ودع مئات الآلاف من الكوبيين زعيمهم الكبير فيدل كاسترو. الذي حكم البلاد لمدة نصف قرن من الزمان. ملقين نظرات الوداع علي رماد جثمانه استعداداً لدفنه يوم الأحد المقبل. حيث تحرك الموكب الذي ينقل رماد فيدل كاسترو من العاصمة الكوبية إلي سانتياجو دي كوبا الواقعة في شرق البلاد. المكان الذي انطلقت منه الثورة الكوبية. وإلي المكان الذي سيدفن فيه الزعيم الكوبي بحضور عدد من زعماء أمريكا الجنوبية والعالم. ومن المتوقع أن يتم نقل الوعاء الخشبي. الذي يحتوي علي رماده المعروض في قاعة تابعة لوزارة القوات المسلحة الكوبية منذ حرق جثمان كاسترو السبت الماضي. لقد حزن الكثيرون حول العالم علي رحيل كاسترو. لدرجة أن الحداد عليه في الجزائر يستمر لمدة ثمانية أيام. بما يعني رمزية الرجل. فعلاوة علي الدعم المصري أيام الزعيم الخالد. جمال عبدالناصر للجزائر ضد المستعمر في الفرنسي في حينها. دعمت أيضاً كوبا في عهد كاسترو. ثورة الجزائريين. فبعد إعلان استقلال الجزائر بأشهر عام 1962. حلَّ رئيسها الأسبق أحمد بن بلة في هافانا وكان موضع ترحيب من كاسترو. لكن كاسترو لم يكن مرحباً به فقط في الجزائر. بعد أن رحل عن عالمنا في الجمعة الماضي. بينما ظل موضع تقدير في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن ومدن عربية أخري. فهو رجل يذكر المصريين مثلاً بقوة الزعيم الراحل عبدالناصر. ليفعل كاسترو المثل. ويتحدي أمريكا لخمسين سنة حتي عام 2014 عندما تصالحت الدولتان في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما. ارتبط اسم فيدل كاسترو. في ذهنية العرب. بعد أن ارتبط بعلاقات قوية بالزعماء الراحلين. وفي مقدمتهم جمال عبدالناصر. وحافظ الأسد وصدام حسين وياسر عرفات ومعمر القذافي. وبالطبع عندما أعلن عن موقفه ضد إسرائيل. فأعلن مقاطعتها في 9 سبتمبر عام 1973. كما واقترب فيدل بمواقفه من العرب. فنظراً لكون مصر نصير الفلسطينيين. كان مؤثراً. دعم الفلسطينيين أيضاً من حاكم خارج المنطقة الشرق أوسطية من قارة أمريكا الجنوبية. عبر مسيرته في السلطة الممتدة لأكثر من خمسين عاما. فناصر كاسترو القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وقدم دعما قويا لمنظمة التحرير الفلسطينية. لقد قدم كاسترو. نفسه رمزا للكفاح ضد أمريكا. ونجا من عشرات محاولات الاغتيال. لكن وبعد أن رحل زعيم الثورة الكوبية. ومع مجيء دونالد ترامب إلي رئاسة أمريكا يأتي السؤال عما ستفعله كوبا نحو العالم وأمريكا. وأمامنا ميراث كبير لفيدل يصعب تجاوزه بسهولة. فكاسترو كان رجلاً عنيداً أمام أمريكا. عندما قام في بداية حكمه في الستينيات بتأميم الشركات. سائراً علي خطي الزعيم جمال عبدالناصر. كما قام باستيراد البترول من الاتحاد السوفيتي "روسيا" وهذا أغضب أمريكا فقام بتأميم آبار البترول التي تسير عليها أمريكا في كوبا لصالح بلاده. وقام بعمل إصلاحات زراعية لصالح المواطن الكوبي. وقام بإنشاء صناعة وطنية لمواجهة أمريكا.. ويبقي علي راؤول كاسترو. الرئيس الحالي لكوبا وشقيق كاسترو. الكثير أمام الخروج بكوبا إلي مرحلة جديدة أفضل.