تأثرت الدراما المصرية في السنوات الأخيرة بدخول شركات الاعلانات كشريك رئيسي في انتاج العديد من الأعمال وهو ما نتج عنه العديد من التغيرات التي أثرت بالسلب علي الانتاج التليفزيوني والذي أصبح خاضعا لشروط الاعلان والربحية بعيدا عن جودة المضمون أو القصة المعروضة ويؤكد كثير من صناع الدراما ان ظهور الكثير من القنوات الفضائية واشتداد الصراع بينها وفي ظل انسحاب الدولة وتوقفها عن الانتاج الدرامي ارتفعت تكلفة انتاج المسلسلات بشكل كبير خاصة بعد الارتفاع المبالغ فيه بأجور الفنانين. * المؤلف محمد أبوالعلا السلاموني قال: للأسف الشديد ما وصلت إليه حالة الدراما انتاج طبيعي لانسحاب الدولة عن الانتاج وتركها الساحة مفتوحة علي مصراعيها أمام الانتاج الخاص بمسمياته المختلفة مشيرا إلي أن دخول المنتج المنفذ والمنتج المشارك مع الجهات الحكومية المنتجة للدراما اثر بالسلب علي تلك المنظومة الابداعية وفتح الباب أمام شركات الانتاج الخاصة والشركات الاعلانية لتكون قائما بعمليات الانتاج الخاص الذي لا يهمه سوي الربح المادي بغض النظر عن المحتوي مضيفا الحل يكمن في عودة الدولة للانتاج مرة أخري ودعمها الأعمال الهادفة وتنفيذها بدون أي تدخلات خاصة حتي لا تتحكم شركات الانتاج أو الاعلان في قيمة الأعمال الفنية التي أصبحت اسيرة لشروط النجوم وصراعات الربح. * واتفقت معه الفنانة والكاتبة نادية رشاد التي قالت: وصلت الدراما المصرية لأسوأ حالاتها بعد ان اصبح القطاع الخاص هو المتحكم الأول في صناعة الدراما واصبح يفرض شروطه ويختار النجم الأوحد بعيدا عن جودة العمل أو قيمته الفنية مؤكدة ان الأمل الوحيد هو عودة قطاعات الدولة الثلاث للانتاج سواء شركة صوت القاهرة أو قطاع الانتاج أو مدينة الانتاج الاعلامي ومحاولة التغلب علي الأزمات الاقتصادية المستمرة التي نعاني منها ومساعدتها بالموضوعات الجادة الهادفة لأنها في النهاية صناعة وطنية يجب علينا دعمها حتي لا يفوت الوقت وتزداد خسارتنا. * الفنان محمود الجندي قال: اصبحت الدراما التليفزيونية تدار بشكل عشوائي بسبب بعض المنتجين "الارزقية" الذين لا يعلمون شيئا عن الفن ودوره في خدمة المجتمع وكل ما يسعون إليه هو المكسب المادي فقط ولا يوجد شركات انتاج محترمة نعمل معها. ناهيك عن شركات الاعلان وتحكماتهم في اختيار النجوم والانتاج وكل شيء واصبحنا نعمل وسط مافيا ويضيف لابد من سرعة تدخل الحكومة لانقاذ الدراما المصرية من الانهيار وعودة الانتاج الجاد المحترم وان يستعينوا بالاشخاص ذوي الخبرة الذين يعتمد عليهم ويتم وضع خطط مدروسة لاختيار الاعمال الجيدة والفنانين خاصة بعدما اصبحت المسألة بالنسبة للانتاج الخاص مجرد اسم نجم تتحكم في اختياره شركات الدعاية التي يسوق من خلالها العمل ولا يهتمون بمضمون المسلسل. * الفنان حسن يوسف يري ان التحول الذي يحدث الآن هو ضد صناعة الدراما المصرية وقال اصبحت العملية تجارية يلجأ إليها اصحاب القنوات سواء كانوا شركاء في الانتاج أو حق العرض علي الشاشة حسب القوة الاعلانية مشيرا إلي انه كانت له تجربة انتاجية في مسلسل الشيخ الشعراوي وجميع الشركات المعلنة سحبت اعلاناتها من الأعمال الأخري واختاروا عرض اعلاناتهم بالمسلسل لأنه حقق نسبة مشاهدة وبالتالي العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه ويجذب المشاهد له ويحقق نسبة مشاهدة عالية وبالتالي المعلن يبحث عنه. * قال ابراهيم ابوذكري رئيس اتحاد المنتجين العرب: ان كان المنتج هو النجم في السنوات الماضية ولكن اصبح الآن المنتج ما هو الا "ترزي" بيفصل حسب المقاس وحسب مطالب النجوم ومجاملاتهم بالاضافة إلي تحكمات شركات الانتاج بعدما دخل بعضهم سوق الانتاج وتبحث عن النجم ثم يفصل عليه الدور بعكس ما كان يحدث القصة أولا والدور ونبحث عن الفنان الذي يليق عليه الدور وأحيانا كنا نجد أدوارا تطلب صاحبها ويضيف وللأسف ما يحدث الآن تفصيل علي مقاس النجم دون الفكرة أو المضمون وبالتالي شركات الاعلانات ملكت كل شيء والقنوات تعرض طالما يوجد معلن وفلوس واصبحت الدراما التليفزيونية عملية تجارية بحتة لا أحد يهمه المحتوي أو الرسالة التي تقدم.