حالة من الهدوء والارتياح سادت الشارع الكروي المصري بعد إجراء قرعة دوري المجموعات لدور ال 16 لبطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال بعد أن تأكد أن قطبي الكرة المصرية العملاقين الأهلي والزمالك لن يلتقيا إلا في المربع الذهبي وذلك أيضاً في حالة واحدة لو أن كلاً منهما احتل قمة مجموعته في دوري المجموعات أو احتلالهما المركز الثاني في مجموعته.. وهذا الاحتمال الوحيد يعني أن هناك احتمالاً آخر قائماً بقوة أيضاً وهو أن يلتقيا معاً في النهائي أي أن سكة القطبين سالكة.. وأعتقد أن عشاق ومجلس إدارة ولاعبي الناديين يتمنون أن تتأجل هذه المواجهة إلي نهائي عرس الأندية الأفريقية ليكون هذا النهائي مصرياً 100%.. وأعتقد أن هذا الواقع للقرعة التي حسمت أن قطبي مصر تم تصنيفهما علي رأس المجموعات بفضل نتائجهما وتألقهما في السنوات الأخيرة وكان آخرها بلوغ الزمالك نهائي بطولة الملايين الأفريقية.. ليجني نجوم الأهلي والزمالك هذا التفوق بالأدغال الأفريقية ليلعب كل منهما في طريق بعيد عن الآخر وهو ما يعني إضافة المزيد من القوة والإثارة للبطولة الأفريقية كون الأهلي والزمالك هما أقوي المرشحين والأقرب للفوز بكأسها الغالية استناداً لتاريخهما الكبير في احتكار تلك البطولة "8" للأهلي و"5" للزمالك وامتلاكهما لشعبية طاغية علي مستوي القارة السمراء ونخبة متميزة من المواهب يشكلون القوام الأعظم لمنتخب الفراعنة.. ولعلنا نتفق أن الفرق التي ضمتها مجموعة الزمالك الثانية والتي وقعت مع الأهلي في المجموعة الرابعة تؤكد أنها جاءت متوازنة.. ويستطيع القطبان العبور من خلالهما لدور الثمانية واستكمال رحلتهما بقوة بالأدغال.. وإذا كان البعض يري أن مجموعة الأهلي ضمت فرقاً تمتلك الخبرة في التعامل مع البطولات الأفريقية مثل القطن الكاميروني والوداد المغربي وزاناكو الزامبي وبالتالي فإنها الأصعب.. ولكن رداً علي هذا الرأي أعتقد أن مجموعة الزمالك قد تكون الأصعب نسبياً بعد أن أوقعت القرعة في مجموعته ناديين عربيين من شمال أفريقيا بالإضافة لكابسي الزيمبابوي قاهر مازيمبي العملاق الكونغولي من دوري الأبطال وهو يعكس مدي ما يتمتع به هذا الفريق من جاهزية وأنه يضم جيلاً من اللاعبين يريد التعبير عن نفسه وبالتالي فقد يكون مفاجأة المجموعة هذه ناحية.. ومن ناحية أخري سنجد أن الزمالك سيواجه ناديين من الشمال العربي الأفريقي ونحن نعرف مدي ما تتسم به هذه المواجهات للديربيات العربية من حساسية وندية وقوة خاصة أن كلاً من اتحاد العاصمة الجزائري وأهلي طرابلس الليبي لديهما خبرات وصولات في الأدغال الأفريقية.. بالإضافة لتقارب وتشابه طرق اللعب والأسلوب الخططي لدول الشمال العربي الأفريقي.. يزيد من قوة وصعوبات الديربيات العربية ما تمتلكه الأندية العربية من مجموعة من أفضل اللاعبين الموهوبين.. علي عكس الأندية الأفريقية السمراء والتي تعاني من غياب نجومها الموهوبين الذين يفضلون اللعب في الدوريات الأوروبية.. ولذلك أري أن النادي الأهلي ومعه الوداد المغربي هما الأقرب للتأهل لدور الثمانية مع احترامي للقطن الكاميروني وزاناكو الزامبي ويستطيع نادي الزمالك مع البطل الجزائري حسم المركزين الأول والثاني لصالحهما والانطلاق بقوة في رحلة الملايين الأفريقية ولكن تحقيق هذه الخطوة يتطلب من الزمالك أن يحسم ضربة البداية لانطلاق مباريات دوري المجموعات عندما يستضيف بالقاهرة كابس يونايتد بالفوز وحصد نقاط المباراة ليبدأ رحلته وهو يقف علي أرض صلبة ودون الدخول مبكراً في حسابات معقدة. في الوقت نفسه سنجد أن القرعة خدمت النادي الأهلي أيضاً حينما أتاحت له فرصة أداء أولي مبارياته بالقاهرة حينما يستقبل زاناكو الزامبي.. وبالتالي لا بديل أمامه سوي الفوز ليستفيد مع الزمالك من اللعب وسط جماهيرهما في بداية الرحلة الشاقة بالأدغال الأفريقية والتي تحتاج من نجوم القطبين التحلي بأعلي درجات التركيز والتسلح بالإرادة وروح البطولة ليكون لمصر مكان في بطولة عظماء الكرة العالمية بمونديال الأندية عندما يتوج أحدهما بطلاً لأفريقيا.