التدخل في خصوصيات الأسرة من شأنه أن يثير الأحقاد في المجتمع.. ويفتح باب الفتنة خصوصاً إذا كان يتعلق بفتاة جامعية.. فأسرار الأسر يجب الحفاظ عليها.. ولو كان فيها ما يشين بنتاً من بناتها لأغلقنا علي هذه الأسرة الباب وقلنا لها عالجي مشاكل أسرتك بالحكمة وإن الله حليم ستار. أقول هذا رداً علي اقتراح النائب إلهامي عجيبة عضو مجلس النواب الذي طالب بإطلاق حملة جديدة لتوقيع الكشف الطبي علي الطالبات داخل الجامعات بشكل دوري.. وقال: أي بنت تدخل الجامعة لازم يوقع عليها الكشف الطبي لإثبات أنها آنسة.. وكذلك ينبغي أن تقدم كل بنت مستنداً رسمياً عند تقدمها للجامعة بأنها "آنسة" وذلك من أجل القضاء علي ظاهرة انتشار الزواج العرفي في مصر. وقال عجيبة في تصريح له لصحيفة "اليوم السابع" إنه يجب أن يصدر وزير التعليم العالي قراراً بتوقيع الكشف الطبي علي الطالبات كل عام كشرط للحصول علي كارنيه الجامعة.. وأي طالبة يثبت أنها تزوجت عرفياً أو ليست آنسة يتم إبلاغ أهلها علي الفور.. متابعاً: "مش لازم أي حد يزعل من القرار ده.. ولو أنت زعلان معناه إنك خايف أن بنتك تكون متزوجة من وراك"!! وطالب البرلمان والإعلام ورؤساء الجامعات بتبني هذه الحملة. إنني أرفض اقتراح النائب عجيبة جملة وتفصيلاً.. وأي أب أو أم عندهما نخوة وخوف علي ابنتهما الجامعية يرفضان هذا الاقتراح.. لأن فيه مهانة بالطالبة الجامعية ومهانة لأسرتها.. وسوف ينتظر الأب والأم - في حالة تطبيقه - شهادة بخلو الطالبة من العيب بدلاً من انتظار شهادتها بأنها ناجحة في دراستها بالجامعة. وليتخيل معي النائب عجيبة.. كم عدد الطالبات الجامعيات علي مستوي مصر سواء في الجامعات الحكومية أو الجامعات الخاصة فضلاً عن المعاهد العليا.. إنهن بلا شك يقتربن من 200 ألف طالبة.. وعلينا أن نخصص لهن شهراً من السنة الدراسية للكشف فيه عن عذريتهن.. وتخرج كل واحدة منهن من الكشف ومعها شهادة أنها عذراء. ولا مانع أن توضع صورة من هذه الشهادة في الجامعة وصورة في البيت وصورة في الحي حتي يشعر الجميع أن هذه الطالبة عفيفة ومحافظة علي شرفها!! وإذا جاءها عريس.. فبدلاً من أن يسأل عن أسرتها وسلوك أبنائها وبناتها عليه أن يتوجه أولاً إلي الكلية ليعرف ما إذا كانت الطالبة عذراء لم يمسسها بشر من قبل أو أنها متزوجة عرفياً!!! إن الحفاظ علي الشرف في الأسرة المصرية فضيلة لا يمكن أن ينكرها أحد ولو حدث أن طالبة جامعية تزوجت عرفياً من طالب زميل لها فإن هذه حالات نادرة يمكن أن تقع في أي مجتمع ولا يقاس عليها. ثم انك يا أستاذ عجيبة إن فتحت هذا الباب واقتنع به رؤساء الجامعات أولاً سيفتح الرزق أمام أطباء إعادة غشاء البكارة.. فتذهب إليه كل فتاة أخطأت في حق نفسها وفي حق أسرتها لإعادة هذا الغشاء إليها. ظني أن اقتراحك مردود عليك.. ولن يتبناه البرلمان.. ولا الإعلام.. وسيرفضه رؤساء الجامعات.. ففيه انتهاك لشرف الطالبة الجامعية.. وفيه عدوان صارخ علي الأسرة والمجتمع. ويكفي أن يقال في الدول العربية وغير العربية: إن هذا أسبوع كشف العذرية علي الطالبات الجامعيات.. ويترقبون نتيجة الكشف.. فتكون فضيحة مدوية. يا أستاذ عجيبة.. اقتراحات أعضاء البرلمان يجب أن تكون علي مستوي الحفاظ علي الأسرة المصرية.. فهي أسرة رائدة من كل الوجوه.. سواء كانت في الريف أو الحضر.. والأشياء الشاذة تكون نادرة فيها. ولا يمكن أن نتخذها قاعدة.. فالحفاظ علي قيم الأسرة المصرية هو أهم الأمور الخاصة بالمجتمع وأولهم أعضاء البرلمان.