أمرت نيابة دشنا بإشراف المستشار أحمد غوش رئيس النيابة بحبس المتهم محمد محمد صبري "مزارع" بقتل 7 أشخاص من أفراد أسرته أربعة أيام علي ذمة التحقيقات. كما أمرت بعرض المتهم علي طبيب نفسي لبيان ما إذا كان يعاني من أمراض نفسية من عدمه. كانت قرية فاو قبلي بدائرة مركز دشنا شمال محافظة قنا قد شهدت مجزرة بشعة بعد قيام مزارع بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي علي أفراد أسرته لتسقط شقيقته وزوجته وخمسة من أبنائه قتلي.. وكان اللواء صلاح حسان مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا تلقي إخطاراً من العميد هشام الضوي مأمور مركز شرطة دشنا بقيام مزارع بقتل 7 أشخاص من أفراد أسره.. فانتقلت علي الفور قوات الأمن بقيادة العميد محمد هندي مدير المباحث الجنائية والعميد عصام خضر رئيس المباحث وبالفحص تبين قيام مزارع يدعي محمد محمد صبري 32 عاماً ومقيم بقرية فاو قبلي بدائرة مركز دشنا بإطلاق الرصاص من بندقية آلية صوب أفراد أسرته مما أدي إلي مصرع شقيقته نهي 30 عاماً وزوجته دعاء خليفة 26 سنة وخمسة من أبنائه وهم لطفي 7 سنوات وصبري 6 سنوات وقدري 4 سنوات وأمل 3 سنوات وملك عامين. أكدت تحريات فريق البحث بقيادة العميد محمد الجمسي مفتش الأمن العام والنقيبين أحمد عسران ووليد سعيد المفتشين بإدارة البحث الجنائي قيام محمد محمد صبري 37 سنة مزارع بإطلاق النار من بندقية آلية علي زوجته وشقيقته وأبنائه الخمسة وقتلهم أثر اصابته بحالة هياج عصبي. كشفت التحريات إصابة المتهم بحالة اكتئاب حاد منذ شهر وقام أشقاؤه بعلاجه عند أحد الأطباء النفسيين ولكنه كان يرفض تناول الأدوية كما قام بعض أقاربه بأخذه لعدد من المشايخ وحفظة القرآن الكريم لاعتقادهم باصابته بمس من الجن وكان من المقرر ذهابه للطبيب النفسي صباح يوم الحادث. فيما عم الحزن أبناء عمومة المجني عليه وجميع أهالي قرية فاو قبلي الذين رفض كثير منهم تصديق قيام المتهم بارتكاب هذا الحادث البشع وأكدوا أنه من أسرة ميسورة الحالة وعلاقته مع زوجته وأبنائه طيبة ولم يسبق حدوث أي نوع من الخلافات بينهم. كما ان شقيقته كانت تقيم معه لرعايته نظراً لحبه الشديد لها. أضافوا انه منذ شهر أصيب بحالة اكتئاب وكان يجلس صامتاً لفترات طويلة واحياناً يهذي بكلمات غير مفهومة حتي عندما قام اشقاؤه بعلاجه عند أحد الأطباء كان يرفض تناول الأدوية. وكشف شهود العيان ان أهالي القرية سمعوا صوت الرصاص في منزل الأسرة ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه بسببب إطلاق الرصاص بكثافة إلي ان خرج المتهم وهو يقول "أنا بردان غطوني" وحينما سألناه عما حدث قال "كنت بتخانق مع العفاريت وخلصت عليهم كلهم" ثم دخلنا للمنزل فوجدنا زوجته وشقيقته وأولاده غارقين في الدماء. كشفت التحريات الأولية لضباط مباحث مركز دشنا بقيادة الرائد إبراهيم السبيلي رئيس المباحث أن المتهم يعاني من مرض نفسي.. فيما تم نقل جثث الضحايا لمشرحة مستشفي قنا العام وسط إجراءات أمنية مشددة وعلي الفور استدعي الدكتور محمد الديب مدير المستشفي الطبيب الشرعي بناء علي قرار النيابة العامة لتشريح الجثث. استمعت النيابة العامة بدشنا برئاسة المستشار أحمد غوش مدير النيابة لعدد من جيران واقارب المتهم والضحايا وأكدوا خلال التحقيقات ان المتهم كانت تظهر عليه علامات الاضطراب النفسي قبل ارتكاب الجريمة بأيام .. وأنه اصيب منذ شهر بحالة اكتئاب وكان كثيرا ما يجلس صامتا رغم أنه كان اجتماعيا. قالوا انه تم عرض المتهم علي أحد أطباء الأمراض النفسية والعصبية وتم تشخيص المرض علي أنه حالة اكتئاب وقدموا روشتة بالادوية التي كتبها له الطبيب الا أنه كان يرفض تماما تناولها الا نادرا. أضافوا إنه كان يحب زوجته وابناءه ويلبي كل مطالبهم بل وينفق عليهم ببذخ كما ان شقيقته القتيلة كانت أقرب الناس إليه ولم تحدث أي مشكلات بينه وبينهم. كشفت مصادر ل"المساء أن المتهم أثناء التحقيق معه في النيابة كان يبدو احيانا طبيعيا ويتحدث بطلاقة عن ابنائه وزوجته ويذكر اسماؤهم واعمارهم ويصف مكان منزله وحتي الحجرة التي حدثت فيها جريمة القتل ولكنه فجأة يتحدث بكلمات غير مفهومة وبعدها يصمت تماما عن الحديث. أكدت المصادر أن المتهم نفي تماما أي علاقة له بقتل ابنائه وزوجته وشقيقته ويؤكد أنهم احياء ولا يستطيع أحد المساس بهم بل ويطالب النيابة بتركه للذهاب إلي منزله لرؤية زوجته وأبنائه. أما المتهم فظل يبكي أمام النيابة وأصيب بحالة هيستيرية قائلاً أنا مكنتش أقصد ومش عارف عملت كده ازاي مفيش حد بيقتل أولاده ثم دخل في نوبة بكاء طويلة وأمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وطلب تحريات المباحث حول الواقعة. قرر أحمد عاطف مدير نيابة مركز دشنا عرض المتهم علي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية لبيان مدي سلامة قواه العقلية كما صرح بدفن الجثث وطلب تحريات المباحث حول الواقعة. وفي سياق متصل واصل الطبيب الشرعي حتي ساعات متأخرة من الليل عملية تشريح الجثث التي تجاوزت أكثر من 10 ساعات وكشف التقرير المبدئي عن تلقي الضحايا أكثر من 25 طلق ناري أودي بحياتهم وجاءت الطلقات في أنحاء متفرقة بالجسد بينما تركزت إصابات الزوجة في الوجه والرأس.