أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان مصر تتطور بشكل جيد وتسير علي الطريق الصحيح.. وأنها دولة كبيرة في منطقة غير مستقرة واستقرارها عنصر حاسم للمنطقة. وإذا لم تتغلب علي قوي الشر والمشكلات الاقتصادية فإن المنطقة والعالم سيتهددان. قال الرئيس في حديث شامل لمحطة "بي بي إس" الأمريكية أذاعته الليلة الماضية إنه لا عودة للديكتاتورية أو انتهاك حقوق الانسان مؤكداً ان الرئيس في مصر لا يمكن ان يبقي في الحكم ليوم اضافي بعد انتهاء فترة ولايته. أضاف ان الهجمات الارهابية في سيناء أصبحت محدودة وتنحصر في مساحة 1% أو 2% علي أراضيها محذراً من استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية بالمنطقة. أكد السيسي أنه لا يوجد تمييز علي أساس ديني في مصر وان الجميع متساوون في الحقوق مشيراً إلي أن الهجوم علي المسيحيين كان يحدث في الماضي من جانب فصيل متطرف لكننا قمنا بإعادة بناء الكنائس مرة أخري. حول الأوضاع في ليبيا قال إننا نقدم الأمن لليبيين والمسألة تحتاج إلي موارد ومعدات. تعهد الرئيس بحل مشكلة العملة خلال ثلاثة شهور وأوضح ان قرض صندوق النقد الذي وقعت عليه مصر مؤخراً يعطي مصداقية للمسار الاقتصادي. قال الرئيس: إننا في مصر لا نصف الناس علي أساس إيمانهم الديني وكلنا متساوون ولا يوجد أي تمييز مضيفاً ان المصريين كلهم لديهم نفس الحقوق والمسئوليات وأحد حقوقهم هو ألا يتم تحديد هويتهم علي أساس الاعتقاد الديني. أضاف: أنه مؤخراً تم تمرير قانون من قبل البرلمان لتنظيم بناء دور العبادة لكل الأديان في مصر موضحاً ان المتطرفين دمروا الكنائس عقب 30 يونيو 2013 ولكن كل الكنائس التي تضررت تم إعادة تجديدها لافتاً إلي أننا نحتاج إلي أن نصل لمستوي معين من الوعي داخل المجتمع لكي نغرس مفهوم المساواة وعدم التمييز بين الناس بسبب خلفياتهم الدينية وهو أمر مهم سيستغرق وقتاً وهي عملية قيد التحقق الآن وسوف تصبح أكثر نضجاً داخل مصر وسوف تنتشر إلي الدول الأخري باحترام الآخر وعدم التمييز بسبب العرق أو الدين. تابع السيسي أن الشعب المصري في 25 يناير 2011 رغب في التغيير وفي 30 يونيو 2013 صحح إرادته ولاسيما ان هناك دستوراً ودولة بها مؤسسات ورئيس مصري لا يمكن ان يبقي في الحكم ليوم اضافي بعد مدة ولايته ورئاسته للبلاد. أوضح الرئيس أن المصريين لديهم آمال كبيرة وهو أيضاً لديه الكثير من الآمال مضيفاً أتمني ان تعيد مصر موضعها ومكانتها الملائمة لأنها دولة كبيرة في منطقة غير مستقرة وأن تتمتع بكل الحرية والرخاء والتنمية. قال: إن هناك سياقاً دينياً معيناً يتم صياغته لاستخدامه من أجل تجنيد التابعين له لكي يحققونه علي أرض الواقع وهذا يتم عبر الاغتيالات والقتل والدمار في نهاية المطاف هناك دول دمرت وبعد ذلك سوف يكون هذا السلاح الافتراضي منتشراً وسينتشر وسوف يحتضن البعض هذه الأفكار والإيدلوجية وتلك مشكلة نواجهها في منطقتنا وفي أفغانستان وسوريا وليبيا ونيجيريا والصومال. بشأن تنظيم عمل منظمات المجتمع المدني قال الرئيس: إننا نتناول أي موضوع داخل مصر في الإطار القانوني ولو كنا نرغب في إعلاء سيادة القانون يجب ان ننتصر للإطار القانوني ونوضح الوضع داخل مصر فنحن لدينا برلمان ينظم عمل منظمات المجتمع المدني بطريقة محترمة ولسنا ضد منظمات المجتمع المدني ولسنا ضد دورها ولدينا آلاف من المنظمات تعمل داخل مصر تقدم الخدمات الجليلة للمجتمع ولكننا نحتاج إلي تنظيم العمل بطريقة جيدة. أضاف السيسي لقد توليت منصب رئيس الجمهورية منذ عامين ومصر كانت في وضعية عدم استقرار ونحن ملتزمون بحقوق الإنسان داخل مصر. وتابع: عندما كنت في آخر اجتماع مع وزير الخارجية جون كيري أعطيته قوائم الأشخاص الذين تم الإفراج عنهم سواء كان إفراجاً جنائياً أو سياسياً. قال الرئيس إن الإرهاب أخطر تهديد نواجهه ليس في مصر فقط لكن في المنطقة والعالم بأسره. مشيراً إلي أنه في الماضي طالب بوضع استراتيجية دولية شاملة لمواجهة الإرهاب. بها الكثير من المكونات والعناصر بما فيها الأمن والاقتصاد والثقافة والعلوم وتجديد الخطاب الديني. بحيث نستطيع أن نقف بصمود أمام الإرهاب في سيناء. وأضاف أن الوضع في سيناء تحسن بشكل كبير مقارنة بما كان عليه في الماضي. مؤكداً أن الهجمات الإرهابية محدودة جداً تصل من 1% إلي 2% من اجمالي منطقة سيناء. قال الرئيس إن مصر أقدم دولة في المنطقة. وتعرف جيداً دينها الإسلام الحقيقي الذي يعلي القيم والمباديء التي تدعو إلي التسامح والاعتدال. الذي يمنع الناس من القتل وترويع الآخرين. وأضاف أن أيديولوجية التطرف بأكملها ليست مقتصرة علي مجموعة إرهابية بعينها. ولكن الأيديولوجية التي يجب أن نواجهها هي شيء يجب أن نعرفه. لافتاً إلي أن هناك بعض الظروف الموجودة في منطقة الشرق الأوسط لها تأثير علي كيفية تعامل الدول الغربية مع المنطقة. وما أعنيه هو أننا كلنا يجب أن نظل متعاونين لنواجه هذه الظاهرة الخطيرة. وأوضح السيسي أنه يجب تخصيص كل الموارد المطلوبة لمكافحة الإرهاب بشكل فعال. مؤكداً أن مصر هي العنصر الحاسم لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وإذا لم تستطع تخطي مشكلاتها الاقتصادية وإذا لم تتمكن وتتغلب علي ضغوط قوي الشر لتحقيق عدم الاستقرار في هذا البلد. فإن هذا سيمثل تهديداً حقيقيا علي المنطقة والعالم. قال الرئيس إن قرض صندوق النقد الدولي سيعطي مصداقية أكبر للمسار الاقتصادي. وأضاف أن مصر تتطور بصورة ملائمة رغم التحديات التي تواجهها. مشيراً إلي التزام الدولة بسيادة القانون ومعالجة أي انتهاكات ان وجدت وفقاً للقانون.