في الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة أول من أمس تحت عنوان "مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة" في حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "حرب وجود" تناول لقطات للحياة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا قبل ما تتعرض هذه الدول للعمليات الإرهابية المنظمة وتصبح مسرحاً للجماعات المتشددة التكفيرية.. كانت الحياة في تلك الدول هادئة مستقرة ينعم شعبها بالأمن والأمان تم تناول الفيلم الوضع الحالي في هذه الدول من دمار وتخريب وقتل وتشريد مواطنيها وهي مشاهد بالغة الدلالة تؤكد أن ما تتعرض له هذه الدول ليس الهدف منه سقوط أنظمة بل سقوط الدول نفسها.. ثم تناول الفيلم بعد ذلك الجهود التي يبذلها رجال قواتنا المسلحة والشرطة للقضاء علي الإرهاب في أرضنا الغالية سيناء. إنها حقاً حرب وجود تخوضها مصر بمفردها منذ أكثر من ثلاث سنوات للحفاظ علي هذا الوطن.. إنها معركة مقدسة يخوضها بشرف رجال قواتنا المسلحة والشرطة الذين يواجهون الموت في أي لحظة لإحباط مخططات أهل الشر الذين يسعون للنيل من مصر وتدمير الدولة وأركانها ومؤسساتها.. كنت أتمني أن يستمع الشعب المصري كله إلي الرائد المقاتل كريم بدر وهو يروي تفاصيل "معركة الرفاعي" التي دارت أحداثها علي أرض سيناء يوم الأول من يوليو عام 2015 والتي فقد خلالها إحدي ذراعيه وهي المعركة التي أحبطت مخطط الإرهابيين بإعلان ما أطلق عليه "ولاية سيناء".. حيث روي البطل كريم بدر تفاصيل المعركة التي خاضها بكل بسالة هو وزملاؤه الأبطال ضد العناصر الإرهابية والتي استشهد فيها الشهيد البطل الملازم أول محمد عبده الذي أصر علي الخروج من دبابته ليواجه الإرهابيين رجل لرجل ونجح في تصفية عدد كبير من الإرهابيين قبل أن يلقي وجه ربه.. وقد كانت بحق معركة فاصلة تكبد خلالها الإرهابيون خسائر فادحة وتأكدوا أن مصر عصية عليهم وعلي غيرهم وعلي من يمولونهم. نقطتان مهمتان أشار إليهما الرئيس السيسي خلال الندوة.. الأولي هي أن مصر تحارب علي جبهتين واحدة من أجل البناء والتعمير والثانية من أجل حماية الوطن والقضاء علي الإرهاب.. أما النقطة الثانية فهي أن ولاء الجيش والشرطة هو لمصر وشعبها فقط بدون أي ولاءات أو انتماءات مذهبية أو طائفية كاشفاً بأنه رفض قبل أربعة أعوام ونصف العام طلباً بالتحاق فئات معينة بالجيش المصري مؤكداً وقتها أنه "لن يسمح بدخول الجيش سوي للمصريين الذين ليس لديهم أي توجهات دينية معينة".. وهذا هو ما حافظ علي الجيش المصري الذي ظل وسيظل دائماً ولاؤه لمصر وشعب مصر.. ولهذا لن تسقط مصر أبداً مهما حاول أهل الشر والمتآمرون معهم.. حفظك الله يا مصر من كل شر.