* يسأل إبراهيم عبدالموجود الملواني صاحب مكتب تسويق عقاري بالإسكندرية: ما رأي الدين في إلقاء المخلفات في الطرق العامة؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: النظافة في الإسلام جزء من أصوله. وشعبة أساسية من شعبه. لقول الرسول الكريم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق" أي رفع الأذي عن طرق الناس. وان وضع النظافة في هذا الموضع من الإيمان. يجعلها ذات أهمية بالغة من السلوك الإنساني. حيث عدها الإسلام قاعدة دينية متأصلة في صلب الإيمان. وتحقيقاً لهذه الغاية يأمرنا الله تعالي بالنظافة قبل الدخول في الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة. يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جُنباً فاطهروا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون" "المائدة: 6". كما أمر الرسول بوجوب التعامل مع البيئة أيضاً بصورة نظيفة حيث يقول: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه". ويقول: "اتقوا اللاعنين قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلي غي طريق الناس أو ظلهم" وهذا تحذير من قضاء الحاجة في الماء. أو في أماكن جلوس الناس. أو تحت الأشجار. أو علي شواطئ البحار أو الأنهار. أو في طرق المارة. ولهذا يقول: "من أذي المسلمين في طرقهم وجب عليه لعنتهم". كما أمر الرسول بضرورة المحافظة علي البيئة بالحض علي الغرس والزرع في أرجائها. لخلق مناخ نظيف. حيث يقول: "ما من مسلم يغرس غرساً. أو يزرع زرعاً. فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة. إلا كان له به صدقة". بل نبه الرسول الكريم إلي أنه إذا قامت القيامة وفي يد الإنسان زرع فليغرسه. وليتم غرسه له إن استطاع. حيث يقول: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها فليغرسها". ولقد ربط الإسلام النظافة بالإيمان برباط عظيم. لم يقتصر هذا الرباط علي نظافة الإنسان المادية من القاذورات المحسوسة. أو نظافة البيئة من الملوثات. بل دعا إلي النظافة المعنوية بالتخلي عن الفحش. وهجر الحرام. واجتناب الغيبة والنميمة وقول الزور. وهذا يعني ان النظافة ليست أمراً مادياً ملموساً فقط. وإنما مرتبطة بالدين الذي يتطلب من الإنسان أن يكون عفيف اللسان. نظيف اليد. نقي السريرة. وبالتالي يتضح مدي اعتناء الإسلام بالنظافة. واعتبارها من المبادئ الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بل إن الإهمال أو التقصير فيها. يعد إهمالاً وتقصيراً في حق الإنسانية جميعاً. وان الله تعالي يعاقب من اعتدي عليها. * يسأل أسعد شكل محامي بالاستئناف العالي بالإسكندرية: نذرت بأن أذبح شاة لله تعالي. فهل يجوز لي أن آكل منها؟ ** يجيب النذرهو أن يفرض المكلف علي نفسه أمراً لم يلزمه به الشرع. وحكمه وجوب الوفاء به متي كان ذلك النذر صحيحاً مستكملاً للشروط. كأن يكون المنذور عبادة مقصودة. وأن لا يكون المنذور معصية لذاته.وألا يكون فرضاً عليه قبل النذر. وأن يكون ممكن الوقوع. وأن لا يكون ملكاً للغير. ولقد دعا النبي الأعظم صلي الله عليه وسلم إلي الوفاء بالنذر بقوله: من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. أما عن الأكل من الشئ المنذور فيحق لصاحب النذر أن يأكل هو وأولاده وأهله منها إذا لم ينذرها لله صدقة خالصة كأن يقول: نذرت هذه لله تعالي صدقة خالصة أو نذرتها للفقراء والمساكين. فإذا نوي ذلك فلا يجوز له ولا لأسرته أن يأكل شيئاً منها. فالنذر عمل اللسان.