بعض المواطنين طالب بإلغاء وزارة الإعلام. ومنطقهم أنه لم يعد لها دور بعد الثورة ثورة 25 يناير والغرض الذي كانت قد انشئت من أجله قد انتفي حيث كانت تعتبر كرقيب رسمي علي أداء أجهزة الإعلام وتوجيهها لخدمة النظام السابق وأهدافه. لكن تبين أن دور الوزارة ينبغي ألا ينتهي علي الأقل في هذه الفترة الانتقالية بعد أن رأينا القنوات الفضائية تستضيف أصحاب الفكر الذي لا يساعد علي استقرار الحياة في البلد.. بل يساعد علي زيادة انتشار الانفلات مما يهدد مصالح الوطن. كذلك بعض الأصوات طالبت بإلغاء وزارة التموين المسماة حالياً بوزارة التضامن الاجتماعي باعتبار أننا نعيش الآن في ظل السوق الحرة. حيث تكون الأسعار خاضعة للعرض والطلب. ولكن كيف يمكن لشعب يعاني الفقر والبطالة والأمية والجهل والمرض أن يعيش في سوق حرة تخضع الأسعار فيها للعرض والطلب؟!! إن ذلك معناه الحكم علي هذا الشعب أن يموت جوعاً خاصة أن غذاءه الرئيسي وهو الخبز غير متوفر. ولقد تسبب هذا الرغيف في إسقاط العديد من الوزراء الذين أعجزتهم الحيل عن حل مشكلة هذا الرغيف المزعوم أو المدعوم الذي سقط كثير من القتلي في طوابير الحصول عليه. ويفكر الدكتور جوده عبدالخالق وزير التضامن "التموين" في حكومة الدكتور عصام شرف في بيع الخبز بنظام البطاقة.. والحقيقة أنني لم أستطع أن أستوعب كيفية تنفيذ الفكرة.. وهل يعني ذلك أننا سنشتريه ببطاقة الرقم القومي.. أم أنه ستكون له بطاقة خاصة. وكل ما نرجوه ألا يتسبب رغيف الخبز وأنبوبة البوتاجاز وأرز التموين في الإطاحة بالدكتور جوده لأن الرجل له منزلة في نفوسنا. وسوف نقاطع رغيف الخبز إذا تسبب في إبعاد هذا الرجل ونصوم عنه ونأكل بدلاً منه الأرز!! لكن الأرز أيضاً مشكلة كبيرة يا دكتور جوده.. الوزارة قررت تخفيفاً عن المواطنين محدودي ومعدومي الدخل صرف كميات من الأرز لا أعرف مقدارها بالضبط علي بطاقة التموين بسعر مخفض ولست أدري أيضاً سعر الكيلو منه. ولأننا نعيش في مصر بلد الأزمات المستمرة وآخرها أزمة البنزين الذي اختفي من محطات البترول.. فإن الأرز اختفي أيضاً من التموين ولكنه اختفي عمداً بفعل فاعل وهو سيادة بقال التموين!!! لقد اتصل بي أحد القراء الأعزاء وأنا بالمناسبة اعتز بكل قرائي وهو محام معروف ومخول للدفاع أمام جميع أنواع المحاكم. وشكا لي من بقال التموين.. فعندما يذهب لصرف مستحقات البطاقة يعطيه الزيت والسكر.. ثم يخبره أن الأرز غير متوفر الآن.. لكن البقال لا ينسي بل يتعمد تسجيل صرف مقرر الأرز علي البطاقة الذكية. ويقول للمواطن عندما يأتي الأرز سنصرفه لك.. ويذهب المواطن مرة واثنتين إلي البقال وفي كل مرة يعود خاوي الوفاض. وهنا تأتي الفرصة سانحة لبقال التموين ليبيع كل كميات الأرز التي أنكر وجودها إلي محلات الكشري بضعف الثمن ويكسب عدة آلاف من الجنيهات كل شهر.. و"بلاش المواطنين يكلوا رز" والأفضل أن يأكلوا بغاشة!!! قلت للأخ المحامي: وهل أنت محتاج إلي أرز التموين؟! قال: نعم.. وبكل تأكيد!! لماذا يا أخي؟! أجاب حالنا نحن المحامين واقف من بعد الثورة.. أقسام الشرطة لا تعمل ومغلقة ولا توجد قضايا تتولاها ولا توجد أحكام أو غير ذلك من الأعمال التي نتكسب منها.. وحالنا يصعب علي أي إنسان. يا رب يا دكتور جوده عبدالخالق تقرأ هذا الكلام.. ويا رب تقدر تحل مشكلة الأرز فالناس وحشها أكل المحشي.. وللأسف لا تستطيع المكرونة أن تحل محل الأرز في هذه الوجبة بالذات!!