· أطباء الاستقبال ضيوف شرف لأن الوزير يتجاهل رعاية المرضي من المواطنين هي جريمة بشعة تستحق الحساب والمساءلة لأطباء استقبال مستشفي الساحل التعليمي بشبرا.. أطباء مات ضميرهم وتحجرت مشاعرهم الإنسانية وبصورة تؤكد غياب المتابعة والمسئولية مادام هم الوزير الصحي الأكبر الادلاء بالتصريحات وتخويف المواطنين من أنفلونزا الخنازير لأن اطباءه اعتبروا مصابي الحوادث البشعة من الحمير!! بل هي فضيحة طبية صارخة لأن إنقاذ حياة مواطن لاتعني أي طبيب مهمل يتباهي بارتداء البالطو الأبيض مع أن دم قلبه «أسود» نحروا «وائل» وهو في ريعان شبابه علي «تروللي» الاستقبال واستمتع الاطباء بمشهد غزارة الدم الذي كان يتدفق من جميع أجزاء جسده.. تصوروا بمجرد أن وصلت به سيارة الاسعاف من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتي الساعة التاسعة والربع صباحا من يوم الخميس قبل الماضي تركوه وسط صراخ شقيقه الذي كاد يقبل الاقدام فما كان منه إلا الاستنجاد بزوجته المسئولة بمكتب وزير التضامن الاجتماعي فأجرت الاتصالات فتحرك الأطباء بعد تلقي المكالمات من مسئول بوزارة الصحة!! المهم وصلت حالة وائل جمال محمد ابوزيد إلي درجة من السوء لأن أشاوس اطباء الاستقبال لم تكن علي ألسنتهم سوي كلمة «اتفضلوا ارتاحوا» وسنقوم باللازم.. للاسف لم يتحرك أحد من مكانه وأنهار الدم تتدفق من جسد «وائل» فصرخ شقيقه «محمد» وثار وهاج فتحركوا بعد أن قال لهم «انتم معندكوش رحمة ياكفرة» وانقذ الموقف ولكن بعد فوات الاوان طبيب محترم اسمه سلامة وكشف علي «وائل» الذي غطت جسده الدماء وتقرر ذهابه إلي الأشعة فجري شقيقه« بالتروللي» وبمساعدة تمرجية وليس ممرضة والمسعف الذي نقله بسيارة الاسعاف.. وكانت الطامة لايوجد أحد وبعد نصف ساعة عملوا .. الأشعة وكان دم «وائل» متجلطا.. في فمه وانفه بخلاف اصابات الرأس النازفة ثم تقرر دخوله إلي الرعاية المركزة وبعد عذاب وبدعوي عدم وجود «سرير» فتم وضعه علي «سرير» كان خاصا بطفل صغير وعندما دخل الرعاية كان قلبه قد تجمدت دماؤه وتوقف إلي الأبد!! وحاولوا تنشيطه ولكن بلافائدة.. تصوروا من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتي الساعة التاسعة والربع صباحا لم يتحرك أحد لانقاذ «وائل».. وائل الذي سبق ورعاه وتبني علاجه الرئيس مبارك منذ عام 1986 وللآن بعد أن قرأ ماتعرض له في معهد الأورام. وقتها نشرت جريدة «الأحرار» مأساة وائل في العدد 425 الصادر يوم الاثنين 20 يناير 1986 وتحت عنوان.. هذا الطفل وائل يصارع الموت دقيقة بدقيقة وفي برواز بالصفحة الأولي وكانت الدموع تنهمر من عينيه وكان رئيس التحرير هو الراحل محمود عوض هذا المشهد أثار أحاسيس الرئيس مبارك والسيدة سوزان مبارك بعد أن قرأوا سطور مأساته حيث كتب الأطباء تقريرا بوفاته في معهد الأورام ولكنه تحدي التقرير ورغم كثرة التحاليل والجراحات فاهتم الرئيس مبارك بما نشرته الاحرار وأمر بعلاجه في باريس في مستشفي جوستاف روسيه بفرنسا وبالفعل نشرت الاحرار يوم 10 فبراير 1986 قرار الرئيس مبارك بسفره وعلاجه والذي كان من جيبه الخاص.. وتشاء الاقدار بأن من كتب عن هذه المأساة منذ 24 عاما هو كاتب هذه السطور وهو أيضا الذي يكتب عن مأساة وفاة «وائل» الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله.