ورغم ذلك لم يستسلم للظروف القاسية وكافح كثير لإسعاد أشقائه حيث كانت والدته تقف بجواره وتشد أزره وتمنحه مزيداً من الايمان والصبر حتي لا يعجز عن الاستمرار في العمل في منتصف الطريق ويضيع مستقبل أشقائه. يقول عبدالعظيم فؤاد عبدالعظيم 39 عاماً عن حضوره لاستلام شيك موبينيل لعلاج والدته المصابة بالعديد من الأمراض تحملت المسئولية منذ أن كنت شاباً في السادسة عشرة من عمري بعد وفاة والدي مباشرة وكنت وقتها في المرحلة الثانوية ولم يكن أمامي أي خيار لإنقاذ الأسرة بأكملها سوي أن أترك التعليم الذي كنت أعشق من كل مثلي وأتجه إلي العمل خاصة أن والدي ترك في رقبتي 5 أشقاء وشقيقات أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره واعتبرتني والدتي وجدتي طوق النجاة فرضخت لمطالبها لم أجد أمامي سوي العمل في حمل حديد التسليح علي كتفي مع أحد أقاربي الذي وضع لي يومية تصل وقتها إلي 7 جنيهات. وزادت حتي وصلت الآف إلي 35 جنيهاً في اليوم وظللت أكافح وأتحمل وأصبر علي الأذي الذي أتعرض له يومياً من المقاول والمهندس والصنايعي أيضاً وكانت اللحظة الوحيدة التي تمسح عناء اليوم بأكمله رؤية أشقائي الصغار يلتفون حولي ويسألونني عن الهدايا والحلوي يحصلون مني علي مصروفهم اليومي وهم ذاهبون إلي مدرسة حيث كان يعطيني دفعه قوية للاستمرار في العمل والنحت في الصخور لإسعادهم. وكانت فرصة لا توصف حينما أنهي شقيقي الاصغر تعليمه الجامعي حيث بدأ يساعدني في تدبير مصروفات أفراد الأسرة بعد أن زادت أعباءهم بشكل كبير واستطعنا ترويج أشقائي وتزوج هو الأخر وتزوجت من بعده فأقمت أنا وزوجتي في منزل متواضع يفتقد إلي معظم المستلزمات الضرورية والأجهزة العصبية التي قضيتها في رعاية أشقائي ووعدتها بأن أبذل قصاري جهدي خلال الفترة القادمة وبالفعل حققت لها جزءاً من الوعد الذي قطعته علي نفسي وقد ساعدتني بصبرها ووقوفها بجواري دائماً في كافة المواقف فالتحق أبنائي بالمدرسة وزادت أعباءهم. لكن شاءت الاقدار لهذه الأسرة أن تنقلب حياتها رأساً علي عقب بعد أن مرضت والدتي وأصيبت بالعديد من الأمراض في العظام والنخاع الشوكي والغضروف علاوة علي الهشاشة التي أصابتها مبكراً وأصبح لا يمض أسبوع الا وتتعرض لكسر في ساق أو ذراع أو قدم وتخلي عني الجميع وأصبحت مسئولاً عنها مسئولية كاملة فحاصرتني الهموم والديون وأنا أري أبنائي في حاجة إلي ووالدتي في حاجة إلي وقوفي بجوارها أكثر منهم في الوقت الذي لم أعد فيه أستطيع تحمل المسئولية لذلك طرقت باب الفرحة والأمل. وكان عبدالعظيم من أصحاب الحظ السعيد حيث عرض ظروفه علي الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول موبينيل والتي وافقت علي منحها شيك الفرحة والأمل من موبينيل لعلاج والدته وسداد مصروفات أبنائه وتوفير متطلباتهم.