَ علي اسمي "أي جُعلت حلقةى علي اسمه في الدولة. كما نقول الآن وُضع في القائمة السوداء أو وُضعت عليه نقطة". وهُدِّمَ منزلي. وحُرِمتُ عطائي "عطائي من بيت المال" "مجمل كلامه أنّه أُخذ بذنب غيره." قال الحجاج : هيهات هيهات. أو ما سمعت قول الشاعر: جانيك من يجني عليك وقد تعدي الصحاحَ مباركُ الجُربِ "جانيك مَن يجني عليك : أي أن لا يجدر بك أن تقتص إلا مَن تسبب لك بالأذي. تعدي الصحاح مبارك الجرب : ويعني انّ الجمال الجرباء تتسبب بالعدوي للجمال السليمة. فبهذا يمكنك أن تُحاسب بالذنب غير صاحبه". ولَربَ مأخوذ بذنب عَشيرة ونَجا المقارفُ صاحب الذنبِ..؟ قال الرجل : أصلح الله الأمير. ولكني سمعت الله عز وجل يقول غير هذا قال : وما ذاك؟ قال : قال عز وجل "يا أيها العزيزُ إن له أباً شيخاً كبيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مكانهُ إنًا نَراك مِن المُحسنين. قال معاذ اللهِ أنْ نأخُذَ إلا مَن وَجدنا مَتاعَنا عِندهُ إنًا إذاً لظالمون" "فقال الحجاج : عَليَّ بيزيد بن أبي مسلم. فمَثُل بين يديه. فقال له : افكُك لهذا عن اسمه. واصكك له بعطاء. وابن له منزله. ومُر منادياً ينادي : صدق الله وكذب الشاعر. أخطاء شائعة يقولون: انسحب الفريق من المباراة. والصواب:خرج الفريق من المباراة» لأن معني انسحب: جرَّ الشيء علي وجه الأرض كالثوب وغيره.. ورجل سحبان : أي جراف يجرف كل ما مرَّ به. ولم يرد في كلام العرب الفعل "انسحب" بمعني تقهقر أو نكص أوترك. يقولون : هذا الكتاب عديم الفائدة. والصواب : هذا الكتاب معدوم الفائدة.. وقد جاء في لسان العرب لابن منظور : "رجل عديم" أي لا عقل له» فالعديم هو الذي لا يملك المال وهو الفقير من أعدم أي افتقر. يقولون : انكدر العيش. والصواب : تكدَّر العيش» فالكدر ضد الصفو.. كدر الماء يكدر كدراً وكدوراً وكدرة .والماء أكدر وكَدِر.ومن أمثالهم: خذ ما صفا ودع ما كدِر. انكدر النجم إذا هوي. وكذلك انكدرت الخيل عليهم إذا لحقتهم. يقولون : أحني رأسه خجلاً. أي عطفه والصواب : حني رأسه خجلاً» لأن معني أحني الأب علي ابنه. أي غمره بعطفه وحنانه وإشفاقه. فائدة نحوية المفعول المطلق مصدرى منصوبى يُذكرُ بعدَ فعلِهِ لتوكيدِهِ أوْ بيانِ عددِهِِ أوْ نوعِهِ. أنواعُهُ :1 توكيدُ الفعلِ : نجحَ الطَّالبُ نجاحاً. نجاحاً : مفعولى مطلقى منصوبى وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ علي آخرِهِ. 2 بيانُ نوعِهِ : وثبْتُ وثبةَ الغزال. وثبةَ :مفعولى مُطلقى منصوبى وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ. 3 بيانُ عددِهِ : درْتُ حولَ الحديقةِ دورتين. دورتين : مفعولى مطلقى منصوبى وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ. قد يأتي المفعولُ المطلقُ بعدَ اسمِ فاعلي من جنسِهِ : أنتَ محسنى إلي الفقراءِ إحساناً. إحساناً : مفعولى مطلقى منصوبى وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ علي آخرِهِ. أو بعدَ اسمِ المفعولِ : الطَّالبُ الُمجِدُّ محبوبى حبّاً كثيراً. حبّاً : مفعولى مُطلقى منصوبى وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ. أو بعدَ المصدرِ : أُعجبْتُ بإحسانِكَ إلي الفقراءِ إحساناً كثيراً. إحساناً : مفعولى مطلقى منصوبى وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