دعونا نتفق أولاً بأن الإرهاب لا يفرق بين استهداف المسلمين والمسيحيين.. والدليل علي ذلك أن معظم ضحايا الإرهاب من رجال الجيش والشرطة مسلمين.. إذن ليست الديانة هي المسئول الأول عن استهدافهم فالإرهابيون حين يستهدفون ضحاياهم لا يسألونهم عن ديانتهم.. فالقتل هو وسيلتهم.. والتدمير والتخريب هو هدفهم لا فرق عندهم بين مسلم ومسيحي.. فلماذا يستهدف الإرهاب الآن اخوتنا الأقباط في العريش ويجبرونهم علي ترك منازلهم التي عاشوا فيها عشرات السنين؟!.. تبدو الإجابة علي هذا السؤال المنطقي واضحة وضوح الشمس في يوم مشرق.. فالإرهاب في شمال سيناء يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها من رجال الجيش والشرطة في رفح والعريش والشيخ زويد وأخيرًا في جبل الحلال الذي تم تطهيره من الإرهابيين وتصفية عدد كبير منهم وهو ما دفع الجماعات الإرهابية إلي تغيير خططها باستهداف الأقباط في سيناء محاولة منها لكسر إرادة الدولة وتصوير المشهد علي غير الحقيقة علي أن الأقباط في مصر ليسوا في أمان. إذن فهي محاولة يائسة من الجماعات الإرهابية التي تعيش حاليا أيامها الأخيرة بعد البطولات الناجحة لرجال قواتنا المسلحة والشرطة التي تطاردهم وتحاصرهم في كل مكان.. ولقد أعجبني في هذا الصدد ما قاله البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية خلال استقباله المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس الأول بالمقر البابوي بالعباسية حيث أكد أن وضع المسيحيين في مصر تحسن بعد ثورة 30 يونيو التي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين وحماها الجيش وأن المسيحيين والمسلمين في مصر يعيشون في مودة ومحبة وعلاقات اجتماعية مشتركة.. وما قاله البابا تواضروس حقيقة ثابتة يلمسها كل مصري منذ أن تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة البلاد الذي يؤكد دائما وأبدا علي مبدأ المواطنة وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي. وكان البابا تواضروس قد أكد أيضا في عظته الأسبوعية الأربعاء الماضي أن أحداث العريش أزمة عابرة وبأنه واثق في جهود الدولة وعلي رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي في عبور هذه الأزمة وعودة أقباط العريش إلي منازلهم رافضا إطلاق كلمة "تهجير" علي الأسر القبطية التي تركت منازلها وانتقلت إلي المحافظات المجاورة لشمال سيناء قائلا: نحن نسكن في الوطن ويتعرض أبناؤنا في القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة وأبناؤنا من المسلمين والأقباط لهذا العنف.. صدقت يا قداسة البابا فالأقباط ليسوا هم المستهدفين بل مصر هي المستهدفة وهي التي سيحفظها الله تعالي من شرور الإرهاب الذي بات يهذي ويلفظ أنفاسه الأخيرة.