في العدد الأسبوعي الماضي تحدثت عن مقهي الفطاطري وكيف كان مجمع لاعبي مصر القدامي.. لكن لضيق المساحة اختصر المقال اختصاراً مخلاً واليوم استكمل ما بدأت ففي هذا المقهي كما ذكرت كان يجتمع لاعبو مصر الدوليون والذين مثلوا شتي الأندية المصرية في كرة القدم والملاكمة والمصارعة وغيرها.. وكان فتحي عبدالرحمن الملاكم الفذ بطل العالم وكابتن مصر والنادي الأهلي عمدة قعدة الملاكمين في المقهي وبلبل وكمال عيد وأحمد عبدالفتاح "مصارعة" وكان الراحل علي شطا وزميله محسن الرزاز أصغر الملاكمين اللذين كانا دائماً ما يأتيان إلي المقهي إلي ان توفي الملاكم الفذ علي شطا في حادث سيارة انقلبت به وهو وزميله الرزاز وهما عائدان من الاسكندرية. في نفس الوقت كان المهندس اسماعيل المسئول عن فريق كرة القدم بشركة العبد للمقاولات وهو أهلاوي حتي النخاع لهذا كان كل اللاعبين الذين استعان بهم من شباب النادي الأهلي وكثيراً ما كانوا يأتون إليه في المقهي وكلهم تقريباً أصبحوا نجوماً في الأهلي ومنتخب مصر أذكر منهم وحش أفريقيا إكرامي ومصطفي عبده ومصطفي يونس وحازم كرم الذي كان يلعب للزمالك ثم انتقل إلي النادي الأهلي لكنه لم يكن من العاملين في شركة العبد إلا ان صداقة قوية كانت تربطه بكثير من رواد المقهي. ومن طرائف كرة القدم التي أتذكرها تلك الأحداث الطريفة التي كنا نستمع إليها من اللاعبين القدامي خاصة الكابتن حنفي بسطان الذي كان يتمتع بروح فكاهية هائلة كل يوم.. قال: كنت وصديقي محمد الجندي لاعب الأهلي وصديق الكابتن كامل صرصار لاعب الترسانة ثم الأولمبي نتمشي في شارع سليمان باشا "طلعت حرب الآن" فإذا بكامل صرصار يتعثر في احدي البالوعات المفتوحة فصرخ كامل الحقني يا حنفي.. الحقني يا جندي فرد عليه الجندي جري ايه يا كامل.. صرصار ووقع في سكنه!! فضحك الجميع وصاروا يمزحون حول هذا الموقف. وهذا ان دل علي شيء فإنما يدل علي الصداقة والحب اللذين كانا يربطان كل لاعبي أندية مصر لا فرق بين أهلي وزمالك وترسانة عكس اليوم الذي افتقدت فيه الصداقة بين الجميع وحل مكانها الكراهية والمنافسة غير الرياضية بسبب وثوب غير الرياضيين علي الأندية.