"سناء غريب" امرأة قهرت المستحيل وكسرت الحجر. هكذا يصفها أهالي الصعيد ذات الطبيعة القبلية المتحفظة. "سناء غريب" تلك الأرملة التي بلغت من العمر 56 عاماً. ولم تتكاسل علي أن تمتهن مهنة من أصعب المهن التي يقتصر العمل فيها علي الرجال. حيث عملت أول سائقة لسيارة أجرة ميكروباص بصعيد مصر "خط قناالأقصر الصحراوي" السريع ذي الطبيعة الوعرة. من أجل أن تنفق علي أبنائها الخمسة بعد وفاة زوجها الذي لم يترك لها مصدراً للرزق سوي سيارة بنظام القسط الشهري الأمر الذي دفعها إلي أن تتحدي المجتمع الجنوبي الذي يتحفظ كثيراً علي المهن التي يختلط بها الرجال بالنساء ولكنها كسرت هذه القاعدة من أجل أن تسد احتياجات أبنائها التي نجحت في الحاق بعضهم بالتعليم الجامعي والذين يشعرون بالفخر دوماً علي حد تعبيرهم. رغم أن سناء غريب امرأة استثنائية بصعيد مصر لم تحظ بأي تكريم من قبل المجلس القومي للمرأة رغم كثرة الوعود لها كل عام بأنها الأجدر بلقب الأم المثالية إلا أنه ببداية كل شهر مارس من كل عام تتلقي اتصالاً للاعتذار لها بأنه وقع الاختيار علي أم مثالية أخري. سناء غريب كسبت احترام الجميع لحرصها علي الانفاق علي أبنائها من الرزق الحلال رغم نظرة بعض المتشددين من أبناء مجتمعها بأن هذه المهنة ما كان لها أن تعمل بها وبعض المضايقات التي كانوا يفرضونها عليها بمجمع مواقف قنا يومياً. إلا أنها تقول إن قسط السيارة الميكروباص 2000 جنيه شهرياً إن لم يدفع سوف تتشرد هذه الأسرة المكونة من 5 أبناء و5 آخرين من الأحفاد تشارك في الانفاق عليهم وتصبح مشردة بالشوارع. وتصف سناء غريب أسرتها بأنها كل ثروتها التي تعمل ليل نهار بالطريق السريع وسط المخاطر من أجلهم ومن أجل راحتهم. قالت إنها ليس لها مطالب سوي أنها تتمني لقاء الرئيس السيسي الذي طالما كرم وشجع المرأة المصرية العاملة والكادحة من أجل راحة اسرتها. وأضافت أنها تؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتدعو له لأنها كانت تشعر بعدم الأمان علي الطرق السريعة. لكن عقب تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي باتت تتأخر في العمل دون قلق أو خوف. ناشدت سناء غريب كل أرملة أن تعمل بالكسب الحلال دون أن تمد يدها لأحد. لأن العمل شرف طالما لم يكن حراماً أو ممنوعاً والعار في طلب الحاجة من الآخرين.