* يسأل صبري عبدالهادي موسي من المنوفية: ما رأي الدين في صاحب مهنة تضطره ظروفه إلي أن يخفف من أجره حتي يطلبه كثير من الناس. ثم لا يتقن عمله؟! ** يجيب الشيخ محمد سلامة الفارس وكيل أوقاف الجيزة: صاحب المهنة الذي يخفف من عمله حتي يطلبه الكثيرون يجب عليه أن يتقن عمله حتي يبارك الله له. أما أن يعمل عملاً ضعيفاً يتناسب مع الأجر الضعيف الذي يأخذه فهو خيانة. لأن العامل رضي بهذا الأجر والحديث يقول: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" رواه البيهقي. والواجب كل عامل في أي مجال من المجالات أن يتقي الله في عمله مصداقاً لقوله تعالي: "ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون" وقوله تعالي: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً". * يسأل سعيد سالم المنوفي بأرض اللواء - المهندسين: ينتابني الشعور بالأسي والحزن عندما أشاهد بعضهم يلقي بالقمامة والمخلفات في الشوارع العامة والطرق بغير وازع من ضمير.. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: النظافة في الإسلام جزء من أخلاقه. وشعبة أساسية من شعبه. لقول الرسول الكريم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق" أي رفع الأذي عن طرق الناس. ولاشك أن وضع النظافة في هذا الموضع من الإيمان. يجعلها ذات أهمية بالغة من السلوك الإنساني. حيث عدها الإسلام قاعدة دينية متأصلة في صلب الإيمان. وتحقيقاً لهذه الغاية يأمرنا الله تعالي بالنظافة قبل الدخول في الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة. يقول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلي المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلي الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون". كما أمر الرسول بوجوب التعامل مع البيئة ايضا بصورة نظيفة حيث يقول: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه". ويقول: "اتقوا اللاعنين قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلي في طريق الناس أو ظلهم" وهذا تحذير من قضاء الحاجة في الماء. أو في أماكن جلوس الناس. أو تحت الأشجار. أو علي شواطئ البحار أو الأنهار. أو في طريق المارة. ولهذا يقول: "من آذي المسلمين في طرقهم وجب عليه لعنتهم". كما أمر الرسول بضرورة المحافظة علي البيئة بالحض علي الغرس والزرع في أرجائها. لخلق مناخ نظيف. حيث يقول: "ما من مسلم يغرس غرساً. أو يزرع زرعاً. فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة. إلا كان له به صدقة". بل نبه الرسول الكريم إلي أنه إذا قامت القيامة وفي يد الإنسان زرعاً فليغرسه. وليتم غرسه له إن استطاع. حيث يقول: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها فليغرسها". ولقد ربط الإسلام النظافة بالإيمان برباط عظيم. لم يقتصر هذا الرباط علي نظافة الإنسان المادية من القاذورات المحسوسة. أو نظافة البيئة من الملوثات. بل دعا إلي النظافة المعنوية بالتخلي عن الفحش. وهجر الحرام واجتناب الغيبة والنميمة وقول الزور. وهذا يعني أن النظافة ليست أمراً مادياً ملموساً فقط. وإنما مرتبطة بالدين الذي يتطلب من الإنسان أن يكون عفيف اللسان. نظيف اليد. نقي السريرة. بالتالي يتضح مدي اعتناء الإسلام بالنظافة. واعتبارها من المبادئ الحياتية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بل إن الإهمال أو التقصير فيها. يعد إهمالاً وتقصيراً في حق الإنسانية جميعاً.