دخلت سيدة "32 عاما" مستشفي رشيد بمحافظة البحيرة ومعها زوجها لتضع مولودها.. وأثناء مرورها بطرقات قسم الولادة شعرت بآلام شديدة.. وفوجئت بسقوط الجنين علي الأرض وتوفي في الحال نتيجة نزيف حاد في المخ!! اتهمت السيدة إدارة المستشفي بالتسبب في وفاة طفلها لأنها طلبت كرسيا متحركا أو تروللي لنقلها إلي قسم النساء والتوليد إلا أن إدارة المستشفي رفضت ذلك.. الأمر الذي دفعها للسير حتي سقط جنينها من بين أحشائها علي الأرض وتوفي في الحال!! الخبر نشرته صحيفة "الأهرام يوم الجمعة الماضي.. وقالت الصحيفة إن السيدة اضطرت لرفع قضية علي المستشفي ووزير الصحة.. وتداولت المحكمة القضية حتي صدر حكمها يوم الخميس الماضي. محكمة استئناف الإسكندرية برئاسة المستشار حمدي حريرة.. وعضوية المستشارين شيرين البربري وفتحي سامي قضت بتعويض السيدة بمائة ألف جنيه وألزمت وزير الصحة بتنفيذ الحكم.. لرفض المستشفي توفير كرسي متحرك أو تروللي لنقلها أثناء دخولها المستشفي. إنني لا أسمي تصرف المستشفي إهمالا.. ولكني أسميه بَلادَة وعدم إحساس بمعاناة المرضي.. فالمعاملة في المستشفيات عموما فيها عدم مبالاة بآلام المريض.. وكما يقولون: الداخل إلي المستشفي مفقود والخارج منه مولود!! مستشفياتنا لا تصلح إطلاقا لاستقبال المرضي.. المستشفيات البيطرية التي تستقبل الحيوانات ربما تكون أصلح منها.. إدارة المستشفي والأطباء وجهاز التمريض والعمال غير مؤهلين لهذه المهمة الانسانية. إدارة فاشلة.. وأطباء لا يهمهم صحة المريض سواء كتبت له الحياة أو تعرض للموت في أي لحظة.. فمن مات من المرضي في المستشفي شئ عادي بالنسبة لهم فهم يعتبرون المستشفي مرحلة مهمة في حياة المريض للانتقال إلي الرفيق الأعلي.. ولذلك فهم يعتبرونها مرحلة انتقالية للموت!! أما هيئة التمريض والعمال الذين يقومون بنظافة الحجرات.. فهم لا يتحركون إلا إذا دفع المريض ثمن خدمتهم التي لا يجيدونها.. حتي كوب الماء فلن يأتيك إلا إذا دفعت.. انهم ينظرون إلي جيب المريض ولاينظرون اطلاقا لصحته أو مرضه.. تذهب إلي المستشفي فإنك ذاهب إلي القبر. دخلت أحد المستشفيات في مصر وحجزوني في الرعاية المركزة ولكني قضيت ليلتي بشق الأنفس وغادرت المستشفي في الصباح الباكر لأنني وجدت دورة المياه لا تستطيع مجرد النظر إليها!! وفي مستشفي آخر أردت الدخول فاستقبلني مدير الاستقبال بكل ما يجرح شعور الآدمي.. وأخذ يشخط ورغم أنني كنت في حالة إعياء شديد أجبرني أن أقف في الخارج مع المرضي الذين لا حول لهم ولا قوة. حمدت الله أنني عندما نصحني الأطباء بإجراء عملية جراحية في القلب اخترت كندا لإجراء العملية في أحد مستشفياتها.. لا تقل لي أعمل مقارنة بين المعاملة التي قوبلت بها في مستشفيات كندا وبين ما رأيته بعيني في مستشفياتنا. فخامة المستشفي هناك والعناية بنظافته ونظام استقبال المرضي تفوق كل وصف.. وأكرر هذه العبارة ملايين المرات وأقول انها تفوق كل وصف.. المريض هناك يشعر بآدميته.. والعناية والرعاية والمعاملة مع كل من تقابله لاتحدها حدود. كنت في المستشفي انتقل من الغرفة المخصصة لي لإجراء أشعة أو تحاليل فأجد الممرضة قد جاءت بالتروللي لتنقلني إلي المكان المحدد. فأقول لها إنني استطيع المشي والوصول إلي مكان الأشعة فترفض وتصر علي صعودي للتروللي!! لو دخل علي طبيب أو ممرض أو ممرضة إلي حجرتي لابد أن يلبس "بالطو" مشمع فوق ملابسه ويسحب الجوانتي من مكان مخصص له ويلبسه.. فإذا خرج نزع هذه الملابس وقذف بها في سلة المهملات.. فإذا أراد أن يدخل مرة أخري يلبس بالطو جديدا وجوانتي جديدا.. ولوفعل هذا 30 مرة في اليوم لكرر نفس العمل. وفي كل صباح يأتي عامل النظافة بفوطة فيها مطهر.. ويقوم بتطهير كل ما تقع يد المريض عليه حتي مقبض الباب!! هل تريد المزيد.. في أعداد تالية أحدثك عن المستشفيات في كندا.. وأترك لك المقارنة بينها وبين مستشفياتنا.