آمنة ربيع.. "ست بميت راجل"

حقاً إنها سيدة ب 100 راجل قادت حملة بقرية النجاحية بنجع حمادي للتبرع لبناء مسجد وبدأت بآخر قطعة أرض تملكها ومساحتها أقل من قيراط حرمت أبناءها منها وتبرعت بها لإنشاء مسجد ومجمع خدمات خيري الأمر الذي دفع الكثيرين من أهالي القرية للتسابق في التبرع بالأرض أو المال حتي تحول المسجد إلي واحد من أكبر المجمعات الخيرية بمحافظة قنا.
السيدة آمنة محمد ربيع التي قاربت علي التسعين من عمرها زوجة محفظ القرآن بقرية النجاحية الذي توفي منذ ما يقارب 40 عاماً وتركها لتكمل تربية أبنائها الثمانية وليس بحوزتهم الكثير وقامت ببيع كل ما تملك لتربية أبنائها وعندما تزوج آخر أبنائها وشعرت أنها اكملت واجبها قررت التبرع بآخر قطعة أرض تملكها من زوجها الراحل وتبلغ قيراطاً إلا ربع بمساحة 140 متراً تقريباً وطلبت أن يتم بناء مسجد ومجمع خدمات خيري عليها وطلبت من أهالي القرية مساعدتها في ذلك ولأن الجميع يكن لها ولزوجها الراحل الكثير من الحب والاحترام كما أن الأهالي شاهدوا نموذجاً يحتذي به في العمل الخيري حيث انها لا تمتلك شيئاً سوي هذه القطعة من الأرض وتعيش فقط علي معاش الضمان الاجتماعي الأمر الذي دفع بعضهم لشراء قطعة أرض مجاورة حتي وصلت المساحة إلي 300 متر كما تسابق رجال الأعمال والأهالي في التبرع حتي تحول مشروع المسجد إلي أكبر مجمع خيري في المحافظة وتبلغ تكاليف إنشاؤه 4 ملايين جنيه جميعها تبرعات من الأهالي.
قام اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا بافتتاح المجمع الذي يضم وحدة للغسيل الكلوي مجهزة علي أعلي مستوي تضم 11 سريراً و11 ماكينة غسيل كلوي وتستقبل 33 مريضاً يومياً بالإضافة إلي مسجد ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وحضانة للأطفال.
وعند دخول الحاجة آمنة إلي مكان الاحتفال جالسة علي كرسي متحرك برفقة نجلتها وقف الجميع احتراماً وتقديراً للسيدة التي نجحت في تجميع الأهالي علي قلب رجل واحد حتي يتمكنوا من إنشاء هذا الصرح ونزل المحافظ من منصة الاحتفال ليستقبل السيدة ويهنئها علي نجاح ما قامت به.