يبدو ان الفساد لديه إقامة طويلة في مصر بدليل انه لم ينته مع ثورتين غاضبتين عليه وعلي من اسسوه وان جذوره ضاربة في عمق المجتمع المصري بدرجة لا ينفع معها العلاج المسكن واصبح الأمر يحتاج الي جراحة البتر واعدام المربوط حتي يرتدع السائب. ما يحدث في مصر الآن يقول اننا وسط شعب غريب وفد لأرضها من العدم فكل يغني علي ليلاه ولا يهتم بالآخر لنأخذ مثلا قضايا الرشاوي وغيرها التي ضبطت مؤخرا قضاة ومهندسون ووكلاء وزارات وضباط شرطة لنري مؤشراً خطيرا تشير اليه هذه القضايا وهي ان المرتشين والفاسدين جميعهم من الشريحة العليا في المجتمع لدرجة ان الفساد لم يوفر وزيرا بعد ان لوث وزير الزراعة الأسبق المنصب بادانته بتهمة الفساد. ولكن يبقي ذلك المرتشي الأعظم الذي وصلت رشاويه الي 150 مليون جنيه ومع ذلك لم يتوقف عن الارتشاء حتي سقط بطريقة عفوية نتيجة طمعه. والمثير انه كان يذهب للحج والعمرة ويقف امام بيت الله بغير خوف أو وجل خشية من رهبة المكان وهو يعلم انه فاسد ومرتش. في الحقيقة ان الخطورة التي تواجهها مصر منذ سقوط نظام مبارك هو الفساد الذي أسس له نظاماً جثم علي صدر مصر 30 عاما وزرع بذور الفساد ورواها الذين يلومون ويتعجلون النظام الحالي للخروج من الأزمة التي تشتد علي مصر يوما بعد يوم عليهم ان يعرفوا ان نظام الحكم الحالي استلم ارضا محروقة ومواطنا مريضا بالرشوة والجشع والانانية والاحتكار وان فاتورة الفساد تكلف مصر سنويا أكثر من 250 مليار جنيه لو توفرت لأصبح كل مواطن مصري أغني من مواطني الخليج ولكن الفساد الذي بدأ من عهد السادات ونما وتوحش في عهد مبارك ليس من السهل القضاء عليه بين يوم وليلة وان جذوره في الأرض أصبحت أشجارا متشعبة. الفساد موجود في الصناديق الخاصة وموجود في المشتريات والتوريدات وفي بدلات السفر وفي كل هيئة ومصلحة وله أسماء كثيرة أشهرها الشاي والحلاوة. الفساد في ابسط معانيه استعمال السلطة العامة في تحقيق مصلحة أو مكاسب شخصية. لقد مكن عصر مبارك رجال الأعمال من السيطرة علي مفاصل الدولة وسمح بتزاوج السلطة والثروة فأنجب عهده فسادا لابد ان نحيي الرقابة الإدارية التي تكشفه علي مدار الساعة وهو ما يعني انه متغلغل في النفس المصرية بشدة ..... والتحية لهم. خلاصة القول نحن شعب متدين جدا وفاسد جدا ومن لا يصدق عليه ان يستعرض صور وسيرة حياة اللبان.