تطلق إيران بين الحين والآخر دعوة لتدويل الحج وقد شن المرشد الأعلي علي خامنئي هجوما شرسا علي السعودية يتهمها بالتقصير في إدارتها للحج وذلك في بيان أصدره قبل شعائر الحج هذا العام. استنكر علماء الدين هذه الدعوة وأكدوا أنها باطلة الهدف منها سياسي قبل أن يكون دينيا وبث الفرقة بين صفوف المسلمين .. كما أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أنها ترفض بشكل قاطع تدويل إدارة الحرمين الشريفين في الأراضي المقدسة مشيرة إلي أن هذه الدعوة باب من أبواب الفتنة يجب إغلاقه. دعت الهيئة إلي إبعاد أمور العبادات الشرعية عن الخلافات الطائفية والسياسية لأن تسييس الشعائر الدينية لن يجلب الخير لأمتنا. يري د. أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الإسلام غرس في أتباعه النظام وعلمهم رسوله الكريم كيفية أداء مناسك الجج ونهاهم عن التزاحم واعتبر ذلك مما يفسد علي المسلم حجه ولو التزم كل حاج بما أمره الله به لمر هذا الموسم الإيماني العظيم في سلام ويسر .. أما ما نشاهده من تدافع وزحام منهي عنهما قد منح البعض الفرصة للاصطياد في الماء العكر والمطالبة بتدويل الشعيرة المقدسة رغم أن القائمين علي الأمر في بلد الحرمين الشريفين لم يقصروا وبذلوا الجهود المضنية لترتيب الرحلة كما ينبغي .. كذلك عمدوا إلي توسعة مواضع النسك حتي يتيسر علي الحجاح أداء فريضتهم دون زحام وبالتالي فإن هذه الدعوة مرفوضة جملة وتفصيلا لأن "أهل مكة أدري بشعابها فكيف لمن يكون خارج المملكة أن ينظم ويرتب ما يفعله أهل المملكة ؟. أكد أن هذه الدعوات هدفها استعماري وليس القصد منها خدمة الحجاج وبدلا من إطلاق العنان لهذه الفتن يجب علي أمثال هؤلاء نشر ثقافة الأدب في التعامل مع الآخر بين شعوبهم عند أداء مناسك الفريضة وتبصير حجاجهم بضرورة الالتزام بما أمر الله به من إفساح المجال بين الإخوة وعدم التزاحم والتدافع حتي تتقبل منهم الفريضة .. وبدلا من مهاجمة السعوديين علينا جميعا أن نشكرهم علي ما يقدمونه من خدمات جليلة لراحة ضيوف الرحمن. دعوة طائفية يؤكد د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر ان هذه الدعوة طائفية يشتم فيها رائحة الفرقة والتشرذم فالله خص بني إسماعيل ومن جاورهم بحفظ بيته والقيام علي شئونه حتي وصل الأمر إلي آل سعود فلو حدث هذا التدويل لا قدر الله لصارت هذه الأماكن ألعوبة للأهواء السياسية والمذاهب الدينية والأهواء الشخصية خاصة وأن أولي الأمر في المملكة العربية السعودية المحفوظة بأمر الله لم يقصروا في شيء قط فهناك الأمن والأمان وراحة البال والمعيشة الهنية والاستقبال الطيب لضيوف الرحمن وهم لم يفرقوا بين أسمر ولا أبيض ولا عربي ولا فارسي وإنما يرحبون بالجميع وجعلوا مقومات وإمكانيات الدولة في خدمة ضيوف الرحمن فماذا بعد الأمن والأمان والعيشة الهنية ألم يقل ربنا "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" وهل تستطيع أي دولة في العالم أن تقوم بما تقوم به المملكة من حيث استقبال وتوفير السكن والسهر علي راحة ضيوف الرحمن حتي يؤدوا شعائرهم مطمئنين غير خائفين فمن ينازعهم في هذا الأمر ويدعو إلي هذه الدعوة فإنما في قلبه مرض. ولقد تعهد الله بحفظ هذا المكان ولذا يختار من يقوم علي حفظه ونشر الأمان فيه وهذا ما تقوم به السعودية. مخالفة إجماع الأمة الشيخ صبري عبادة مستشار وزارة الأوقاف يقول إن دعوة إيران علي مر الزمان منذ نشأة المذهب الاثنا عشرية الذي تعتنقه دولة إيران والمتشددون من الشيعة في إظهار العداء لأهل السنة والجماعة ومخالفة إجماع الأمة الهدف منه مآرب سياسية وليست دينية ومن أكبر المؤسسات التي يستغلها المذهب الشيعي متمثلا في دولة إيران هو الحج باعتباره الموسم العالمي الذي يجمع أطياف المسلمين من شتي بقاع الأرض .. نوجه إلي هؤلاء القائمين علي هذه الدعوات أن الدين الذي نؤمن به جميعا قام علي الوحدة لا علي الفرقة تناسي فيه المسلمون الأوائل تعاندهم العظيم عنصرية النسب والأرض والمال والمذهبية ودعاهم إلي وحدة واحدة تجمعهم جميعا "إنما المؤمنون إخوة" فيا ليتنا تنذكر ذلك جيدا أن ما حصدته الأمة والشعوب من الاختلاف والفرقة والانتصار للرأي أقل بكثير مما كسبه المسلمون في الوحدة والوقوف علي المصلحة العامة للأمة وأننا ليتنا نسير حسب القواعد الفقهية والأصولية التي تركها لنا السابقون أن دفع المفسدة مقدم علي جلب المصلحة فإذا كانت دعوة الشيعة وإيران نصرة لمذهب سياسي أو معتقد فكري لابد وأن يقع في عقل أو فكرهم أن العالم يتطلع لنا بعين أننا أمة الاختلاف وإراقة الدماء حتي في مناسبات العبادة والتقرب إلي الله.