أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خالص تقديره واعتزازه بقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ومواقفه الإنسانية النبيلة التي تنزع الشر واليأس من حياة الناس..مشيرا إلى أن البابا فرنسيس يتمتع بحكمة عميقة تدرك أهمية التعامل مع تقعيدات واقع صعب. وأكد الرئيسي السيسي – في كلمته التي ألقاها أمام جلسة حوار بحضور بابا الفاتيكان بفندق الماسة" إن أرض مصر الطيبة سطرت رسالة مضيئة بين رسالات السماء إلى البشر"،مضيفا أنه على أرض مصر وجد السيد المسيح والسيدة مريم الأمن والأمان والسلام. وعلى هذه الأرض، قداسة البابا، وجد السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء الأمن والأمان والسلام وطافوا بأرجاءها محتمين بها من بطش وبغي هيروديس، وكانت مصر كعادتها دوما ملاذا أمنا وحصنا رحيما. قداسة البابا فرنسيس، إننا نعتبر زيارتكم التاريخية إلى مصر اليوم والتي تتواكب مع الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان بمثابة رسالة تؤكد ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات تقدير واحترام تتأسس على إيمان مشترك بالقيم الأخلاقية الرفيعة التي رسختها الأديان السماوية لتكون دستورا لتعايش البشر على الأرض في سلام ومحبة وأساسا لمنع الصراعات التي لا تنشر سوى العنف والدمار بين أبناء الأسرة الإنسانية. ولقد أكدنا خلال لقاءنا اليوم أهمية أن تظل هذه المبادئ نبراسا للقادة والحكومات في عالمنا اليوم، إذ يواجهون تحديات غير مسبوقة لم تشهدها البشرية من قبل، فالعالم يشهد أياما يعلو فيها صوت العنف والكراهية تنطلق هجمات الإرهاب الأسود عمياء هوجاء تضرب في كل مكان دون تميز تفجع قلوبنا إذ تحرمنا من الأهل والأحباء والأصدقاء،وما يزيد من آلامنا أن قوى الشر هذه تزعم ارتباطها بالدين الإسلامي العظيم وهو منها ومنهم براء، وهم منه نكراء، إن الإسلام الحق لم يأمر أبدا بقتل الأبرياء ولم يأمر أبدا بترويع الآمنين وإرهابهم وإنما أمر بالتسامح والرحمة والعمل الصالح الذي ينفع الناس كما أمر باحترام الآخر وحقه في اختيار دينه وعقيدته. السيدات والسادة، إن مصر تقف في الصفوف الأولى في مواجهة هذا الشر الإرهابي ، يتحمل شعبها في صمود وتضحية ثمنا باهظا للتصدي لهذا الخطر الجسيم عاقدين العزم على هزيمته والقضاء عليه وعلى التمسك بوحدتنا وعدم السماح له بتفريقنا. وفي هذا السياق، أؤكد من جديد أن القضاء نهائيا على الإرهاب يستلزم مزيدا من التكاتف بين كافة القوة المحبة للسلام في المجتمع الدولي، يتطلب جهدا موحدا لتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله، سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح.