لا حديث في الإسكندرية سوي عن الصراع القائم بين محافظ الاسكندرية الجديد الدكتور أسامة الفولي ونائبه إيهاب فاروق حول من منهم المحافظ ومن منهم النائب ومن سيكمل حتي النهاية ومن سيأخذ مكان الآخر أو يزيحه من طريقه.. "الصراع" أصبح مجال الاشاعات والقصص المثيرة التي يتناولها القاصي والداني علي المقاهي.. والواقع ان "الصراع" قد برز علي السطح منذ اللقاء الذي عقده محافظ الإسكندرية مع أسر الشهداء بالغرفة التجارية وفي نفس الوقت عقد النائب نفس اللقاء بمسرح الليسيه وتردد ان الهتاف المضاد للمحافظ أمام مقر الغرفة كان في المقابل هتاف تأييد للنائب أما الليسيه!!!! ولعل بالفعل أغرب ما يتردد في الشارع السكندري أن نجل محافظ الإسكندرية كان بين المتواجدين بمسرح الليسيه وسمع بأقوال لا تليق ضد والده ولم يدافع فيها عنه "النائب"!!! والأهم أنه في أعقاب لقاء أسر الشهداء قام "إيهاب فاروق" بجمع هيئة مكتبه وهم من العاملين معه في قطاع الشواطيء في السابق وتوجهوا إلي مكتب المحافظ بشارع فؤاد بعيداًعن منطقة الداون تاون حيث يتواجد محافظ الإسكندرية وبعد ان كان لا يغادر مكتب المحافظ طوال اليوم. ** ونعود للبداية حول ما هي اختصاصات "نائب المحافظ" خاصة وان المحافظة كانت قد شهدت عدة نواب للمحافظين مثل "صفاء الدين كامل" و"محمود عتيق" لم يكن يدلي فيها أي منهم بأحاديث صحفية أو يتعامل بندية مع المحافظ وهو بالفعل ما فتح باب الضغائن داخل المحافظة والأهم ان "إيهاب فاروق" كان يشغل منصب رئيس إدارة السياحة والمصايف وبالتالي كان هناك من هم أعلي درجة منه وظيفياً ثم أصبح الآن هو الأعلي منهم في التدرج الوظيفي وهو بالتأكيد من جعل العديد من القيادات التنفيذية يشعرون "بغصة" لا يستطيعون الافصاح عنها وخاصة ان بعضهم يؤكد علي نائب المحافظ يطالب بمناداته بلقب "النائب اللواء" هو ما خلق المزيد من الحواجز النفسية في التعامل مع النائب الحالي.. كما أشيع في البداية عن ان "إيهاب فاروق" مرشح كمحافظ ثم أصبح "نائب" لا أحد يعلم من كان وراء هذا الترشيح خاصة وانه قد أتي عن طريق "الفيس بوك" وأصبحت المعركة الآن بمحافظة الاسكندرية هي معركة الكترونية من الدرجة الأولي في الوقت الذي يملك فيه "النائب" إدارة كاملة من العمالة المؤقتة يتردد أنهم يتعدون الخمسة عشر موظفاً منهم مدير مكتبه الذي تم تخصيص سيارة حديثة له تصاحبه في جميع اتجاهاته وتحركاته.. الإسكندرية كمحافظ تغرق بالفعل فالأمن بها مجرد منظرة بالشوارع في الوقت الذي يمارس فيه البلطجية ومافيا الاراضي والباعة الجائلون كل ما يريدونه من استيلاء علي الاراضي وبناء المحال التجارية في حرم القطار وغيرها.. وتحتاج أيضاً إلي تضافر جميع القوي لتقف علي قدميها.. ولكن الأمور لا تبشر بالخير ولن تبشر بالخير ومن المتوقع ان يرحل أحد الطرفين تاركاً الساحة للآخر أما المحافظ أو النائب لان الأمور ستظل بمثابة حالة من الغليان المستمر والتطلع للسلطة وبالتأكيد فان "إيهاب فاروق" كنائب للمحافظ لا يبدو عليه ان سيقبل ان يكون رجل الظل أو الرجل الثاني بعد الدكتور "أسامة الفولي" علي اعتبار انه ربما الأقدم إدارياً أوأنه كان يعمل منذ سنوات عديدة مضت بالقوات البحرية بينما المحافظ "مدنيا".. المشكلة ان الجهاز التنفيذي أصبح يعاني من حالة تفسخ وصراع مناصب ومصاريف كبيرة أصبحت تنفق الآن ما بين سيارات للموظفين وعلاقات عامة أشبه "بالشماشرجية" في عهد الرئيس السابق و"حب للظهور" علي حساب المواطن السكندري بالاضافة إلي عماله لا أحد في حاجة إليها.. المؤسف حقاً ان "رئيس الوزراء" الدكتور "عصام شرف" للمرة الثانية يخطأ في حق اختياراته للإسكندرية وكأنها المحافظة الوحيدة التي يجب ان تقع في صراعات داخلية للجهاز التنفيذي والأكثر أسفاً ان أعضاء الجهاز التنفيذي لا يزالون يعملون بالنظام البائد من حب الظهور والبذخ في الانفاق المعروف عن بعضهم.. والسؤال الذي يشغل المواطن السكندري من سيصمد خاصة وأنه المعروف ان الدكتور "أسامة الفولي" وهو من الأسماء اللامعة في مجاله العلمي لا يحبذ العمل وسط صراعات ويضيق بها سريعاً.. فهل سيتمكن من إثبات ذاته أمام المواطن السكندري الذي يؤمن به ويقدره لنزاهته وصدقه أم سيترك منصبه دون أسف هرباً من الصراعات الداخلية. أم يتدخل المجلس العسكري ليضع النقاط فوق الحروف خاصة وان هناك توقيعات بدأ أهالي الاسكندرية في جمعها لطلب الحسم في الصراع مبكراِ حتي لا يضيع المتبقي من الثغر.