شيع المئات من اهالي عزبة تلبانة بمنيا القمح وكفر ا لحاج عمر بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية جثامين ابنائهم الاربعة ضحايا غرق مركب الهجرة غير الشرعية برشيد في مواكب جنائزية مهيبة ابكت الجميع ومازال الأهالي ينتظرون جثامين ثلاثة أخرين. في عزبة تلبانة عاشت اسرتا الشابين محمود رمضان جودة 18 سنة طالب بالأزهر ومحمود نصر عبدالستار 20 سنة ميكانيكي حالة من الحزن بعد مواراة التراب علي جسديهما. قال جودة ياسر رمضان شقيق محمود انه يحتسب شقيقه عند الله من الشهداء ودعا الشباب إلي عدم المغامرة بحياتهم حتي لا يلقوا حتفهم مثل شقيقه اعز الناس إلي قلبه. قال عبدالله شقيق محمود الضحية الثانية إن الفقيد كان من اكثر الشباب اخلاقا وتواضعا وكان يعمل بإحدي المدن الصناعية ويعيش حاله حزن علي شقيقه. اكد نصر عبدالفتاح والد الضحية محمود ان ابنه عاد من عمله قبل سفره باربعة ايام وابلغه انه سيسافر إلي ايطاليا من اجل المال لكنني نصحته بعدم السفر واعتقدت انه سيعمل بها وتوجهت لعملي وبعودتي انتظرت عودته لكن دون جدوي واتصلت علي هاتفه فوجدته مغلقا وفي اليوم التالي تلقيت اتصالا تليفونيا من احد الاشخاص يبلغني ان ابني في البحر وفي الطريق إلي ايطاليا فلم تتحملني قدماي وجلست باكيا علي الارض وكانني اشعر بنهايته وظللت ادعو الله له لكن حدث ما توقعته وراح ابني مني وحسبي الله ونعم الوكيل. قالت فوزية فؤاد رفاعي والدة محمود ان الحياة من بعد وفاة ضناها لن يكون لها طعم. ويقول الحاج محمود أبو نصر عم محمود ان ابن شقيقه كان يعمل "ميكانيكي" ولم نعلم علي الاطلاق سفره إلي ايطاليا ولو عرفنا لمنعناه بالقوة ولكن غامر وصديقة محمود بحياتهما علي أمل تحقيق حلمهما بالثراء مثل الذين سافروا من قبل لكن عادا جثتين لافتا إلي ان حاله والدة سيئة حزناً علي ضياع ابنه منه في غمضة عين وانه لن يسامح المتسبب في وفاته ابداً مطالبا بضبط من وراء عمليات السفر لوقف نزيف الموت والاتجار باحلام الشباب الغلابة الذين لا حول لهم ولا قوة. قال سمير الصعيدي ان القرية والقري المجاورة تشهد عمليات سفر مستمرة إلي ايطاليا والمانيا عن طريق الهجرة غير الشرعية ومطلوب ضبط سماسرة الموت لحماية شبابنا من الموت خاصة ان قري كفر العرب تمور وقرية نشوة وقهلة الجبلة بمركز بلبيس سبق وان فقدت 25 من ابنائها في رحلة الموت بعد ان اصاب الشباب هوس السفر. ونفس الحال عاشت اسرتا بدر محمد عبدالحافظ 26 سنة - حداد مسلح- ومتولي محمد أحمد 28 سنة - حداد مسلح- حالة حزن بكفر الحاج عمر بعد دفن ابنه الأورل حبيبة وزوجة الثاني عطيات التي تم دفنها بقرية الحمادين ومازالت القرية في انتظار جثامين طفلتي الأول ووالدتها وطفل الثاني. أكد عادل سليمان ان بدر وصديقة محمود اصطحبا اسرتيهما للسفر إلي ايطاليا وانهما ابلغا اقاربهما بتوجههما للتصييف ولم يعلما ان البحر سيبتلعهما حيث غرقت زوجة بدر نورا محمد السيد 23 عاما وبناتها فاطمة 5 سنوات وحبيبة 3 سنوات واية 5 شهور وان القدر انقذه من الموت اما متولي فقد فقد زوجته عطيات أحمد السيد أحمد 20 عاما وابنه الوحيد ادهم عام و 3 اشهر وانقذه القدر ايضا من الموت. يقول شريف السعدي- محام- الوضع الاقتصادي صعب واغلب المسافرين ارزقية ويعملون باليومية وانهم يغامرون بحياتهم لتحسين دخولهم وانهم يقومون بايداع مبلغ السفر وهو ما يصل إلي 50 الف جنيه امانة عند احد الاشخاص وبمجرد وصولهم يتم اعطاء المبلغ للوسيط او التوقيع علي ايصالات امانة ضمانا لعدم التلاعب ومطلوب تفعيل دور الشرطة في ضبط العصابات المتخصصة رأس الافعي وهم معروفون للجميع لحماية ابنائنا من الموت. قال محمد بنداري ان بدر لم يمض علي قدومه من أبو ظبي شهراً ومع ذلك قرر وصديقه متولي السفر مع اسرتيهما إلي ايطاليا لجمع المال لافتاً إلي ان القرية بها العديد من الشباب الذين سافروا إلي ايطاليا والمانيا وتتولد حالة غيره بين ابناء القرية وانه تم العثور علي جثتي الطفلتين فاطمة وشقيقتها ايه وسيتم دفنهما عقب انهاء الاجراءات.