حالة من الحراك السياسي والأمني والشعبي تشهدها الإسكندرية من أول أيام تطبيق قانون الطوارئ فعلي مستوي رجل الشارع السكندري شهدت المناطق الشعبية والراقية علي حد سواء حالة من الارتياح بأن هناك تصرفات رادعة سيتم اتخاذها مع البلطجية بعد أن أصبحت الإسكندرية مدينة بلا أمن لخوف ضباط الشرطة من التعامل مع التصرفات غير المسئولة بأنواعها وهو ما عرض الضباط وعلي وجه التحديد العاملين بمجال المرور للضرب المبرح وتمزيق ملابسهم. وبدأت الأسر تتواجد في المتنزهات العامة علي الكورنيش ليلاً وفي ساعة متأخرة بعد تزايد الدوريات الأمنية بصورة ملحوظة طوال يوم أمس. علي الجانب الآخر قامت بعض القيادات الشعبية من التجار والمقاولين بالتوجه إلي أقسام الشرطة التي تقع في نطاق دوائرهم معربين عن استعدادهم للمشاركة في أي أنواع حماية ممكنة لضباط الشرطة بالأقسام ووضع حراسة شعبية مع الجنود في الأقسام لمنع أي محاولة لتهريب المتهمين المضبوطين في القضايا. كما قاموا بالإرشاد عن أماكن تجمع البلطجية وبيع المخدرات. من ناحية أخري قامت الجماعة السلفية أيضاً بالتوجه بدورها إلي الأقسام التابعة لمناطق التجمع السلفي خاصة بشرق الإسكندرية مبدين استعدادهم لأي حماية ممكنة لأقسام الشرطة من هجوم البلطجية ومثيري الشغب مؤيدين تنفيذ قانون الطوارئ للقضاء علي البلطجة بالشارع السكندري. نظم مجموعة من الشباب السلفي علي مدار الأيام الماضية أنفسهم كدروع بشرية حول مديرية أمن الإسكندرية لحمايتها.. إلا أنه وخوفاً من استفزاز مشاعر المواطنين بالوقوف اليومي أمام المديرية.. تم تشكيل مجموعة أمنية صغيرة لمتابعة المديرية ترقباً لأي هجوم يتطلب استدعاء أعداد أكبر.. وقد برر بعض أعضاء الجماعة السلفية تواجدهم أمام مديرية الأمن بأن ذلك يأتي بناء علي طلب من مدير أمن الإسكندرية من الشيخ "ياسر البهامي" زعيم السلفيين بالإسكندرية. وبوجه العموم فإن الجماعة السلفية هي الوحيدة مع أبناء الثغر الذين أبدوا موقفاً واضحاً من البلطجة وانتشارها ودعم الأمن بينما اكتفت الأحزاب السياسية بالمتابعة عن بعد والتصريحات الإعلامية. في سياق متصل أعلنت حالة الطوارئ بمديرية أمن الإسكندرية حيث عقد اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية اجتماعاً موسعاً علي القيادات الأمنية بالمحافظة لوضع خطة أمنية عاجلة بدأت معالمها في الظهور بصورة كبيرة من أكمنة بالطرق الصحراوية خاصة غرب الإسكندرية ومداخل الثغر وطريق المحور لمباحث الإسكندرية ومباحث المرور.. وتكثيف حملات مباحث التموين علي الأسواق التي احتلها البلطجية بدعوي أنهم باعة جائلون وانتشرت المعارك بالأسلحة البيضاء والمولوتوف.. وقد تم التنسيق بين المباحث ومباحث المرافق لتكوين حملات مشتركة لزيادة القوة الأمنية وتنظيم أسلوب العمل ذي الهدف المشترك. كما قام اللواء "فيصل دويدار" مدير مباحث الإسكندرية باعطاء توجيهات صارمة بعدم بقاء أعداد كبيرة من المتهمين المضبوطين داخل المحبس الخاص بأي قسم وعرضهم الفوري علي النيابة العامة لترحيلهم لسجن الغربانيات.. أو نقلهم لسجن مديرية الأمن لحين عرضهم علي النيابة العامة خوفاً من أي هجوم علي أقسام الشرطة من قبل أصدقاء واتباع البلطجية. كما تقرر تكثيف الدوريات الأمنية حول الأقسام مع التواجد المستمر لقوات الشرطة المقيدة بكل قسم بعد أن تم إلغاء جميع الإجازات.. بالإضافة لتعزيز الخدمات الأمنية داخل أروقة مديرية أمن الإسكندرية نفسها لكونها تضم مباحث تنفيذ الأحكام والمخدرات والآداب والأموال العامة والسرقات وسجل الأدلة الجنائية وذلك لضمان الحماية لمديرية الأمن من الداخل والخارج مع عدم السماح بوقوف السيارات الملاكي بصورة ملاصقة لأسوار المديرية. قامت إدارة شرطة النجدة بتعزيز قواتها التي تسارع لتلبية أي بلاغ عن حادث بضابط واثنين من أمناء الشرطة لحماية قوة النجدة من أي اعتداء مباغت مثلما حدث في العيد الماضي.