رفع وزير الآثار الدكتور خالد العناني الستار عن أحد أكبر تماثيل الملك رمسيس الثاني بمدخل معبد الأقصر المطل علي النيل بعد عمليات ترميم التمثال ليصبح تحفة أثرية تضاف إلي التماثيل الثلاثة بواجهة المعبد الفرعوني. الاحتفالية التي حضرها وزير الآثار شهدها محمد بدر محافظ الأقصر ومدير أمن الأقصر اللواء عصام الحملي وقيادات الآثار والسياحة وسط حضور مكثف لوسائل الإعلام العالمية والمحلية. وكان فريق من المرممين المصريين أعادوا البريق للتمثال ليقف شامخا في الصرح الأمامي للمعبد شاهدا علي عظمة المصريين القدماء حيث استغرقت عملية ترميمه وتركيب قطعه نحو 6 أشهر حسبما أكد مصطفي وزيري مدير آثار الأقصر الذي أشار إلي أن مشروع ترميم تمثال رمسيس الثاني كان ضرورة ملحة نظرا لأن التمثال تعرض للدمار منذ قرون طويلة وهو مصنوع من الجرانيت الرمادي. التمثال واحد من ضمن 6 تماثيل كانت تزين صرح المعبد ولم يتبق منها سوي تمثالين جالسين وآخر واقف من الجهة الغربية. وأوضح أن التمثال الذي أزيح عنه الستار كان مقسما إلي 57 قطعة ووزنه يصل إلي 75 طنا وبعد تركيبه بلغ طوله حوالي 11 متراً. يشار إلي أن زيارة وزير الآثار إلي الأقصر والتي بدأت صباح أمس وبرفقته وزير التنمية المحلية الدكتور هشام الشريف والسفير الفرنسي أندريه باران كان قد أعلن خلالها عن أكتشاف البعثة المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبوالنجا بالبر الغربي بالأقصر لمحتويات مقبرة "أوسرحات" والذي كان يشغل منصب "مستشار المدينة" ويرجع تاريخ المقبرة إلي عصر الدولة الحديثة وهي مقبرة تم العثور داخلها علي ما يقرب من 1050 تمثالا وتخطيطها علي غرار مقابر النبلاء خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة فهي تتكون من فناء مفتوح يؤدي إلي صالة عرضية ثم صالة طولية. كما تحوي الصالة العرضية بالمقبرة المكتشفة تابوتا خشبيا منقوشا في حالة جيدة جدا من الحفظ بالإضافة إلي بئر بعمق 9 أمتار يوجد في نهايته غرفتين إحداهما في الجهة الشرقية داخلها عدد من تماثيل الأوشابتي وأقنعة خشبية ويد خشبية لغطاء تابوت. وخلال الجولة تم افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية للبعثة الفرنسية العاملة بمعابد الكرنك وذلك بمناسبة مرور 50 عاما علي إنشاء المركز المصري الفرنسي لدراسات معابد الكرنك في عام .1967 علي صعيد متصل أشادت الأوساط السياحية والشعبية بالأقصر بنجاح البعثة الأثرية المصرية علي العثور علي خبيئة ومقبرة "أوسرحات" قاضي طيبة في عهد الملك أمنحتب الثالث وشددت علي أهمية مثل تلك الاكتشافات في لفت أنظار العالم إلي مدينتهم. وقال الخبير السياحي محمود إدريس إن الكشف الأثري الجديد في جبانة ذراع أبوالنجا سيحقق دعاية سياحية مجانية تقدر بملايين الجنيهات مشيرا إلي أن قطاع السياحة في الأقصر يطالب بمنح مزيد من الفرص للكوادر الأثرية المصرية لممارسة دورها في الكشف عن آثار الأقصر التي لاتزال راقدة تحت الرمال في القرنة والطود وأرمنت والكرنك وإسنا وشدد علي أن الأقصر بحاجة إلي آثارها ومقتنياتها النادرة من أجل استخدامها في جذب مزيد من السياح والخروج من حالة التراجع في نسب الإشغال السياحي منذ قيام ثورة يناير وحتي اليوم. وطالب "إدريس" بالعمل علي توسعة متحف الأقصر الحالي أو الشروع في إقامة متحف جديد يستوعب ما تخرجه أرض الأقصر من كنوز ومكتشفات فرعونية في كل عام وعلي أن يكون للمتحف الجديد رؤية حضارية ودور عالمي في نشر الاكتشافات الأثرية عبر دوريات أثرية محكمة علي غرار ما تقوم به متاحف العالم من نشر علمي لاكتشافات تتم علي أرض الأقصر.