لأول مرة تظهر حسنة لارتفاع سعر الدولار بالأسواق بعد ان تسبب ارتفاعه في عودة صناعة الفانوس المصري القديم الشهير ذي الشمعة الذي كانت له شهرة خاصة بمصر حتي الثمانينيات لتنتعش معه الورش الصغيرة والعمالة التي عادت من جديد للعمل في صناعة الفانوس الذي توقف عن صناعته لسنوات لغزو الفانوس الصيني للأسواق بأسعاره الرخيصة. للمرة الأولي منذ سنوات تفاجأ أثناء سيرك بمنطقة العطارين بورش صناعية صغيرة كانت قد أغلقت أبوابها أو تحولت لأنشطة أخري ليس لها علاقة بتصنيع الفانوس وفي حالة من الحركة والنشاط لتصنيع أكبر كمية من الفوانيس يطلقون عليها أسماء مختلفة حتي تحصل علي الفانوس المفضل لديك حسب لونه أو حجمه أو شكله وتصميمه. يقول أحمد شريف أنا عاشق لصناعة الفوانيس اليدوية بعد ان ورثت المهنة عن والدي وكنت اعمل معه منذ نعومة اظافري فأصبح تصنيع الفوانيس بالنسبة لي عشقا وهواية وليست مهنة فاستمررت في العمل حتي أصبحنا من أكبر الورش لتصنيع الفانوس وتوزيعها علي المحافظات المختلفة ويتم التعاقد معنا أيضاً من قبل أصحاب المقاهي بالمحافظات وحتي من يقومون في الريف بإقامة عشش كمقاه يتعاقدون معنا لتصنيع الفوانيس الكبيرة لتكون زينة واضاءة للمكان في نفس الوقت وممكن ان يتم التصنيع حسب رغبة المتعاقد في ألوان الفانوس. قال اننا قد أصبنا بالركود لسنوات مع زحف الفانوس الصيني ولكن ما أعطانا قبلة الحياة هي المناطق الريفية وأبناء الصعيد الذين يتعاقدون معنا طوال أيام العام وقبل الشهر الكريم بفترة للشراء.. فالعائلات الكبيرة بالصعيد والريف تشتري الفانوس وعمداء القري وهو ما جعل حركة العمل لا تتوقف حتي مع قلة الربح المالي إلا ان هذا العام قد اختلف كثيراً بعد ان توقف السوق المصري عن التعامل مع الفانوس الصيني لارتفاع اسعاره الجنوني. أضاف انه ربما لا يعرف الكثيرون ان صناعة الفانوس يتوقف عليها صناعات أخري مكملة حيث ان صناعة الفانوس تحتاج المواد الخام مثل الصفيح والزجاج والقصدير فالصفيح والزجاج لإعادة تدوير القمامة من خلال المصانع المتخصصة. يقول مصطفي عبده صاحب ورشة لتصنيع الفوانيس الحمد لله اننا عدنا للعمل من جديد بعد توقف دام سنوات عن العمل في صناعة الفانوس الرمضاني الذي لا يمثل بالنسبة لنا صناعة فقط ولكنه مصدر للبهجة وكنا نشعر باننا جزء لا يتجزأ من الشهر الكريم ويقبل علينا النساء والأطفال لحجر الفانوس حتي الأسبوع الأول من شهر رمضان ومع فترة الركود الذي تسببها الفانوس الصيني اضطررنا للتخلص من العديد من العمال وقل رزقنا المعتاد وأصبحنا نعمل خلال رمضان علي اصلاح الفوانيس القديمة الكبيرة المخزنة لدي المقاهي والمحال التجارية أما باقي أيام العام فنعتمد علي تصنيع الرمال وبيت النار التي تستخدم بالمقاهي لصناعة القهوة لاشعال الفحم لزوم استخدام الشيشة بالاضافة إلي تصنيع القصعة المستخدمة في البناء كل هذا لزوم لقمة العيش وسبحان الله تبدل الحال لنعود من جديد للسوق المحلي بطلبات مكثفة لم نشهدها من قبل وعادت العمالة المنصرفة من جديد واستعنا بالمزيد وسبحان الله مقسم الأرزاق خلال الشهر الكريم الذي عاد لنا الخير. كريم الصافي صاحب ورشة يقول ربما لا يعمل الكثيرون اننا هذا العام اختلفت الآية كما يقول المثل الشعبي فبدأنا نتلقي طلبات للتصدير ولم نعد نكتفي بالسوق المحلي حيث تلقينا طلبات للتصدير لدول الخليج وعلي رأسها قطر التي طلبت كميات كبيرة من الفانوس بالشمعة للصغير واللمبة الكهربائية للكبير المعلق بالفنادق والمساجد والمنازل حسب الرغبة ويطلق علي الفانوس بدول الخليج الفانوس المصري وهو ما يدر علي الدولة العملة الأجنبية حيث اننا نصدر بالدولار بينما تكلفة الصناعة بالجنيه المصري وبالأساس هو غير مكلف في صناعته مضيفاً انه يتمني مع عودة حركة إنتاج الفانوس المصري من جديد ان تفتح مصانع صغيرة للشباب لتصنيعه وتصديره طوال أيام العام للدول الأوروبية ايضاً التي لم تسمع عنه أو تعرف شكله التراثي المميز الذي يعد بمثابة مادة جاذبة للأجانب عند عروضه بمصر ويحرصون علي شرائه من خان الخليلي فالأمر يحتاج إلي دعم للصناعة الصغيرة وتسويق عالمي خاصة ان الغالبية من الورش من المصنعة للفانوس أصحابها من كبار السن وليس من الضرورة ان يكون أبنائهم يعشقون نفس المهنة. أضاف أنا عاشق لهذه الصناعة وتربيت بالورشة التي أعمل بها وظللت مع صاحبها لعشقي للمهنة. أما محمد سلامة "صاحب ورشة تصنيع" فيقول: أسعار هذا العام تحتلف عن العام الماضي حيث الاقبال علي الفانوس المصري أسفر عن اطلاق الاسماء عليها لتميز كل نوع عن غيره منها فأغلي أنواع الفوانيس هي فانوس الهرم الذي يصل سعر الكبير منه إلي 800 جنيه ويأتي في المرتبة الثانية فانوس الأرابيسك الذي يحتاج لشغل يدوي شاق ويصل سعر الكبير منه إلي 650 جنيهاً ويأتي بعد ذلك فانوس العفريت والشبح والطفل ثم النجمة الذي يكون سعره 300 جنيه وتاج الملكة الذي يباع بسعر 200 جنيه والشمامة بسعر 120 جنيهاً والمصحف بسعر 100 جنيه.