شباب "برشوم" قليوبية .. نموذج العمل التطوعي .. بانتظار تحقيق الحلم

الأهالي يتسابقون لإقامة المشروعات الخيرية .. والأزهر "يتعنت"

يحتل الأزهر الشريف مكانة عظيمة في قلوب ونفس كل المصريين الذين يتسابقون لإنشاء المعاهد والكليات الأزهرية بالجهود الذاتية .. واعتبر عهد الإمام الراحل د. عبدالحليم محمود هو العصر الذهبي لانتشار التعليم الأزهري في كافة نجوع وقري ومدن الجمهورية.
وتعتبر "برشوم" بطوخ قليوبية من المناطق الزاخرة بالعديد من المشروعات الخيرية خاصة الأزهرية التي غطت كافة المراحل التعليمية والتي صارت تواجه مصيراً مجهولاً في استكمال مسيرة النهضة الأزهرية باعتراض إقامة كلية أزهرية لاستيعاب خريجي المعاهد الأزهرية خاصة مع توافر الأماكن والامكانيات والتجهيزات التي تنتظر فقط موافقة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب ورئيس الجامعة د. اسامة العبد. لاصدار "قرار الحياة" وإعادة إحياء الروح من جديد بعد أن وضعت شروط تعجيزية في السابق مثل تحمل نفقات أعضاء هيئة التدريس!!
اصطحبنا زميلنا أمين عبدالله "ابن برشوم" للاطلاع علي ذلك النموذج القدوة في العمل التطوعي .. وعدنا ونحن نحمل آمال وأحلام أهالي "برشوم" التي تنتظر قرار د. الطيب بالموافقة علي إقامة الكليات .. وفيما يلي نلقي الضوء علي تلك المشروعات الأزهرية.
نهضة أزهرية
يوضح الحاج محمد رمضان أحمد الخولي المشرف علي المشروعات الخيرية والأزهرية ببرشوم أن رجل الخير فتحي أحمد الخولي رحمه الله أوقف 12 فداناً قطعة واحدة علي الطريق العمومي لاقامة منشآت تعليمية أزهرية .. وبالفعل تم إنشاء مجمع معاهد عادية "ابتدائي إعدادي وثانوي "بنين وبنات" وكذا مجمع معاهد نموذجية وهو ثالث مجمع من نوعه علي مستوي المحافظة ويشمل كل المراحل التعليمية فضلاً عن معهد القراءات .. وقد أقيمت كل هذه المنشآت بالجهود الذاتية وكذا الوحدة الصحية علي مساحة 3 أفدنة علي أن توقف المساحة الباقية لخدمة تلك المعاهد التي تم تسليمها بالفعل إلي الأزهرية الشريف والتحق بها ما يقرب من 4 آلاف طالب وطالبة.
يضيف : ورأينا أن نستكمل مسيرة النهضة الأزهرية بالمنطقة من خلال إنشاء 4 كليات أزهرية "كليات للبنين وكليات للبنات" علي كامل المساحة المتبقية لخدمة أبناء ثلاث محافظات "القليوبية . المنوفية . الشرقية" لتخفيف العبء عن الأهالي المتعطشين لتعليم أبنائهم العلوم الشرعية من أزهر الوسطية والاعتدال وحتي لا يتحمل الطلبة مشقة وعناء السفر إلي القاهرة وزيادة التكدس سواء بالمدن الجامعية أو غيرها.
تخطيط هندسي
استطرد الخولي قائلاً : وتم وضع تخطيط هندسي لإقامة الكليات وثلاث عمارات سكن طالبات سعة العمارة الواحدة 400 سرير. وعمارتين لسكن الطلاب سعة الواحدة 400 سرير أيضاً. بالإضافة إلي إقامة سكن ضيافة لأعضاء هيئة التدريس بالكليات .. علماً بأن هذه المساحة تقدر قيمتها بحوالي 45 مليون جنيه وسيتم تسليم كافة المباني كاملة التشطيبات من أثاث وخلافه وطبقاً للمواصفات الهندسية التي يحددها المركز الهندسي لجامعة الأزهر ودون تحميل الجامعة آية أعباء مالية. مع ملاحظة إقامة سور يحيط الموقع من الجهات الأربع قبل البدء في تنفيذ المشروع.
وكل هذا تلبية لحاجة المنطقة والأهالي إلي التعليم الأزهري وحتي لا يضطر ولي أمر الفتاة إلي تزويجها مبكراً بدلاً من سفرها إلي القاهرة لاستكمال التعليم .. كما أن الكليات شئ طبيعي لاستكمال مسيرة التعليم الأزهري خاصة بعد اكتمال المراحل السابقة للجامعة وحتي يكون هناك تحقيق اكتفاء ذاتي. فالطفل يبدأ التعليم بالأزهر حتي يتخرج في الجامعة ليعود إلي الأزهر ولكن معلماً.
تسابق الخيرين
ويشير الحاج سعيد مصطفي إلي أن هناك مشاريع خيرية كبري تصب في خدمة استكمال نهضة برشوم ودعم مكانتها لاقامة الكليات الأزهرية .. ومن ذلك المجمع الطبي الكبير علي مساحة 400 متر ويتكون من 8 طوابق وجار إنشاؤه وتجهيزه بعيادات ووحدة غسيل كلوي من فاعل خير وهناك رقم حساب لتلقي التبرعات علي بنك التنمية والائتمان الزراعي فرع أجهور الكبري برقم .5998
ولم تتوقف المشروعات الخيرية عند هذا الحد ففي العام الحالي فقط تم إنشاء مدرسة ثانوي صناعي بنين علي مساحة فدانين من فاعل خير. توسيع وإنشاء مسجد بلبول بتكلفة تفوق 3 ملايين جنيه. إنشاء مسجد الرحمة علي مساحة 800م بتكلفة أكثر من مليون جنيه بخلاف الأرض. ومسجد الرحمن علي مساحة 650م بتكلفة 3/4 مليون بخلاف الأرض وغيرها كثير.
موقع متميز
يلتقط خيط الحديث المهندس محمد حلمي ملقياً الضوء علي المميزات التي تتفرد بها "برشوم" من موقع جغرفي يتوط طرق المحافظات المحيطة حيث يحدها من الشرق : الرياح التوفيقي بطريقين إلي القاهرة وبنها. ومن الغرب فرع دمياط وطريق موصل إلي المنوفية. ومن الشمال طريق إلي بنها وكفرشكر ومن الجنوب. طرق اخري فرعية للقاهرة والقناطر الخيرية وشبرا الخيمة فضلاً عن توافر شبكة المواصلات والخدمات التعليمية بكل مراحلها والتعليم الفني ووحدتي صحة. مستشفي خيري متكامل تحت الإنشاء. مع ملاحظة ان "برشوم" صادر لها قرار منذ ما يزيد علي 20عاماً لتحويلها إلي مدينة. وهناك أرض تبرع بها المستشار حمدي أبوالعنين لإقامة مركز ثقافي إسلامي عالمي ولأنها نموذجية حازت إلي أول زيارة للمحافظ عادل زايد يقوم بها بعد توليه المسئولية.
يضيف م حلمي : ومن المميزات الكبري أن جميع أبناء وشباب "برشوم" يقومون بالعمل التطوعي فهناك من يقدم إعانات مالية أو عينية ومواد بناء خام ليس هذا فقط بل هناك من يتبرع للعمل في الإنشاءات أو التجول علي المناطق المجاورة لجمع التبرعات .. وكل هذا يتم في السر لدرجة أن كثيراً من أبناء برشوم هم جنود مجهولون.