شهور قليلة قضاها المهندس إسماعيل أبوالعز في منصبه رئيساً للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية قبل الاطاحة به صباح يوم الاثنين الماضي في مفاجأة من العيار الثقيل خاصة وان الرجل قبل صدور قرار الاقالة كان يعقد اجتماعاً مع عدد من المسئولين بالشركة القابضة يتناول خلاله أهم التحديات التي تواجه المطارات وكيفية التعامل معها والخطط الاستراتيجية خلال السنوات القادمة والتي تستلزم العمل الدءوب من أجل تحقيقها ووضع المطارات والملاحة الجوية في مصاف الدول العالمية. بداية ندرك ان المناصب لا تدوم لأحد ودوام الحال من المحال وهذه سنة الحياة قيادات تأتي وترحل دون أن تكون لها بصمات وقيادات تأتي وتغادر منصبها تاركة وراءها إنجازات ونجاحات يشار لها بالبنان ولكن الحقيقة التي لا ينكرها أحد ويتفق عليها الجميع ان المناصب زائلة مهما طال الوقت وعلي كل مسئول أن يعي ذلك ويدرك ان كشف الحساب قادم سواء كان إيجابياً أو سلبياً. أبوالعز أحد المسئولين بالطيران المدني واجه شائعات من هنا وهناك وترددت بعض الأقاويل قد تكون صائبة وقد تكون زائفة لكن يذكر له أنه أعلن حملته لمحاربة الفساد في القابضة والشركات التابعة لها وقام بارسال تقرير لجنة محاربة الفساد الي الجهات المختصة بعد ظهور مخالفات يعاقب عليها القانون. يذكر له أيضاً انه حقق أرباحاً في وقت صعب وهذا مثبت بالأوراق والمحاضر الرسمية في اجتماعات الجمعية العمومية إضافة الي كشف العديد من المخالفات التي تم إحالة بعضها الي النيابة العامة وأيضاً قيامه في 7 فبراير الماضي بالتعاقد مع شركتين روسيتين لتوريد 21 محطة رادارية وأجهزة تحكم لتغطية سماء مصر بالكامل في خطوة غير مسبوقة في طريق الملاحة الجوية وبتنفيذ هذا المشروع يصبح مجالنا الجوي آمناً وجاذباً للحركة الجوية.. هذه حقائق مؤكدة لا ينكرها أحد ولكن هل ما قام به أبوالعز من ايجابيات يشفع له للاستمرار في منصبه؟ أم أن هناك إخفاقات وسلبيات أدت الي الإعفاء من منصبه وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة؟! وهل كان أبوالعز ضحية لأصحاب المصالح الذاتية؟ أم أنه بيده لا بيد أحد غيره تسبب في رحيله من منصبه بأخطاء ارتكبها ولا تتماشي مع أهمية المرحلة الحالية؟ دعونا نرصد ونترقب الأسباب المنطقية التي تسببت في الاطاحة به. علي العموم القرار أصدره شريف فتحي وزير الطيران المدني وهو صاحب حق أصيل فيما يراه من قرارات يصدرها لأنه المسئول الأول عن الطيران المدني وبين يديه المبررات التي أدت الي استبعاد أبوالعز وخاصة أنه لم يلتق أبوالعز سواء قبل أو بعد القرار مما يحمل أكثر من علامة استفهام إضافة الي أن أبوالعز تلقي قرار استبعاده من المهندس عزت شومان أمين عام وزارة الطيران المدني بعدانتهاء جولة الوزير بالصالة الموسمية لتفقد رحلات الحج والاجتماع الذي عقده في شركة الميناء ويبقي السؤال مطروحاً هل أبوالعز ظالم أم مظلوم؟