ما تبذله وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة من جهود مضنية خلال شهر أو يزيد للقبض علي الإرهابيين وايداعهم في أقسام الشرطة والسجون تضيعه هاتان الجهتان في لحظات بالسماح لهؤلاء الإرهابيين بالهروب وترك أماكن الحجز بكل سهولة حيث يعودون للحرية ومباشرة نشاطهم التخريبي من جديد!! تكررت محاولات الهروب من السجون وأقسام الشرطة في بعض المحافظات.. ونجح المتهمون في الفرار. وفشل البعض الآخر أثناء المحاولة وتمت السيطرة عليهم وباءت محاولاتهم بالخسران. سجن "المستقبل" المركزي التابع لمديرية أمن الإسماعيلية هو من أهم السجون في مصر حيث يودع فيه الإرهابيون الذين يتم القبض عليهم في سيناء وكذلك الذين تنشط حركاتهم في مدن القناة.. وفرار مجموعة من السجناء فيه تحد ظاهر لرجال الشرطة وحرصها علي تأمين السجون. مسئول بمركز الإعلام الأمني بالداخلية لخص الواقعة التي حدثت في سجن المستقبل بأن عددا من نزلاء السجن قاموا باحداث حالة من الفوضي في محاولة للهروب وتمكن ستة من هذه العناصر الإجرامية من الهرب. وقال ان الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة علي الموقف وقامت بتتبع الهاربين وأصابت أحد العناصر أثناء هروبه بطلق ناري.. فأسفر الحادث عن وفاة المواطن أحمد عبدالوهاب رزق الذي تصادف وجوده بمحل الواقعة وإصابة الرائد محمد الحسيني رئيس مباحث قسم شرطة أبو صوير الذي استشهد فيما بعد وعريف شرطة محمد أبو الفتوح بطلقات نارية. ومن بين المتهمين الهاربين ثلاثة ينتمون إلي تنظيم أنصار بيت المقدس حيث تم ضبطهم اثناء قيامهم بتهريب أسلحة وذخيرة إلي سيناء عبر معدية سرابيوم.. والمتهمون هم أحمد شحاتة محمد مصطفي.. وعودة درويش علي سلام.. وصلاح سعيد سعدلافي. وياسر عيد زيد حسن.. وأحمد يونس محمد يونس وعوض الله موسي.. وبعض هؤلاء متهمون في قضايا سرقة ذهب من أحد المحلات وبعضهم في قضايا مخدرات. هل عملية هروب السجناء نتجت عن حادث خيانة من حراس السجن؟! مصدر أمني قال في تصريحات خاصة ل "البوابة نيوز" إن هناك مفاجأة من العيار الثقيل في واقعة الهروب من سجن المستقبل. قال ان التحقيقات التي تجريها النيابة العامة كشفت عن استخدام السجناء ثلاث بنادق آلية قاموا من خلالها بتهديد قوة تأمين السجن من الداخل حيث كانوا علي علم بموعد الاقتحام من الخارج.. فاستخدموا هذه البنادق في اللحظة التي بدأ بها الهجوم وسهلوا بذلك دخول العناصر الإجرامية. أكد المصدر أن التحقيقات تجري للوصول إلي الخائن من أفراد قوة السجن الذي سهل دخول الأسلحة لهؤلاء المساجين قبل واقعة الهجوم.. ونبه المصدر الأمني أنه لا يتم تفتيش الضباط والأفراد مما يؤكد أن أحدهم متورط في الواقعة. كان اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية ومعه مجموعة من قادة الأمن بالمحافظة قد زار الرائد محمد الحسيني قبل أن يستشهد في مستشفي جامعة قناة السويس.. وأكد أنه مكلف من الرئيس عبدالفتاح السيسي بمتابعة حالة الهروب والضابط المصاب لحظة بلحظة. وكالعادة في مثل هذه الحوادث فقد شهدت مدينة المستقبل التي يوجد بها السجن إجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت الدوريات الثابتة والمتحركة والكمائن علي جميع مداخل ومخارج المدينة وفرض سياج أمني بمحيط السجن. نخرج من هذه الواقعة بأن حادث الهروب كان فيه خيانة من أحد العاملين في السجن والدليل أنه تم استخدام الأسلحة في تهديد الحراس وهرب السجناء مع زملائهم المهاجمين. سجن المستقبل يعتبر من أهم السجون التي يودع فيها نسبة كبيرة من الارهابيين ويجب أن تولي الداخلية هذا السجن بحراسة شديدة وتأمينه من الداخل بعناصر مؤثرة ومراقبة دقيقة لمعرفة ما يدور فيه. ظني أن الارهابيين الثلاثة الذين ينتمون إلي تنظيم بيت المقدس قد فروا للانضمام إلي التنظيم فقد وضعوا خطة محكمة مع العناصر التي هاجمت السجن من الخارج بحيث لا يمكن العثور عليهم مهما أحاطت الشرطة السجن بالكمائن وسدوا منافذ المدينة. هؤلاء الإرهابيون يحكمون التخطيط ولا يتركون فرصة لاستهدافهم أو القبض عليهم وأدي استخدامهم للسلاح إلي استشهاد الرائد محمد الحسيني ومواطن آخر تصادف وجوده أثناء الواقعة. نحن نفاجأ بمهاجمة كمائن الشرطة في سيناء.. ولا يصح أبدا أن تكون السجون مرتعا للارهابيين فيهربون منها عند اللزوم.