بعض الناس حينما يري غيره مرعوباً منهم فأنه يفرح بذلك ويرضي بذلك غروراً عنده. لكن رسول الله حينما جاءه رجل أصابته رعدة من هيبته فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم متواضعاً: "هون عليك إني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد". وهنا يعلمنا رسول الله أن العظمة ليست باغتنام الفرص لتعميق الرهبة والرعب في قلوب الناس تكبراً وتعالياً. لكن العظمة الحقيقية في رفع معنويات الناس حتي يتمكنوا من التعبير عن همومهم في أمان ودون خوف من عقوبة أو لوم يوجه لهم. ما أحوج المتعلمين في هذه الأيام أن يتواضعوا مع من هم أقل منهم علماً. وما أحوج الأطباء أن يتواضعوا مع مرضاهم. وما أحوج الأغنياء أن يتواضعوا مع الفقراء.. ومن أجمل المواقف في رمضان ورأيناها بأعيننا عندما شاهدنا أحد الأغنياء يقوم بخدمة المساكين في موائد الإفطار. ومنها أيضاً تري من يركب سيارة فارهة وغالية الثمن يقف ويركب معه فقيراً معدماً. نأمل أن تزداد هذه الخصال من التواضع حتي تقوم بنية المجتمع. فيتواضع المسلم مع أخيه المسلم ومع أخيه المسيحي فكلنا أبناء آدم ومن طينة واحدة. الشيخ بشير المحلاوي امام وخطيب مسجد الفتح بالخلفاوي