شهد العالم هذا العام حدثين رياضيين كبيرين تابعهما سكان الكرة الأرضية وأقيما في بلد واحد هو البرازيل ومدينة واحدة هي ريودي جانيرو وقد شاركت مصر في الحدثين وارتفع علمنا أكثر من مرة علي منصات التتويج. غير ان مصر تنفرد عن العالم بتنظيم أولمبياد ثالث في عام واحد ويقام كل سنة وهذا العام هو التاسع والأربعون وفي العام القادم تحتفل باليوبيل الذهبي لهذا الأولمبياد السنوي الذي يشد انتباه الوسط الرياضي بما يضم من ألعاب ومسابقات تصل إلي 104 مسابقات ولا تقتصر علي الرياضة وحدها وإنما ينافسها سباقات أخري ثقافية وفنية وفنون شعبية ومسرح وجوالة يشارك فيه 15 ألف رياضي يمثلون 204 شركات صغيرة من بين أكثر من ثلاث مئة شركة خاضت التصفيات لتصل للمرحلة النهائية في جميع الألعاب الرياضية المتنوعة بين جماعية وفردية. وتنطلق بأيام قليلة وبالتحديد يوم 18 سبتمبر الحالي الشعلة لمهرجان هذا العام الذي أطلق عليها شعلة الشهيد من النصب التذكاري بالقرب من استاد القاهرة وتطوف المحافظات المختلفة ليكون حفل الافتتاح في اليوم التالي 19 سبتمبر باستاد النادي المصري ببورسعيد كما يحدث كل عام. وما يميز أولمبياد الشركات هذا العام ان الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية قد وافق علي إقامة مهرجان هذا العام تحت رعايته ويقوم بافتتاحه المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب ومحافظ بورسعيد والدكتور حسني غندر دينامو الشركات من بدايته ورئيس اتحاده الحالي وقادة الرياضة والفنون والثقافة لتنطلق بعده أحداث الأولمبياد سعياً للحصول علي الدرع العامة التي فازت بها فرق الشرقية للدخان في آخر مرة العام الماضي والسكر كان الوصيف. تلك كانت بعض بنود أولمبياد الشركات السنوي الرياضي الفني الثقافي والذي بدأ مع انطلاق الحياة السياسية الجديدة في مصر والتي محت الفوارق بين كل المصريين وحققت حياة الحرية والديمقراطية والتكافل الاجتماعي ليكون أولمبياد الشركات هو النبع الأول لظهور وإخراج الأبطال الذين مثلوا مصر في الأحداث العالمية وحققوا الانتصارات في الرياضات المختلفة وفجرت مئات المواهب لأبناء الشعب من أبناء الشركات والتي تخطت الحدود إلي العالم الخارجي. ومما يزيد أولمبياد الشركات اهتماماً رغم أنه ربما يكون مهرجاناً محلياً أنه يعد الفريد في العالم الذي يقام علي هذا النهج بمشاركة أكثر من 30 مسابقة رياضية جماعية وفردية في وقت واحد وهو ما يميز مصر في تنظيم مثل هذا الأولمبياد وفي توقيت محدد لم يتخلف طوال 49 عاماً كما أنه لم يكن حكراً علي مشارك من أي شركة أو مؤسسة إنتاجية في مصر فكم فائز بدرعه شركات وطنية كبيرة مثل مصر للطيران والمحلة والمقاولون وآخرون من شركات مصر الوطنية الكبري. من هنا عندما نقول إن مهرجان الشركات هو أولمبياد رياضي فني ثقافي مصغر فإن ذلك هو الواجب ولأنه حقه حيث لا يختلف عن الدورات الأولمبية العالمية ان يقام محلياً داخل مصر من أبناء البلد وينظمه اتحادات عمل مسئولوه علي ترسيخ كل المبادئ التي فجرتها الحياة السياسية في مصر والتي بدأت مع كبري الثورات المصرية ثورة يوليو المجيدة لم تعطله أي أحداث شهدتها مصر إلا مرات قليلة جداً.. ليبقي أولمبياد الشركات المصري هو تحقيق المعاني الكبيرة التي خرجت من ثورة يوليو 52 ومازالت وسوف تستمر بفضل ثورة الكرامة في 30 يونيو 2013 والذي تسير بنفس المنطق والمبادئ تحت شعار تحيا مصر.. تحيا مصر.