كما توقعت.. كان رجالنا عند حسن الظن بهم وتأهلنا إلي الدور الثاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية.. وهذا أقل القليل لمنتخب الفراعنة. صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب الأفريقي. والرقم القياسي في مرات المشاركة في البطولة القارية.. حققنا الهدف أمام منتخب النجوم السوداء. بعد أن ارتفع معدل الثقة لدي لاعبينا. بعد البدايات المرتعشة. والتي أثارت القلق لدي جماهيرنا.. وكان أداؤنا أمام غانا إيجابياً جداً. وتأكيداً علي أن الفوز في تصفيات كأس العالم علي هذا الفريق الكبير لم يكن ضربة حظ. ولكن قدرات كبيرة لمنتخبنا. يتم إدارتها بطريقة مناسبة. بهدف القضاء علي المنافس. وكما - ذكرت سابقاً - فإن كوبر يقف علي أرض الواقع ولا يحلق في سماء الأحلام. لذلك لا يعيبه أن يحمي عرينه أولاً. قبل أن يفكر في المتعة الهجومية والأهداف الغزيرة. علي حساب مسيرة الفريق.. والنظرة التحليلية العادلة. بأن معدل الخبرات لدي منتخبنا. أقل من منتخبات كثيرة في البطولة. بسبب قلة المشاركات الدولية للاعبينا.. وهذه نقطة أخذها كوبر في اعتباره من البداية. فكان هدفه الدائم. هو التقدم ولو علي حساب رونق الأداء وجماله.. وهذا بالضبط ما حدث بالأمس أمام منتخب غانا. فكان معدل الثقة أعلي من كل المباريات الدولية السابقة. وزاد من هذا المعدل الهدف الجميل والتاريخي والرائع للنجم محمد صلاح.. ومع ارتفاع معدل الثقة ظهرت شخصية المنتخب المصري. لأن الهدف خفف كثيراً من الضغط النفسي علي لاعبينا.. فرأينا اجادات من نجمي الدفاع علي جبر وحجازي وتريزيجيه وطارق حامد والمحمدي وأحمد فتحي والحارس العملاق عصام الحضري.. مع الظهور الجميل والخطير للنجم محمد صلاح صاحب الهدف الوحيد والثمين. وقدم كل لاعبينا شوطين من الأداء الرجولي والروح العالية. بحيث ابطلوا فاعلية وخطورة كل مصادر الخطورة في الفريق الغاني. وهي كثيرة جداً. ولكن لاعبينا كانوا عمالقة وأكبر من كل التحديات وتأهلوا للدور الثاني بجدارة واستحقاق.. لنواجه الأشقاء المغاربة في مباراة دور الثمانية يوم الأحد المقبل.. وهكذا نسير خطوة بخطوة في البطولة القارية. ولابد أن نسجل أن معدل الإجادة يتحسن من مباراة إلي أخري. ولكن مازال أمامنا مشكلة مهمة. وهي انخفاض نسبة التهديف "هدفان فقط". في ثلاث مباريات أي في 270 دقيقة. وهي مشكلة يمكن أن ندفع ثمنها في أي وقت. وإصلاح هذه المشكلة لن يأت إلا من المهاجمين أنفسهم. الذين يجب عليهم تحقيق أعلي معدلات التركيز في إنهاء الفرص المتاحة. حتي لو كانت قليلة. وإن كانت بالأمس أكثر من أربع فرص.. وتبقي همسة مهمة في أذن المهاجم محمود كهربا.. بأن يفهم أنه صيد سهل جداً لمصيدة التسلل. وأن الأهداف لا تأتي بالاستعجال. ولكن بالتركيز والتعاون مع باقي الزملاء.