في دقيقتين. أنهي الأهلي المهمتين.. المهمة الأولي. الفوز علي القطن الكاميروني 2/صفر في الجولة الثانية لدوري دور الستة عشر للأندية الأفريقية الأبطال لكرة القدم. ورفع رصيده إلي 4 نقاط. ليكون أكثر استعداداً عندما يواجه الوداد البيضاوي المغربي في الجولة الثالثة. يوم 2 يونيو القادم في برج العرب.. والمهمة الثانية. كانت استعادة الثقة للفريق واللاعبين والجهاز الفني بقيادة البدري. بعد اهتزازات شديدة للفريق في الفترة الأخيرة. وذلك قبل مواجهة المقاصة الاثنين المقبل. في مباراة تتويج الأهلي ببطولة الدوري - رسمياً - إذا فاز الأهلي بالمباراة. ليقضي الجولات الأربع الأخيرة في راحة واستشفاء استعداداً للبطولة العربية. والتفرغ للمهمة الأفريقية الصعبة. الأهلي فاز علي القطن - كما وعد البدري - بهدفين نظيفين احرزهما أجاي ومؤمن زكريا في الدقيقتين 13 و14 من الشوط الأول. وقدم الأهلي عرضاً ذكياً في الشوطين. تراوح بين الضغط الشديد بقيادة عبدالله السعيد في الشوط الأول. وبين التماسك الدفاعي في الشوط الثاني لتأمين النتيجة وتفادي اجهاد اللاعبين قبل العودة للقاهرة والاستعداد لمباراة المقاصة في الدوري.. ومع ذلك كان في امكان الأهلي أن يخطف هدفين آخرين في الشوط الثاني. لتفرح جماهيره بعد الكبوة السابقة أمام زاناكو الزامبي في برج العرب والتعادل السلبي. حسم مبكر جداً نشاط هجومي مبكر للأهلي. من الجانبين ومن العمق. بحثاً عن هدف التقدم المبكر.. مع اتزان واضح في وسط الملعب بقيادة حسام عاشور. بعد أن عاني الأهلي من غيابه في المباريات الأخيرة. ولكن هذا النشاط الهجومي لم يسفر عن أهداف رغم أن وجود الفرص. حتي دخل القطن إلي المباراة.. إلا أن إصرار لاعبي الأهلي علي التوقيع المبكر علي نقاط المباراة. كان واضحاً.. وجاء هذا التوقيع ب "الجوز" في الدقيقتين 13 و14 بهدفين. ولا في الأحلام.. وكان الهدف الأول بقدم أجاي. بهجمة ثلاثية صنعها عبدالله السعيد باختراق وتمريرة ساحرة إلي مؤمن زكريا. الذي يسندها إلي أجاي. لحظة خروج الحارس. فيسكنها الشباك بكل سهولة. لم تمض سوي دقيقة واحدة أخري. إلا وكان الهدف الثاني بهدية من الحارس الكاميروني. والذي وضح عليه غروره الشديد من الدقيقة الأولي بتعمده اللعب بقدمه ومراوغة مهاجمي الأهلي. وفعلها مؤمن زكريا في الدقيقة 14 وخطف منه الكرة في غمضة عين. وأرسلها إلي الشباك. ليتقدم الأهلي بهدفين قبل مرور ربع ساعة.. ليبرز الأهلي أنيابه لكل الفرق. بعد فترة استرخاء للأسد الجسور. وضع الهدفان المبكران. فريق القطن الكاميروني تحت ضغط شديد أمام جماهيرهم. فبدأوا في الضغط الهجومي علي دفاع الأهلي بيأس. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يتألق السعيد في تمريراته المتقنة الهادئة والقاتلة في الوقت نفسه. إلي فتحي في اليمين ومعلول في اليسار. بعد أن ترك مهمة التأمين الدفاعي كل من عاشور والسولية. مع حرية حركة أجاي وزكريا بعرض الملعب وفي العمق مع حالة الصحوة والثبات لخط الدفاع بقيادة سعد سمير ورامي ربيعة ومن ورائهما اليقظ العملاق شريف إكرامي. الذي تصدي لأكثر من هجمة كاميرونية عشوائية. تحمل