* يسأل محمد أحمد عادل: ما هو الابتلاء في الدين والدنيا؟ ** يجيب الشيخ أسامة عبدالله من علماء الأوقاف: الابتلاء في الدين معناه الاختبار والامتحان فيه بما يتعرض له العبد في هذه الحياة من الفتن بالخير والشر لصده عن دينه. فمن سنن الله سبحانه وتعالي أن يبتلي عباده ليتبين المؤمن الصادق من المنافق الكاذب. كما قال الله تعالي: "الم ہ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ہ ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" "العنكبوت". وقد تكون الفتن من الشيطان والدنيا والهوي والنفس والأصدقاء وأعداء الإسلام لتحذر منهم حتي الأبناء. ومن الامتحانات قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وليست البلايا والمصائب تأتي من طاعة الله ورسوله. كما يظن بعض الجهال. فإن هذه جزاء أصحابها خير الدنيا والآخرة. ولكن قد تصيب المؤمنين بالله ورسوله مصائب بسبب ذنوبهم لا بما أطاعوا فيه الله ورسوله. كما لحقهم يوم أحد بسبب ذنوبهم لا بسبب طاعتهم الله ورسوله صلي الله عليه وسلم وكذلك ما ابتلوا به من السراء والضراء والزلزال. ليس هو بسبب إيمانهم وطاعتهم. لكن امتحنوا به ليتخلصوا مما فيهم من الشر. والله يمحص المؤمنين بما يكفر عنهم من ذنوبهم إن كانت لهم ذنوب. وإلا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به. فهو تنقية لهم من الذنوب وآفات النفوس. كما أنه تخليص لهم من المنافقين. وتمييزهم عنهم. فيحصل لهم تمحيصان: تمحيص من نفوسهم وتمحيص ممن كان يظهر أنه من المسلمين. كما قال النبي صلي الله عليه وسلم :- "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له". فهذا الخير العظيم ليس إلا للمؤمن. لأنه هو الذي يشكر..ويصبر فبذلك تكفر سيئاته كما بين ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة منها: ماروته عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتي الشوكة يشاكها" وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ما يصيب المسلم من نصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه". وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن أبيه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاءً؟ قال: "الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس يبتلي الرجل علي حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ومايزال البلاء بالعبد حتي يمشي علي ظهر الأرض ليس عليه خطيئة". فهذه الأحاديث وغيرها تدل علي أن المصائب والفتن التي تصيب المؤمن أنها من الله. حيث لا يقع في الكون كائن بغير مشيئته الحكمية. إن هذا الابتلاء الذي يتعرض له المسلم في حياته بما فيه من مشقة وشدة وعسر ومعاناة. إلا أن فيه منحًا إلهية وجوائز ربانية جعلها الله لعباده المؤمنين وللمجتمع والأمة المسلمة. فمن ذلك تكفير الذنوب والخطايا ورفع الدرجات وتطهير النفوس وتزكيتها. وربطها بخالقها والتمكين والنصر والتمييز والتمحيص بين العباد ومعرفة أهل الصدق والصبر والإيمان. وكشف وفضح أهل الخيانة والكذب والنفاق.