** لم يمض شهر مارس دون أن يحمل أخبارا سارة لعدد من القراء الذين استعرضت ظروفهم في هذا المكان فكانت المكالمة الأولي من السيدة "ص.م.ع" من الإسكندرية حدثتني فيها عن تعاطفها الشديد مع طالب الجامعة صاحب رسالة "في قمة الخجل" واستعدادها لسداد المصروفات المستحقة عليه والتي بسببها تم تعليق نتيجة التيرم الأول. وبالفعل قمت بترتيب موعد يجمع ما بين السيدة الكريمة والطالب "ا.ح" من الغربية ليتسلم منها قيمة ما رصدته له لسداد المصروفات المتأخرة وقدره "ألفا جنيه". يأتي هذا التعاطف نتيجة للظروف الصعبة التي يمر بها الشاب حين قامت شركة السياحة التي يعمل بها بإيقاف أعمالها وتسريح الموظفين مما ترتب عليه اتساع دائرة ديونه من الأهل والأصدقاء بخلاف عجزه عن إجراء الصيانة اللازمة لبيته. أما حلمه الأكبر في الخطبة والزواج فقد أرجأه لحين يأتي العمل الجديد الذي التحق به مؤخرا ثماره.. وما أن تناولت قصته حتي تجاوبت معه السيدة الفاضلة برصد المبلغ الذي يحتاجه للجامعة باعتباره "منحة لا ترد". ولمن لم يقرأ قصة الطالب "ا.ح" فهو شاب تجاوز الثلاثين من عمره وكم ظل يحلم بالالتحاق بكلية الحقوق لكن كان لوالده رحمه الله كلاما آخر فألحقه بكلية الخدمة الاجتماعية التي لا تتناسب ورغباته لكنه لم يملك وقتئذ سوي المثول لقرار أبيه حتي لا يغضبه.. و.. وبعد تخرجه فيها والتحاقه بالعمل عاوده الحنين لرغبتة الأولي "كلية الحقوق" ووجد فرصته للالتحاق بها عبر التعليم المفتوح ليجتاز الفرقة الأولي بنجاح وينتقل للفرقة الثانية ولتبقي دعواتنا له بالخروج من عثرته المادية قريبا وبتحقيق أحلامه في التخرج والزواج. ** أما المكالمة الثانية فكانت من فاعل خير من الهرم أبدي فيها تعاطفا مع صاحبة رسالة "أحلاهما مُر" التي نشرت في أول الشهر الماضي حيث رصد لها ألفي جنيه مساهمة منه في سداد ديونها التي ظلت تتفاقم عليها منذ أن تنكر "أبو أولادها الستة" وطلقها. ثم طردهم جميعا من الشقة التي تؤويهم ليتزوج بأخري.. ولولا أخوها غير الشقيق ومساندته الكبيرة لها لواجهت وأبناؤها حياة التشتت والضياع. شقيقها الإنسان الذي وفر لها في البداية شقة بالإيجار ثم شرع في شراء أرض ليقيم عليها بيتا مستقلا لها وأبنائها متحملا في ذلك جزءا كبيرا من تكاليف الإنشاء علي أن تتحمل هي سداد الجزء المتبقي للمقاول المختص خلال 4 سنوات بواقع قسط شهري قدره "1500 جنيه". جمعت السيدة "ز.ع" من الإسكندرية بين أكثر من مهنة في الصباح "عاملة" بدار حضانة وفي المساء مشرفة نظافة بأحد الأندية واستطاعت مع ابنها الكبير الذي توقف عن استكمال دراسته الثانوية ليتقاسم معها مسئولية اخوته الستة وتغطية نفقات زواج لشقيقته الكبري استطاعا الانتظام في سداد قيمة الأقساط المستحقة للمقاول لكن في يناير الماضي تعرض أحد أبنائها لحادث وهو في طريقه للامتحان مما استدعي نقله إلي المستشفي وسداد مبلغ تحت الحساب فلم تجد الأم المسكينة من يقرضها سوي المقاول "صاحب الكمبيالات". .. وبعد أن استقرت حالة ابنها نسبيًا عاود مطالبته لها بسداد جزء من مديونيتها فحدثتني بمأساتها ومدي الحرج الذي باتت فيه بسبب تلك الديون.. وعقب نشر قصتها تلقيت مكالمة من فاعل خير من الهرم معربا عن تعاطفه معها ورصده مبلغ ألفي جنيه لها. استجابة آمل أن تتبعها استجابات أخري حتي تفيق هذه الأم البائسة من ذاك الكابوس وتتحرر من ديونها وإلا ليس أمامها كما قالت سوي بيع شبكة ابنتها الثانية والتي تمت خطبتها مؤخرا وهو الأمر الذي نصحتها باستبعاده من حساباتها حتي لا تزداد الظروف تعقيدا وتفسد فرحة ابنتها.. فمن يقف بجانبها؟ ** وكانت البشري الثالثة من نصيب القارئ "رأفت حسن عسكر" الشهير ب "أبوالعربي" والذي حظي بتعاطف كبير من فاعل خير من الإسكندرية حينما أطلعته علي ظروفه حين استغنت عنه الشركة التي يعمل بها ليعود وأسرته الصغيرة ليقيم مع ولديه الشابين في بورسعيد لكنه اصطدم بالواقع المر الذي يعيشان فيه بعد أن تراكمت عليهما أقساط الشقة وباتا مهددين بالطرد منها. حاول الأب مساعدتهما فكان خطابه المختصر لي والسؤال علي لسانه هل من مخرج؟.. سؤال وجد صداه السريع عند القارئ الكريم ا.ا من الإسكندرية والذي رصد له أربعة آلاف جنيه للوفاء بالأقساط المتأخرة علي ولديه حتي لا تضيع منهما الشقة التي تمثل المأوي الحقيقي لجميع أفراد أسرته منذ عودته بخفي حنين من برج العرب الجديدة!! * * * ** وأخيرًا يبقي الشكر موصولا لكل فاعل خير يتجاوب معنا في التخفيف عن أصحاب الأعذار والحاجات ودائما في انتظار مشاركاتكم.