د. محمد الحسانين طبيب أمراض الكبد والمناظير.. طبيب وكاتب وإعلامي ومخترع من مواليد عام 1970 أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية للدفاع عن حق جيل الوسط في المشاركة الفعلية في الحياة السياسية.. يمتلك برنامجاً طموحاً لكي تكون مصر دولة الحرية والعدالة والمساواة..حاورته المساء فكان هذا اللقاء. * البداية عن أسباب تقدمك للترشح؟ ** هناك عدة أسباب اهمها أن المتابع لانتخابات الرئاسة وأفكار ما بعد الثورة يقف أمام ملاحظة جديرة بالاهتمام.. الادهي أن غالبية الذين اعلنوا الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فوق الخامسة والخمسين وبعضهم يصل إلي السبعين مع العلم أن الدستور أعطي حق الترشح للرئاسة لمن بلغ سن الأربعين.. أي انه تم اسقاط حق أجيال كاملة في الترشح وغاب جيل الوسط غير الممثل بالمرة والذي يتراوح عمره ما بين 40 إلي 45 عاماً وكان طرح الرؤي مقصوراً فقط علي من هم فوق الخامسة والخمسين والتفكير في الترشح للرئاسة حكراً علي أصحاب الشعر الأبيض أو المصبوغ لذا رأيت من واجبي كواحد من أبناء جيل الوسط أن ألقي بحجر في بركة السياسة الراكدة.. وأؤكد علي حق ابناء جيل الوسط المهدر في المشاركة الفعلية وليس كما قال البعض انه يجب أن يعاملوا كالشغيله أي انفار بلغة المقاولات.. والاسر الكبار سناً من المقاولين أو المهندسين أو بلغة أبناء الفن كومبارس والآخرون هم نجوم شباك. هذه واحدة اما الثانية فإنني اكتشفت أن تصورات الكبار لن تنقل مصر نقله نوعية فانت لو تابعت كلامهم وتصوراتهم ستجد نفس الأفكار والطرق القديمة حتي في الدعاية الانتخابية وبالتالي فان ما تطمح إليه مصر لن يتحقق بهؤلاء ولن تتقدم البلاد من خلال رؤية جيل واحد اثبت فشله وعدم فاعليته خلال الحقبة الماضية.. اننا في أمس الحاجة لأفكار شابه ودماء جديدة.. فالعبقرية لا تاتي متأخرة والالهام عادة لا يفاجئ صاحبه بعد سن المعاش ولم الخوف من عامل السن ونحن نري قيادات شابة من حولنا تقود العالم المتحضر. أما ثالث الأسباب فإنني أريد إنهاء فكرة الرئيس الأب الذي يجب علينا أن نسمع كلامه وننفذه فنحن نستعد لقيام دولة مؤسسات وإدارة مبنية علي الحلم وليس الخبرة والثقة فقط.. أنني هنا أدافع عن جيل عمل بجد ويستحق بشرف أن يتصدر الصورة وإلا فإننا امام حالة من ابشع صور الاحتكار السياسي. سلطة وشهرة * بصراحة هل تسعي للسلطة أو تبحث عن الشهرة؟ ** لا.. بالتأكيد لا اسعي إلي سلطة لانها امانة حملها ثقيل ولست باحثاً عن شهرة فلله الحمد لدي منها القليل الذي يرضيني. تمويل ومتابعة * وهل تمتلك التمويل اللازم لحملتك الانتخابية وعلي ماذا تعتمد وهل ستخوض الانتخابات ممثلاً لحزب أو تيار معين؟! ** بالنسبة للتمويل فانا اعتمد علي الناس وتبرعات الشباب وسأخوض المعركة مستقلاً فانا مؤمن بأن الرئيس القادم يجب أن يكون توافقياً وليس ممثلاً لحزب أو تيار أو اتجاه ما.. يجب أن يكون الرئيس القادم ممثلاً لجميع طوائف الشعب وسأخوض الانتخابات بعد الحصول علي تزكية 30 عضواً بالبرلمان أو 30 ألف توكيل بين المواطنين.. وأنا هنا أطالب بتشكيل لجنة لمتابعة انتخابات الرئاسة فوراً ومن الآن تكون مهمتها وضع سقف للانفاق ومتابعة تمويل جميع المرشحين للرئاسة بلا استثناء ومصادر تمويلهم حتي نضمن في النهاية الحصول علي رئيس صاحب قرار مستقل فالناس تري الآن بعض المرشحين يظهرون بصورة مبالغ فيها علي الفضائيات. وفي الصحف ويقعدون المؤتمرات وينفقون بسفاء وأنا هنا أطالب باخضاع كل ذلك للرقابة من الآن والبحث عن مصادر الانفاق والتمويل ولا نترك الامر هكذا ونجئ لنحدد سقفاً للانفاق قبل المعركة باسابيع قليلة. برنامج انتخابي * وما هي الملامح الرئيسية لبرنامجك الانتخابي؟ ** أولاً أن تكون مصر دولة الحرية والعدالة والمساواة.. وتدعيم ركائز سلطات الدولة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية واعلاء قيمة دولة القانون وأن يكون الكل أمام القانون سواء ووضع دستور جديد ينص علي هوية الدولة المدنية وأن تكون مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ووضع قانون خاص للأحوال الشخصية للأقباط.. وتولي المناصب القيادية علي اساس الكفاءة وتطوير مؤسسة الأزهر وأن تظل دائما رمزاً للإسلام المعتدل وأن يكون شيخ الأزهر بالانتخاب وانشاء المجلس الوطني لإدارة الأزمات وتفعيل قانون محاكمة الوزراء.. وحق المواطنين في التظاهر وضمان حقوق الإنسان وحرية تكوين الاحزاب.. وتفعيل دور مصر علي المستوي العربي والإفريقي والدولي بما يتناسب مع ثقل وحجم وحضارة مصر ورفض المعونات الخارجية التي تؤثر علي استقلال الوطن ومراجعة قانونية لاتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل وكذلك مراجعة اتفاقية كامب ديفيد وتنمية سيناء والقضاء علي الفساد والمحسوبية والاحتكار وبناء الدولة العصرية علي مبدأ الشفافية والنزاهة واقرار اعانة بطالة والبدء في مشروع تمليك الأراضي للخريجين لاستصلاحها واقامة مشروعات تنموية عليا والتوسع في إنشاء مجتمعات متخصصة زراعية وصناعية وتجارية وموانئ علي مستوي تنافس عالمي والاهتمام بالفلاح وتطهير النيل من الملوثات الصناعية واعطاء أهمية خاصة لملف نهر النيل والتعامل مع دول المنبع والاهتمام باصحاب المهن الحرة ومساعدتها من أجل فتح أسواق جديدة لمنتجاتها في الداخل والخارج وتطوير التعليم والبحث العلمي والجامعات والعودة لنظام انتخاب العمداء وتطوير المناهج وربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع وتطبيق قانون التأمين الصحي الشامل وإنشاء المراكز القومية للطب البديل والمكمل وبناء دولة المعلومات ومحاربة الروتين وتفعيل دور النقابات والعمل علي استقلالها وزيادة المرتبات والاهتمام بالسياحة والتأكيد علي حرية الإعلام وتشجيع حرية الفكر والابداع وصحافة حرة يتم فيها انتخاب رؤساء التحرير وفصل التحرير عن الإدارة والحفاظ علي حقوق العمال وحق انتفاع المستثمر الاجنبي في الأرض بدون تمليك وتعزيز قدرات القوات المسلحة وأن تنحصر وظيفة الشرطة في حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة وعدم تدخلها في مراقبة أي نشاط سياسي وترك مهمة تأمين مصر من مخاطر الإرهاب والجريمة المنظم لجهاز الأمن الوطني وتفعيل دور الاشراف القضائي علي السجون واقسام الشرطة والا يتم حجز أي مواطن دون جريمة أو باذن مسبق من النيابة وتجريم التعذيب والضرب واهانة المواطن داخل اقسام الشرطة. أزمة النخبة * دعنا ننتقل علي بعض النقاط المطروحة علي الساحة.. ما رأيك في الأزمة التي نعيشها حالياً والأحداث بعد الثورة؟ ** أزمتنا الحالية السبب فيها النخبة الذين لم يتفقوا علي مشروع قومي بعد الثورة للنهوض بمصر لقد انشغلوا في البحث عن مصالح شخصية ولم يقدموا رؤية وملامح محددة فكيف نلوم علي نصف المثقف أو الجاهل.. للأسف انتقل النخبة بالمصالح الشخصية وتقسيم التورتة أو الكعكة مثل أي شخص فاسد أو بلطجي يبحث عن مصلحته مع الفارق.. علاوة علي ذلك اختفت المعارضة الوطنية وظهرت علي الساحة احزاب تبحث عن مصالحها الضيقة علي حساب الوطن.. شئ مزعج ومؤسف. الأخوان والسلفيون * وما رأيك في الاخوان المسلمين والسلفيين؟ ** بداية أقول إن التشدد لن ينتج عند الاخرين من التشدد سواء كان هذا التشدد إسلامياً أو مسيحياً.. لذا أقول مرحبا بالاعتدال.. أنا أحب مصر كما هي اسلام معتدل متسامح يقبل الآخر.. لن نفرض علي الناس احكاماً معينة.. من قال الديمقراطية كفر ومن قال إن الدولة المدنية كفر هذا حديث لا يصدر من شخص سوي.. حكاية الدولة الدينية انتهت منذ قامت أوروبا بثورة علي الكنيسة وفصلت الدين عن الدولة بسبب تسلط الكنيسة.. لذا فان أي محاولة لفرض الوصاية علي الشعب مرفوضة.. كلنا نتفق علي دولة مدنية ذات مرجعية دينية ولكن أي مرجعية.. انها مرجعية الأزهر.. لا أخوان ولا صوفيين ولا سلفيين كل جماعة من هؤلاء لديها مرجعية خاصة بها تختلف عن الأخري في كيفية تطبيق الشريعة والاحكام لذا علينا أن ننحي ذلك جانباً ولتكن مرجعيتنا الأزهر المسئول عن التشريع الديني خاصة وأنا انادي بانتخاب شيخ الأزهر حتي تسقط كل الأصوات التي تقول إنه مسيس.. واحذر من أن اللعب بالدين خطر جداً وأقول إن الدين مطلق والسياسة نسبية وإذا اختلط الاثنان ببعضهما فسد.. وعلي الجميع أن يتحدث ويطرح علي الشعب برامج وليس ديناً وهنا يمكن المناقشة.