ملامح الخطورة.. وتمضي الدقائق بنفس الصورة. عقلانية كبيرة من لاعبي الأهلي في الأداء وتنظيم الجهد. مقابل يأس واضح من لاعبي القطن وجهد زائد بحثاً عن هدف يحفظ ماء الوجه ويعيدهم للمباراة.. وكادت هذه السيطرة الحمراء تثمر هدفاً ثالثاً في الدقيقة 36. وبنفس الثلاثية التي كانت في الهدف الأول من السعيد إلي زكريا إلي كوليبالي ولكن هذا الأخير لعبها بعبط خارج المرمي رغم الانفراد.. ومضت الدقائق الباقية من الشوط حتي نهايته دون أي تغيير في السيناريو الذي فرضه الأهلي. باستثناء ضربة حرة مباشر علي حافة منطقة جزاء الأهلي. وخرجت بجوار القائم الأيمن وكانت خطيرة جداً. ليبقي هدفا الأهلي نظيفين. شوط عقلاني يبدأ الشوط الثاني بمشاركة نيدفيد بدلاً من عبدالله السعيد. والذي قام بدوره علي أكمل وجه. وصنع الهدفين وابدي لاعبو القطن نشاطاً مبكراً ولكن بنفس العشوائية التي كانوا عليها في الشوط الأول. ربما لأنه فريق بلا "مخ" فلا يوجد بين صفوفه لاعب مميز يستطيع أن يقود الفريق بينما وضح علي لاعبي الأهلي رغبتهم في الحفاظ علي النتيجة. وتفادي بذل جهد زائد يجهدهم. وكأن حسام البدري مع لاعبيه قد قبلوا بالنتيجة التي تحققت في الشوط الأول والاعتماد علي الهجمات العكسية. توفير جهد الفريق لمباراة حسم الدوري مع المقاصة يوم الاثنين المقبل. حاول نيدفيد القيام بالدور الفعال والبارز للسعيد. ونجح إلي حد كبير ولكن مع الفارق في الخبرة وفي إدارة مجةموعة الهجوم الأحمر.. وكاد هذا النشاط من نيدفيد يسفر عن الهدف الثالث من هجمة مرتدة. ولكن لخبطة كوليبالي مع أجاي. أضاعت الفرصة. بنفس منطق توفير الجهد. دفع البدري بميدو جابر بدلاً من كوليبالي في الدقيقة 18 من الشوط الثاني.. ويحتشد لاعبو الأهلي في منتصف ملعبهم معظم الوقت. لتضييق المساحات أمام لاعبي القطن. الذين لم يكن لهم لا حول ولا قوة. في الدقيقة 20 تظهر خطورة الأهلي مرة أخري. من نيدفيد في اليمين. وعدة تمريرات داخل الصندوق تنتهي إلي ميدو يسدد في الدفاع وتضيع الفرصة.. وبعده بدقيقتين ينفرد أجاي تماماً ويتقدم لاحراز الهدف الثالث. ولكنه يسدد في جسم الحارس إبراهيم داوودا. وتضيع الفرصة أيضاً.. وبدأت الهجمات العكسية للأهلي تمثل خطورة كبيرة جداً علي دفاع القطن الذي اندفع لمساندة الهجوم بحثاً عن كرة في شباك إكرامي. ولكن دون فائدة لثبات دفاع الأهلي. تشهد الدقيقة 31 عرضاً غريباً من مهاجمي الأهلي. في إهدار الفرصة تلو الأخري. وعدم القدرة علي احراز الهدف الثالث. بعدة تسديدات علي الحارس وفي أقدام مدافعي القطن. والنهاية مثل سابقتها بتسديدة من ميدو جابر باستهانة شديدة ليضيع الهدف وهو في أحوج الحاجة لاثبات وجوده كمهاجم هداف. وليس مهاجماً فقط. تقترب المباراة من الربع الأخير. ويتم سحب مؤمن زكريا. ويشترك حسام غالي للمزيد من السيطرة الميدانية وتوزيع الجهد بين كل لاعبي الأهلي.. ويقود غالي هجمة سريعة تنتهي بلمسة يد من مدافعي القطن داخل منطقة الجزاء لكن الحكم لم يحتسب شيئاً. شهدت الدقيقة الأخيرة خروج المقاتل حسام عاشور متأثراً بإصابته بسبب اللعب العنيف للاعبي القطن في الدقائق الأخيرة.