هناك انقسام في رد الفعل تجاه الحرائق التي تجتاح إسرائيل.. ولكل أسانيده.. الكثيرون فرحون وشامتون ويعتبرون ما حدث عقاباً من الله للكيان الصهيوني لمنعه الأذان في القدس. والبعض يرفض الشماتة في كوارث قدرية مهما كانت صفة أو جنسية من تعرض للكارثة. الشامتون يستندون إلي أن الغالبية العظمي من الشعب المصري تكره إسرائيل لأن بيننا وبينها دماء 100 ألف شهيد.. وان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تكرهنا فيها حكوماتها المتعاقبة وشعبها معاً بعكس باقي اعدائنا "أمريكا وبريطانيا وتركيا وقطر" فنظم هذه الدول تعادينا أما شعوبها فبيننا وبينها حب واحترام.. وان إسرائيل منذ اغتصبت فلسطين وشردت شعبها تقتل منه العشرات يومياً وتحتل وتخرب المسجد الأقصي اولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتسعي لهدمه.. وإن إسرائيل بغبائها وعدوانيتها وكراهيتها للإسلام والمسلمين منعت الأذان في القدس والمصلين من دخول الأقصي وفتحته علي مصاريعه للإرهابيين اليهود تحت حماية جنودها المدججين بالسلاح ليدنسوه ويلعبوا فيه الكرة.. فجاءهم الرد الالهي السريع. واستناداً إلي هذه الحقائق التي لا يجادل فيها أحد.. وجدنا بمجرد اندلاع الحرائق وانتشارها في 13 مكاناً متفرقاً بإسرائيل وفشل حكومة نتنياهو في السيطرة عليها واستنجادها بدول العالم لمساعدتها وجدنا "هاشتاج" علي مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "إسرائيل تحترق" وبه الآية القرآنية رقم "114" من سورة البقرة "ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم".. ناهيك عن التعليقات التي تفيض بالفرح مما حدث مثل "إسرائيل تحترق.. ياللروعة". هذا الهاشتاج دفع حكومة نتنياهو إلي الرد عليه من خلال موقع "حساب إسرائيل الرسمي" الموثق باللغة العربية بتويتة تقول: من إسرائيل لكل شامت "يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيراً منهم...".. وهي صدر الآية "11" من سورة الحجرات. وأرد علي "حساب إسرائيل" بأن هذه الآية لا تنطبق علي حالة الشماتة التي هي الفرح في المصائب بل تتحدث عن الساخرين أي من يستهزئ من آخر بسبب لون بشرته أو عيب في جسمه أو عقله أو لفقره أو ما شابه ذلك.. وشتان الفرق بين المعنيين. الرافضون للشماتة يستندون ايضاً إلي أن الكوارث القدرية لا تفرق بين يهودي ومسيحي ومسلم وكافر.. فالزلازل والبراكين لا تفرز ولا تجنب.. بل تأخذ كل من هو في طريقها.. ونفس الشيء بالنسبة للنيران مثلما يحدث في إسرائيل وفي ريف اللاذقية بسوريا الآن ومثلما حدث من قبل في أمريكا وغيرها.. ومن ثم يجب ألا نشمت وندعو الله أن يجنبنا هذه الكوارث. ورغم انني اكره إسرائيل كراهية التحريم لأسباب قومية وشخصية.. إلا انني لست مع الشماتة فيما حدث لها.. وان كان لي تفسير مغاير.. قناعتي ان حرائق إسرائيل هي عقاب من الله لمنع الأذان.. وهذا هو الخزي في الدنيا الذي تحدثت عنه الآية "114" من سورة البقرة. يجب الا نغفل أو ننفي هذا العقاب الالهي المنصوص عليه صراحة في القرآن.. وإلا اغفلنا ونفينا بالتبعية عقابه سبحانه وتعالي لقوم نوح وعاد وثمود ولوط وفرعون واصحاب الفيل. نعم.. لست مع الشماتة.. لكن مع ان ننظر ونتدبر ونعتبر ونقترب اكثر من الله ونحمده ونشكر فضله.. فهذا افضل عند رب العزة واكثر فائدة ليومنا وغدنا من التعبير عن فرحتنا وشماتتنا في إسرائيل بالرقص والشتائم دون أي تغيير في سلوكياتنا وأسلوب حياتنا أو تنقية لضمائرنا. ولأن إسرائيل لن تعترف أبداً بأن هذه الحرائق عقاب إلهي لغرض دنيء في نفسها.. فان الخطر الحقيقي هو اعلانها علي لسان وزير أمنها الداخلي جلعاد اردان من أن نصف الحرائق متعمد.. والأخطر انها تلصق التهمة بالفلسطينيين وهو ما ألمح إليه نفتالي بينيت وزير تعليمها وزعيم حزب البيت اليهودي حينما قال ان مشعلي الحرائق خونة لا يمكن ان يكونوا يهوداً وان من لا يشعرون بالانتماء للبلاد هم فقط القادرون علي حرقها.!!!!! يقصد الفلسطينيين طبعاً. هنا.. ادق ناقوس الخطر بشدة من الغرض الإسرائيلي الدنئ الذي ألمحت اليه آنفاً وهو امكانية ان تكون هذه التصريحات تمهيداً لحرق وهدم المسجد الأقصي كما تسعي حكوماتها المتعاقبة خاصة ان النيران اقتربت جداً من القدس وساعتها ستلصق التهمة بالفلسطينيين وتخرج هي منها مثلما فعلت في مركز التجارة العالمي بنيويورك خلال أحداث 11 سبتمبر واتهم فيها بن لادن والقاعدة لغزو العراق وتفتيت المنطقة وتقسيمها.. ارجعوا للتاريخ القريب يا سادة. انها مجرد توقعات انبه فيها إلي ان المسجد الأقصي في خطر حقيقي وأستند في تنبيهي هذا الي عقيدة الصهاينة واجراءاتهم علي الأرض علي مدي 49 عاماً منذ احتلال القدس عام .1967 اللهم اخلف ظني.