زي النهاردة من كان سنة.. اتسطرت هنا ملحمة وقف التاريخ عندها.. وفرد لها الصفحات وكتب كتير عنها.. وبأروع الكلمات قال عبوركم ده مجد.. ويا كتر أمجادكم ياللي انتو أصل الحضارة.. والفضل لجدودكم ياما صنعتم ملاحم.. علي مر أجيالكم بس النهاردة الملحمة.. أشبه بأسطورة الدنيا وقفت تتابع أحداثها مبهورة واليوم بنسترجع مع بعض لحظاتها ونرويها للأجيال بالصوت وبالصورة زي النهاردة.. عام تلاتة وسبعين كان القرار معقود.. والخطة موضوعة تفاصيل ومدققة.. مرسومة ببراعة لو تتوصف بكلام.. تحتاج لموسوعة أدوارنا معروفة.. بس المعاد مجهول وكلنا استعداد.. والحالة مرفوعة ولما جانا الخبر.. وحددوا الموعد شكينا في الموضوع.. وقلنا دي اشاعة قالوا لا والله.. اليوم يا رجالة.. يومكم الموعود واضبطوا الساعة. *** وطارت البشري.. والفرح بيلالي بقي كل موقع يشغي.. في الواطي والعالي دي مصر نادت علينا.. يا ولادي تعالولي قلنا فداكي يا مصر.. أرواحنا ودمانا وعشان حبة ترابك يرخصلك الغالي. *** عام ..73 يوم 6 اكتوبر.. الساعة اتنين والصمت طابق علي الجبهة.. وفارد الجناحين والكل في موقعه.. جاهز ومستني والثانية ساعتها.. بتمر زي سنين وفجأة.. صاح الولاد.. طيران يارجالة ده حلم والا علم.. مين يوصف الحالة انشق قلب الصمت.. بنسور معدية زي الشهاب مارقة.. بأصوات مدوية شايلة الإرادة قنابل.. ومعمرة النية والضربة نتيجتها.. جت ميه في الميه واحنا يا ناس حالفين.. قسم بألف يمين لنجيب لمصر النصر.. ونقدمه هدية. *** والمدفعية ابتدت.. والضرب كان موزون ألفين ماسورة بتضرب.. تهز قلب الكون طلقات.. قذائف مطر.. تقولش سيل مجنون وستاير الدخان.. مالية السما ألوان والأرض تحت القدم.. ثايرة كما البركان ما هي دي انتفاضة غضب.. في القلب كان مخزون وبقت ست سنين.. بيغلي جوانا ولما جاله الفرج.. كل التعب بيهون. *** وتحت ستر المدافع.. بدأ العبور موجات موجهة ورا موجة.. محسوبة بالأوقات والله أكبر صيحة.. طالعة مدوية بتزف شق القوارب.. علي صفحة الميه سبحانه من وحدها.. ونشرها ع المسافات ولون القوارب فضي.. يبرق كحد السيف وصوت الجنود يجلجل.. مع ضربة المقاديف هيلا هوب.. هيلا سوا.. شد يا وحش ومد والعزم والإصرار.. جوه القلب بيشد الحسبة كانت صح.. كان الولاد فاهمين الله عليكي يا مصر.. لما يجد الجد وعدت الموجات.. موكب يا بلديات وعروسة في الزفة والبرمائيات.. سابحة علي الأمواج في منتهي الخفة وتلقي عربيات.. راكبة معديات لا شراع ولا دفة وولاد علي طلمبات.. خراطيمها مفتوحة لا أسنان ولا شفة والميه من عزمها.. تجرف حجر وصخور تاكل رمال ناشفة والساتر الجبار.. لأن للولاد وانهار خجلان من الكسفة وفتحنا فيه فتحات.. بفكرة مصرية وباختراع تحفة ولنشات كده محندقة.. بتزق في كباري وتلحمها في الضفة والدبابات عدت.. عارفة مرابضها وف حضنها تدفي وطيارات العدو.. لقت دفاع جوي راصدة لها الوصفة نصب لها في السما.. غابة من الصواريخ بقت السما عاصفة صدق الله قال ملحمة.. معزوفة متنغمة ومالت لنا الكفة. *** شد الرجال الخطي.. تطوي حصي ورمال وخطوا ساتر عنيد.. شاهق كما الجبال قايمين بأشرف عمل.. وعملنا ده عبادة أرواحنا علي كفنا.. جاهزين كما العادة والروح دي في المعركة.. للنصر ولادة تلقي التباب والجبل.. قدامها سجادة واحنا من المبتدا.. حالفين لآخر مدي يا نصر.. يا شهادة. *** وتبدأ القوات.. بالعزم تتقدم.. ويلعلع الميدان أدوار ومرسومة.. والكل بيأدي.. وكأننا في بيان البعض بيحاصر.. والبعض خد ساتر.. والضرب في المليان قتال بكل الصور.. حتي السلاح الابيض.. داير في كل مكان مدافعنا بتدوي.. وصواريخنا بتدمر.. وبتشغل النيران وجنودنا بتهاجم.. علي نطاق واسع.. رغم أننا ف رمضان والكل كان صايم.. والصوم لنا دافع.. للصبر والإيمان ولو تشوف النقط.. برغم جبروتها.. رق حديدها ولان سقطت مواقعها.. سكتت مدافعها.. بشجاعة الفرسان ورجالنا عزلوها.. وخلوا عساكرها.. فروا كما الجرذان قمنا طاردناهم.. وف طوق حصرناهم.. والخوف عليهم بان ولما سيطرنا.. قمنا وكبرنا.. ورفعنا فيها الأذان. *** وتكمل الأنساق.. مع غروب الشمس وتكتر القوات ونبني راس كوبري.. نملاه جنود وسلاح ونصد في الهجمات العدو بيحاول.. هجمة ورا هجمة يكتر عليه الاموات ويلف ويحاور.. وكل ما يناور احنا نقول هيهات يبعت ويستنجد.. ييجي المدد ينجد محمي بطيارات وما بين هجوم ودفاع.. تتغير الأوضاع وتنفتح ثغرات ونقوم ونتقدم.. وعدونا يسلم وتسقط الدفاعات ونسمع الراديو.. ينقل لنا الأخبار ويحكي لنتصارات ويسجل التاريخ.. ان حصون بارليف وقعت في ست ساعات *** وقبل ما نختم نحيي.. كلنا.. روح الشهيد اللي جاد بالروح وهوه.. بيصنع النصر الوليد مات وكان من قلبه يدعي.. وهو في النزع الأخير ربنا ينصر بلدنا.. ويبقي يوم النصر عيد كلنا فانيين يا بلدي.. وانتي باقية للخلود وكل عام وانتي بسلامة.. يا أغلي اسم في الوجود يا مصر.. يا مصر.