باتت عملية تطوير محطة السكة الحديد بمحافظة قنا. أشبه بعملية ولادة متعثرة تحتاج إلي تدخل جراحي عاجل لإنهاء رحلة العذاب اليومية التي يعيشها أهالي المحافظة من مرتادي المحطة.. فلا تكفيهم المعاناة التي يذوقونها في قطارات متهالكة تتأخر عن مواعيدها بالساعات. ولا يكفيهم غياب التذاكر التي تباع في السوق السوداء. لتكتمل الصورة بمحطة أشبه بالخرابة. فعلي الرغم من البدء في خطة تطوير المحطة منذ شهر نوفمبر قبل الماضي. والتي تشمل تطوير شامل للأرصفة وتجديد طبانات الرصيف وإنشاء خطوط جديدة للحريق وغرف تفتيش علي طول الأرصفة. وإنشاء مظلات وكراسي. وإعلان رئيس هيئة السكة الحديد خلال زيارته للمحطة في شهر يونيه الماضي بأن أعمال التطوير ستنتهي في الأول من أغسطس 2016. إلا أن 13 شهراً مضت علي بدء العمل وأربعة أشهر أيضاً علي المدة المحددة ولا تزال حتي الآن أكوام مخلفات التكسير تملأ الرصيف من الجانبين. وتلخصت الإنجازات في دهان المظلات وتركيب بلاط رديء للغاية في الأرضية. بل وأقل جودة من البلاط القديم الذي تم تكسيره.. فمن يتخيل أن هذين العملين يستغرقان 13 شهراً؟!! يقول منتصر خضري. موظف: إن محطة سكك حديد قنا تحولت إلي خرابة. فعلي الرغم من بدء أعمال التطوير منذ شهر نوفمبر عام 2015 إلا أنه رغم مرور 13 شهراً حتي الآن. نجد أن كل ما تم إنجازه هو دهان المظلاب وتركيب بلاط سييء المنظر. ولا تزال أكوام الرمال ومخلفات التكسير تحتل جانبي رصيف المحطة. ويعاني الجميع في إيجاد مكان للانتظار. مما جعل عدداً كبيراً من المواطنين يهربون لاستقلال الأتوبيسات الكائنة خارج أسوار المحطة. بينما ينتظر ركاب القطار في حالة تكدس شديدة ولا يجدون أماكن للجلوس عليها بسبب سوأ حالة المقاعد. التي تملأها الأتربة والرمال. ولا تجد من يقوم بتنظيفها. ويقول أحمد عبدالراضي. موظف: إن الأرضية الحالية أصبحت مرتفعة بعد أن تم تكسير البلاط ووضع طبقة خرسانية تعلوها الرمال ثم البلاط. والغريب في الأمر هو عدم التفكير حتي الآن في إنشاء دورات مياه لخدمة رواد المحطة فلا توجد سوي دورة مياه واحدة ومتهالكة ومغلقة في أغلب الأوقات. مؤكداً أن ما تم من أعمال حتي الآن يؤكد أن العمل يسير ببطء شديد لأنها لم تكن تحتاج أكثر من شهر لإنجازها ولكنها استغرقت أكثر من عام في تركيب بلاط رديء للغاية. ربما ما تم تكسيره كان أفضل منه بالمقارنة بنوعية البلاط التي تم تركيبها في محطة نجع حمادي الذي يفوق بلاط محطة قنا من حيث الجودة والمنظر الجمالي. ومن المفترض أن يكون هناك اهتمام أكثر بالمحطة. التي تعتبر واجهة للمحافظة. مشيراً إلي أن هناك لافتة تم تركيبها في المحطة مع بدء العمل. حددت مدة انتهاء أعمال التطوير في الأول من شهر أغسطس الماضي. ولكن حركة العمل تؤكد أننا سننتظر عاماً آخر لكي تنتهي الأعمال. وقال مصطفي أحمد علي. محام: إن المحطة تفتقد للخدمات. فلا توجد بها سوي دورة مياه متهالكة يستخدمها العملون بالمحطة. ويتم إغلاقها في وجه الجمهور. وكان من المفترض أن يتم إنشاء دورات مياة جديدة حرصاً علي راحة المواطنين. خاصة كبار السن الذين يعانون في البحث عن أقرب مقهي لاستخدام دورة المياه. فضلاً عن عدم وجود تخطيط لإغلاق المداخل غير الشرعية بالمحطة. حيث توجد بنهاية الرصيف ناحية المزلقان ممرات غير آمنة يستخدمها المواطنون في الوصول للمحطة دون أدني رقابة. والغريب في الأمر أنه تم عمل تعلية لنهاية الرصيف وتركت الممرات كما هي.. الأمر الذي يعرض مستخدميها للهلاك والموت تحت عجلات القطار. أما محمد أحمد فؤاد. طالب بالجامعة: فأشار إلي أن المحطة تزدحم بطلاب الجامعة من أبناء المراكز الذين يستخدمون القطار في الذهاب والإياب كوسيلة مواصلات ونتيجة عدم وجود زماكن للجلوس. أدي هذا الزحام من قبل إلي تدافع المواطنين وأسفر عن وفاة أحد الطلاب. وشخص آخر تعثرت أقدامهم في مخلفات التكسير وهم يحاولون اللحاق بالقطار. وراحوا ضحايا لأعمال التطوير. التي تسير بسرعة السلحفاة. ونتمني أن تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنجاز خطة تطوير المحطة لكي تنتهي في أسرع وقت. أكد محمد حسين جمال. أهمية أن يتم عمل مدخل للمحطة من الناحية الشرقية في مواجهة الاستاد الرياضي. لخدمة مرتادي المحطة من هذا الاتجاه. ضمن أعمال التطوير.. وأن تمتد الأعمال لتشمل المزلقان الذي يعتبر قنبلة موقوتة بسبب انتشار الباعة الجائلين علي الكوبري وسيارات "الكبوت" التي تغلق الطريق. مما يؤدي إلي زحام شديد بمنطقة المزلقان الذي يغلق بجنازير وأحياناً لا يتم إغلاقه لدرجة أن تجد البعض يغامر بحياته ويهرول من أجل المرور وإزالة أكوام القمامة المتراكمة بجانبه داخل أسوار المحطة التي تحولت إلي حمام عمومي علي مرأي من الجميع.