بلغ التوتر الأمريكي الروسي درجة جديدة بعد إسقاط قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا. طائرة سورية بدون طيار. وهو الأمر الذي أدي إلي تبادل التصريحات بين مسئولي الدولتين روسياوأمريكا. وجعل الأمين العام المتحدة أنطونيو جوتيريش يدخل علي خط الأحداث. ويعرب عن أمله في ألا ينتقل هذا التوتر بين الجانبين في الأجواء السورية إلي تصعيد في الصراع السوري. واتهمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" روسيا باعتراض طائرة استطلاع أمريكية من طراز "أر سي 135" بشكل غير آمن في مجال جوي دولي فوق بحر البلطيق. واتهمت الوزارة الطيار الروسي بالتحليق بسرعة كبيرة. وعدم السيطرة بشكل جيد علي مقاتلته من طراز سوخوي 27. وقال المتحدث باسم الوزارة الكابتن جيف ديفيز إن الطائرة الأمريكية "لم تفعل شيئا لإثارة هذا السلوك". تحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمل موسكو في ألا تؤدي الضربات الأمريكية علي القوات الحليفة للحكومة السورية إلي نسف جهود مكافحة الإرهاب في هذه البلاد. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان. عقد في ختام محادثاتهما بموسكو. الليلة الماضية. ذكر لافروف أن روسيا لا تزال تنتظر توضيحات من واشنطن حول إسقاط طيران التحالف الدولي الذي تتزعمه الولاياتالمتحدة. مقاتلة "سو-22" السورية. وذكر أن الآليات التي تم إنشاؤها في الآونة الأخيرة. بما فيها التنسيق بين روسيا وتركيا وإيران. توفر أساسا للتركيز علي محاربة الإرهاب في سوريا. وتابع: "لا أريد أن أخمن ما إذا كان هناك من لا يناسبه ذلك. وهل تعكس حوادث استهداف القوات الموالية للحكومة "السورية" سعي البعض إلي تقويض فعالية جهود مكافحة الإرهاب. وتابع: "سيكون حديثنا صريحا مع الأمريكان حول هذا الموضوع. ولن أتخلف عن طرح هذه المسألة أمام "وزير الخارجية الأمريكي" ريكس تيلرسون في أقرب وقت.. إنها مسألة تحتاج إلي وضوح كامل. الحقائق تدل علي أن التحالف يوجه بالفعل الضربات إلي داعش. لكننا لا نتذكر مثل هذا الحماس في محاربة جبهة النصرة". من جانبه. عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن أمله ألا يؤدي التوتر المتصاعد بين الولاياتالمتحدةوروسيا في الأجواء السورية إلي تصعيد في "الصراع المثير" بالفعل. وقال مسئولون أمريكيون ومحللون إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أوامره بتكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش ومنح قادة الجيش مزيدا من السلطات لكن في غياب استراتيجية شاملة بشأن سوريا فإن نهجه يجازف بمزيد من المواجهة مع سورياوإيران بل وروسيا. وفي حين أن إسقاط الجيش الأمريكي طائرة سورية حدث نادر في الحروب التي خاضها في الآونة الأخيرة. إذ أن هذه هي المرة الأولي منذ 18 عاما. فإن هذه ليست واقعة معزولة. اتخذت الولاياتالمتحدة سلسلة إجراءات في الأشهر الثلاثة الماضية وأبدت استعدادها لشن ضربات معظمها دفاعا عن النفس ضد القوات السورية وداعميها بما في ذلك إيران. ويري محللون أن هذه الوقائع تكتيكية وليست جزءا من أي استراتيجية أمريكية في سوريا. وقال تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط "ليست هناك استراتيجية أمريكية شاملة تحرك هذا". ميدانياً. أعلنت دمشق أن واشنطن سعت لمنع قوات "الحشد الشعبي" العراقية من الوصول إلي معبر الوليد علي الحدود بين سورياوالعراق لإحباط إقامة تواصل بري لها مع الجيش السوري. لكنها فشلت في ذلك. أوضح الإعلام الحربي المركزي للجيش السوري في بيان خاص أصدره لتسليط الضوء علي التطورات الأخيرة علي الحدود بين سورياوالعراق: "في الثالث والعشرين من شهر مايو 2017 انطلقت عمليات "الفجر الكبري" ضد تنظيم داعش في البادية السورية "الصحراء الشرقية"... وبعد أسبوع. استطاع الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة علي مساحات شاسعة من البادية في أرياف حمص ودمشق. بالإضافة إلي التمدّد في ريف السويداء الشمالي الشرقي". واعتبر الجيش السوري أن هذه الانتصارات أدت إلي إقامة "الوصل الاستراتيجي بين العراقوسوريا بعدما جهدت الولاياتالمتحدة منذ العام 2011 لإحداث خلل فيه". كما أسفرت هذه التطورات. حسب البيان. عن منع المجموعات المسلحة المدعومة من الولاياتالمتحدة "من التقدم باتجاه منطقة البوكمال "الحدودية مع العراق" بعد تطويق التنف من الحدود العراقية والتقاء القوات "السورية والعراقية"". فيما أوضح أنه "بالتالي أصبح الهجوم باتجاه الشمال مستحيلا في ظل هذا الواقع". وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا. مقتل تركي البنعلي الذي يعد "المفتي" الأكبر لداعش. وذلك جراء غارة شنها التحالف في 31 مايو الماضي في سوريا. والاسم الحقيقي لتركي البنعلي. هو سمير الخليفاوي. وله عدة ألقاب هي "أبو همام الأثري" و"أبو سفيان السليم" و"أبو حذيفة البحريني". وكان منصب مفتي داعش هو "الشرعي العام للتنظيم". ويوصف ب"استراتيجي داعش" والعقل المدبر للتنظيم.