في جلسات مؤتمر الشباب بالاسماعيلية الذي حضره وشارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أرسي قواعد جديدة في التعامل المؤسسي مع الشباب سواء ببرنامج تدريبي لتأهيلهم لتولي المناصب القيادية أو بالحوار المتواصل معهم والاستماع لافكارهم ومطالبهم وحل المشاكل علي الطبيعة لم يخف الرئيس أزمة ارتفاع الأسعار وحالة الغلاء التي يعيشها المجتمع منذ اتخاذ قرار تعويم الجنيه الذي كان شرا لابد منه إذا أردنا إصلاحا حقيقيا للاقتصاد المصري حتي يفوق من عثرته التي بدأت منذ قيام ثورة يناير. ومع اقتناع الرئيس بما يعيشه المجتمع بسبب الإصلاح الا انه لم يخف تفاؤله من ان القادم أفضل وسر ذلك ان كل تلك الإصلاحات هي صناعة مصرية تماما لم يفرضها علينا صندوق النقد الدولي أو أي مؤسسة مانحة غيره فلم نسمع عن شروط تتعلق بمناهج التعليم وغيرها من محاولات للتدخل في الشأن المصري وهو ما يؤكد ان مصر اتخذت القرار السليم سواء بنبذ الإرهاب وولاته في 30 يونيو أو باتخاذ التدابير السياسية سواء بانتخابات رئاسية وبرلمانية وتتبقي الانتخابات المحلية التي يعد الشباب لخوضها حتي يحدث التمكين الذي تحدث عنه الرئيس باعتبار ان المجالس المحلية هي المفرخة التي ستجهز قيادات جديدة يمكن لها خوض الانتخابات البرلمانية القادمة. لكن هل كان أداء الحكومة مواكبا لتحركات الرئيس وادائه وطموحاته في الانطلاق بمصر؟ واقع الأمر يؤكد ان التغييرات الأخيرة جاءت بأسماء تستطيع ان تحدث ثورات اصلاحية في الحقائب التي يتولونها منهم هشام الشريف وزير الادارة المحلية "أبوالتكنولوجيا الشرعي في مصر" والذي ننتظر منه تغييرا حقيقيا في الادارة المحلية يستطيع بها ان يقضي علي الفساد الذي عاث لسنوات طويلة في الأحياء وكان سببا رئيسيا في الثورتين لكن أمام هذا الرجل بعض الوقت لفهم طبيعة عقلية الفاسد وكيف يفسد حتي يواجهه فالتركة ضخمة وثقيلة. نفس الأمر بالنسبة لوزير التربية والتعليم طارق شوقي الذي بدأ المواجهة بقضية التسريب ولديه خطة لإصلاح العملية التعليمية ليصبح لدينا تعليم حقيقي. ويأتي بعد ذلك علي المصيلحي الذي لم يدخل مكانا الا ووضع فيه بصمته وهو يدرك تماما ان وزارته عليها مسئولية جسيمة في محاصرة الغلاء وضبط ايقاع الاسواق المنفلت بفعل فاعل إذ يجب فرض سيطرة الدولة علي الأسواق بصفتها المنظم والمراقب وباستثناء هؤلاء فإن باقي الوزراء الجدد يحتاجون لإعادة نظر في ادائهم.. فمنهم من لا يدرك خطورة المرحلة ومنهم من مازال يدرس وهؤلاء يحتاجون وقفة سريعة.