الأوراق التي وصلتني عن ظروفها لم تكن كافية لكي تخبرني بتفاصيل ما تعاني منه وما تريده علي وجه التحديد؟!.. لذا كان اتصالي بها ضروريًا لأبدأ في طرح أسئلتي عليها.. وأتلقي الاجابة. وبصوت حائر.. قلق حدثتني ز.ع من الإسكندرية وأفاضت في الحديث قالت: إنني.. وبحكم نشأتي في صعيد مصر تزوجت في سن صغيرة جدا"!!" من شاب "أرزقي" لا يبالي بمسئوليات الحياة الزوجية وتبعاتها ولا يشغله أن أمضي يومي كله صائمة بلا طعام. معيشة قاسية تحملتها في صبر وبلا شكوي اللهم سوي أخي الشقيق أما أبي فسامحه الله فقد انشغل بحياته وكأنه تخلص مني بزواجي من هذا الرجل الذي لم يدرك حجم المسئولية الكبيرة التي صارت في عنقه بعد أن رزقت منه بسبعة أبناء فصبرت علي قسوة العيش معه والتنقل من محافظة لأخري حتي استقر بنا المقام بإحدي المناطق النائية بالإسكندرية فأقمنا في شقة بالإيجار ومضيت في دفعه للعمل حتي نغطي احتياجات أولادنا من المأكل والملبس والعلاج ومصاريف الدراسة. وفي مرارة تمضي قائلة: تصوري "سيدتي" وبعد زواج دام عشرين عاما لم يجد "أبو أولادي" مكافأة يقدمها لنا سوي طردنا من الشقة ليتزوج بأخري ولم يكتف بذلك بل أخذ عليَّ إقرارًا بألا أطالبه بأي نفقات للأبناء وأن مسئوليتهم تقع عليّ كاملة!! ومنذ طلاقي منذ عدة أعوام وأخي الشقيق من أبي يحاول مساندتي بشتي الطرق فاستأجر لنا شقة لحين الانتهاء من بناء البيت الذي سيؤويني وأبنائي متحملا في ذلك جزءا من تكاليف الإنشاءات. أما الباقي فأتكفل بسداده للمقاول المختص بواقع أقساط شهرية علي أربع سنوات وبموجب كمبيالات قيمة الكمبيالة الواحدة 1500 جنيه بخلاف كمبيالتين "علي بياض" حررهما باسمي واسم ابني لضمان حقه والتزامي بالسداد. لهذا اضطر ولدي الكبير للتوقف عن دراسته الثانوية وخرج للعمل ليشاركني مسئوليات اخوته الستة أما أنا فقبل وبعد انفصالي عن أبيه لا أتذكر أنني عرفت طعمًا للراحة حيث التحقت بعملين. الأول: بدار حضانة. والثاني: بناد رياضي حتي انتهيت من تكاليف زواج إحدي بناتي بفضل الله.. وكم كانت سعادتي حينما انتظمت وابني الكبير في سداد الكمبيالات المستحقة علينا للمقاول وفي تلك الأثناء تمت خطبة ابنتي الثانية لشاب خلوق حاصل علي مؤهل عال والذي طلبت منه أن يمهلني بعض الوقت لحين ألتقط أنفاسي من تلك الالتزامات المالية العاجلة.. فلم يمانع.. ثم.. ثم شاءت إرادة الله أن يتعرض ابني طالب بالثانوي إلي حادث أليم وهو في طريقه لأداء الامتحان في يناير الماضي ليسقط مصابا بنزيف بالمخ. فحملناه لأقرب مستشفي خاص لعدم وجود مكان له بمستشفي الطلبة.. وهناك طالبوني بإيداع مبلغ كبير تحت الحساب فلم أجد سوي المقاول الإنسان صاحب الكمبيالات لأستغيث به فأعطاني مبلغا من المال لحين أطمئن علي ابني الذي لا يزال يخضع لعلاج مكثف ويعلم الله وحده متي ستتحسن حالته!! سيدتي.. ما دفعني لإرسال أوراقي إليك ان صاحب الكمبيالات بدأ يطالبني بسداد أي جزء من قيمة المستحق عليّ فصرت بين أمرين أحلاهما مُر. إما التصرف في شبكة ابنتي ويكون عارًا عليّ أمام أهل خطيبها. وإما أن أواجه وابني الضامن معي المساءلة القانونية والسجن لعجزنا عن السداد في الوقت الراهن بأي حال.. فهل من طوق نجاة..؟.. هل من طوق نجاة؟!.. نهاية المكالمة. المحررة : منذ صباك وأنت مطالبة بسداد فواتير غيرك. فتحملت فاتورة الزواج المبكر وعبء الإنجاب من رجل لا يعرف معني المسئولية حتي يتخفف والدك من أعبائك ويتفرغ لحياته الخاصة.. كذلك تحملت فاتورة توفير السكن لأولادك لتدخلي في دوامة الكمبيالات تلتها فواتير زواج ابنتك الكبري ثم نفقات علاج ابنك المصاب عجل الله بشفائه لك. لكن من قلب أي محنة تولد المنحة فحين طردك "أبو أولادك" وجدت أخاك الشقيق بجانبك يذود عنك بقدر ما يستطيع حتي يطمئن عليك وأبنائك بين أربعة جدران... وحين زادت الأعباء وإقرارك بتحمل المسئولية كاملة وجدت ابنك الكبير يقف بجانبك فيضحي بمستقبله الدراسي لسد مكان أبيه المفرط. وحين تعرض "طالب الثانوي" لحادث طريق أرسل الله لك بالمقاول الإنسان الذي لم يتردد في مساعدتك رغم مديونيتك الكبيرة له.. لذا من المؤكد أنه سبحانه لن يتخلي عنك وستجد كلماتك ما تمس به قلوب أهل الخير. أما التفكير في بيع "شبكة" ابنتك فعليك إعادة النظر فيه واستبعاده من حساباتك حتي لا تزداد الأمور عليك تعقيدًا.. ولعل فرج الله قريب.