هل انتهت أزمة الصدام في سوريا بعد استخدام القوات السورية للسلاح الكيماوي السام علي بلدة خان شيخون في مدينة إدلب.. والاستخدام الصاروخي الأمريكي لمطار الشعيرات جنوب شرق حمص ردا علي الغارة السورية؟! أم أن الأزمة بدأت ولا نعرف كيف تنتهي؟! بمعني أن سوريا قامت بغارتها الكيماوية وردت عليها أمريكا بقذف صاروخي لأحد مطاراتها التي انطلق منها العدوان السوري فأوقع خسائر بين المدنيين من بلد خان شيخون. السؤال هنا: هل سوريا فعلا قامت بهذا العدوان؟! أم أن جهة أخري قامت به لتلفيق الاتهام لحكومة بشار الأسد لتجبر أمريكا للرد عليه وتخلق أزمة جديدة تشعل الصراع اكثر في الوقت الذي كانت تدور فيه محادثات لانهاء المشكلة والتوصل إلي حل توافقي. سوريا نفت قيامها بتوجيه ضربة بالأسلحة الكيماوية وجاء هذا النفي علي لسان وليد المعلم وزير الخارجية السورية.. ومن هنا بدأت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقيقا في ملابسات هذا الحادث. يقيني أن اسرائيل لها ضلع قوي في استمرار الحرب في سوريا يساندها في تلك الحرب أنقرة والدوحة.. فهذا الثالوث المتآمر ليس هدفه القضاء علي نظام بشار الأسد وحده.. وإنما هدفه أن تظل الحرب قائمة في سوريا حتي يتفكك هذا البلد.. إلي كنتونات وتصبح مع جزء من العراق يقام فيها دولة لكردستان. وللتأكيد علي أن دمشق نفت قيامها بالهجوم بالسلاح الكيماوي أسرع ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية بأن واشنطن واثقة أن الهجمات الأخيرة في سوريا تم تنفيذها بتوجيه من نظام بشار الأسد وأنها متأكدة باستخدام غاز الأعصاب "سارين" وأن استمرارها في استخدام هذا الغاز لن يقابله رد فعل من المجتمع الدولي مما يجعل امر استخدامه عاديا وقد يشجع الغير علي نفس الفعل. ولذلك قمنا بالنيابة عن المجتمع الدولي بهذه الضربة لنوضح أن استخدام هذه الأسلحة يعد انتهاكا للأعراف الدولية. والغريب أن تصريح الخارجية الأمريكية علي "تويتر" جاء باللغة العربية.. وقال بيان الخارجية إن ردود أفعال أوروبا والشرق الأوسط أبدت دعم هذه الضربة التي قمنا بها!! وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إنه تم خلال الضربة الأمريكية علي سوريا تدمير 20 طائرة للنظام السوري من طراز "ميج" التي تزود بها روسيا نظام بشار. لكن ما هو موقف روسيا من هذا الهجوم؟!.. قال مندوبها في مجلس الأمن إن هذا الهجوم خرق لاتفاق سلامة الطيران بين واشنطن وموسكو.. وإن القوات الأمريكية موجودة في سوريا بشكل غير قانوني. واتهم المندوب أمريكا بأن التقدم في مباحثات السلام في جنيف لم يتم بفضل واشنطن.. وقال إن روسيا اقترحت ارسال لجان مشتركة للتحقيق في الهجوم الكيماوي.. موضحا أن خبراء بعثة تقصي الحقائق يمثلون دولة واحدة معادية للنظام السوري. الرأي الأخير فيما تم في سوريا أن روسيا لن تفعل شيئا لنصرة بشار في تلك الأحداث وأن أمريكا ستكتفي بما قامت به ولن تكررها مرة ثانية رغم أن هناك شكوكاً كثيرة حول من قام بضربة السلاح الكيماوي.