لا توجد امرأة علي وجه الأرض لا تتمني أو تحلم بيوم تكون فيه أماً ومسئولة عن كائن صغير يملأ حياتها بالضحك والسعادة والحنان. وتسرع لكي تقدم كل ما لديها من طاقة لإسعاده وتربيته لتشاهده يكبر أمامها ويصبح إنساناً تفخر به. ولكن يبدو أن الحياة غيرت كثيراً من نفوس البشر وأصبح الحنان والمودة والرحمة عملة نادرة. فهل يعقل ما أصبحنا فيه الآن وكأننا أمام مسلسل يومي علينا متابعته عن حالات العنف وقتل الأطفال وتعذيبهم سواء من قبل بعض الأمهات اللاتي ماتت بداخلهن كل معاني الرحمة والإنسانية ولا تتحمل بكاء رضيع أو تعامله بذل وضرب وإهانة أو من زوجات الأب "أمنا الغولة" اللاتي تفنن في ابتكار كل ما هو جديد لتعذيب أبناء الزوج كل هذه المأساة إلي جانب التعذيب داخل دور الأيتام. والتي أصبحت مثل المعتقلات التي لا ترحم ولا تتواني عن تعذيب الأطفال الذين لا يجدون من ينقذهم. ونظراً لكثرة الحالات في الفترة الأخيرة توقع الخبراء انتظار جيل من المراهقين يعاني من الأمراض النفسية والاجتماعية. * ومن خلال التقرير الذي أعدته المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة تم رصد الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال خلال عام 2016. حيث بلغ عدد الأطفال المنتهكين إلي 4863 طفلاً في 2412 قضية تتراوح الانتهاكات بين القتل والاختطاف والاغتصاب وغيرها من الحوادث. وبلغت نسبة الإناث من تلك الانتهاكات 29 بالمائة بينما نسبة الذكور 48 بالمائة. و23 بالمائة نسب الأطفال التي لم يتم ذكر نوعها. الانتهاكات تنوعت ما بين 148 حالة اختطاف و67 انتحاراً و66 إهمالاً طبياً. و270 تعرضاً للخطر و10 إتجار بالبشر و269 استغلالاً جنسياً و2612 إصابة في حوادث و48 زواجاً مبكراً. وعن قضية قتل الأطفال في الحوادث المختلفة رصد التقرير عدد الأطفال ونوعية الحوادث التي من خلالها فقدوا حياتهم و455 حالة في حوادث الطرق و28 حالة عمل أطفال و74 حالة عنف أسري و15 حالة مشاجرة و36 حالة صعق بالكهرباء. و55 حالة حريق و30 حالة تسمم و38 حالة انهيار منزل و19 حالة عنف مدرسي و8 حالات عقرة حيوان مفترس. وحالتين سيول. و143 حالة في حوادث أخري. "المساء" رصدت بعض حالات التعذيب والاعتداء علي الأطفال أهمها: الاعتداء الذي وقع علي الطفل "آسر أمجد" البالغ من العمر 12 عاماً. من قبل زوجة والده حيث سقط الطفل مغشياً عليه عند وصوله لمدرسته وبسرعة محاولة إسعافه من قبل معلمي المدرسة. وجدوا آثاراً من التعذيب علي أنحاء متفرقة من جسده وهو في حالة إعياء شديد. وتم تحرير محضر بالواقعة واستمعت نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة لأقوال الطفل الذي أكد أن زوجة أبيه دائماً ما تقوم بالاعتداء عليه بعصا خشبية وتمنع عنه الطعام والشراب هو وشقيقته الصغري لوقت طويل ولا تسمح لهما بالخروج من المنزل. كما أضاف الطفل في التحقيقات أن زوجة أبيه كانت تقول له لحظة الاعتداء عليه "بكرة تكبر وتاخد البيت من ابني إنت واختك". * واقعة أخري "لسائق" لا يعرف شيئاً عن مشاعر الأبوة والحنان لابنه حيث استمر أكثر من شهر في تعذيب نجله الصغير بتكبيله "بسلاسل وأقفال من حديد حول رقبته" بسلم المنزل وذلك لإرضاء زوجته الجديدة. * "غصون" فتاة تعرضت للتعذيب والإهانة وتبلغ من العمر 9 أعوام وتوفيت من كثرة التعذيب من قبل والدها وزوجته. ضربها وقام بحرقها بالنار وقيدها بفناء المنزل بالسلاسل في الجو البارد وكان يجبرها علي تجرع "بوله" بعدما كادت تموت عطشاً وبالطبع زوجة أبيها أرادت أن يكون لها بصمتها في عملية التعذيب واستلمت المهمة وكانت تجبر الفتاة علي النوم عارية بسطح المنزل وسكب الماء البارد عليها والمواد الحارقة مثل "الكلوروكس" وظلت عملية التعذيب إلي أن فارقت الحياة. "رهف" فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات وتم اكتشاف تعرضها للتعذيب والضرب من خلال معلماتها بالمدرسة. حيث رأوا آثار التعذيب علي أنحاء متفرقة من جسدها. وبتتبع الأحداث تم اكتشاف تعرضها للضرب من قبل زوجة والدها التي عذبتها بحرمانها من الطعام. وحبسها داخل غرفة مظلمة. "ريماس" لاقت نفس المصير ولكن بطريقة بشعة لأنها أصغر في العمر حيث تبلغ من العمر 5 شهور فقط وكان يقوم والدها بتعذيبها نظراً لاستيائه من كثرة بكائها وأخذها وألقي بها بقوة من علي السرير إلي الأرض.مما أحدث بها الكثير من الكسور بأضلاعها وتوفيت بعد الواقعة ب 3 أسابيع. * جريمة أخري لا نجد كلمات تصف مدي فظاعتها حيث قامت زوجة الأب بقتل ابن زوجها بطريقة بشعة ولم تقتنع بذلك بل قامت بنشر صورته بعد أن قتلته عبر حسابها علي مواقع التواصل الاجتماعي وطالب رواد "السوشيال ميديا" بمعاقبة القاتلة. التي لم تجد مفراً إلا بالتخلص منه. وقامت بحملة وألقت به في غسالة الملابس الأتوماتيك وقامت بتشغيلها وأغلقت الغسالة وتركت الطفل يصارع الموت حتي لاقي ربه. * واقعة أخري شهدتها قرية "طوخ طنبشا" بمركز بركة السبع حيث تجردت فيها زوجة أب من مشاعر الرحمة وقتلت نجلة زوجها لشعورها بالغيرة منها. حيث قامت بطرحها علي الأرض وكتم أنفاسها. وبعدها ذهبت بها إلي الحمام وسكبت عليها المياه وقامت بتغطيتها ببطانية علي الأرض.