في الجزء الثالث والأخير من حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء الصحف القومية. تحدث الرئيس في قضايا متنوعة تخص الشأن السياسي الداخلي وقضايا إعادة تنظيم مؤسسات الدولة ومواجهة الفساد وضعف الأداء في بعض الأجهزة التنفيذية. وغياب الانضباط المجتمعي وصولاً إلي قضايا تجديد الخطاب الديني. والحوادث الطائفية الأخيرة. وقضايا الحريات وحقوق الإنسان. ورأيه في حالة الإعلام المصري. وأداء الحكومة. والميداليات المصرية الثلاث في الأولمبياد. وعاد الرئيس السيسي بالوراء لأكثر من ثلاثة أعوام. وتحدث عن أجواء الثالث من يوليو ووقوف الجماعة الوطنية صفًا واحدًا في مواجهة الجماعة الإرهابية. حيث أكد أن القرار المصري كان مستقلاً تمامًا وأنه لم يستأذن أحدًا في هذا البيان ولم يخطر أحدًا قبل إعلانه وقال إن الدافع وراء القرار كان المصلحة الوطنية وحدها. شدد السيسي علي أن الدولة المصرية تواجه فصيلا ينشر الأكاذيب والشائعات ويحمل أفراده السلاح ضد المصريين.. مشيراً إلي أن المعركة مع هذا الفصيل الإجرامي في فصلها الأخير. كشف الرئيس عن إطلاق برنامج جديد هذا العام لتأهيل الكوادر للمواقع القيادية العليا في الدولة خاصة المحافظين والوزراء. تطرق الرئيس إلي دعم التجربة السياسية والأحزاب وقال إن التجربة يجب أن تأخذ فرصتها وهناك ثقة في أننا قادرون علي بناء سياسي فاعل. انتخابات المحليات وضرب الرئيس مثالاً برؤيته لانتخابات المحليات المقبلة فقال إنه حريص علي أن تخرج خطوة مهمة علي طريق النضج السياسي. حول تحديث الخطاب الديني. قال السيسي إن ما يقصده هو "تصويب فهم الدين" وحماية الناس من الاتجاه إلي التطرف. مضيفًا أن هناك محاولات ¢جاهلة¢ تسيء لجهود إصلاح الخطاب الديني بغرض إذكاء الانقسام الطائفي والمذهبي. حقوق الإنسان جدد السيسي تمسكه بالحفاظ علي حقوق الإنسان وتطوير هذه الحقوق بما لا يؤثر علي الاستقرار الأمني.. قائلاً إن حقوق الإنسان تشمل الحق في الحياة. والحق في المأوي. والحق في الأمن. وغيرها من الحقوق. أضاف الرئيس أن هناك أكثر من 300 شاب سيصدر قرار بالعفو عنهم خلال أيام ويشمل شبابًا شاركوا في تظاهرات. تحدث الرئيس مجددًا عن رأيه في قضية الفساد. وقال إن الفساد ليس "رشوة" وإنما يشمل أيضًا الجشع وإهدار الموارد والسلبية والإهمال وسوء التخطيط وسوء التنفيذ. العنف الطائفي وعن جرائم العنف الطائفي الأخيرة قال الرئيس إن هناك حاجة إلي جهد مجتمعي من جانب مؤسسات الدولة واستيعاب مكونات النسيج المصري مشيرًا إلي ضرورة التناول الواعي للقضية في وسائل الإعلام. عن رأيه في أداء وسائل الإعلام المصرية. قال السيسي إن هناك من يتكلمون في موضوعات دون تدقيق للمعلومات وآخرون يتحدثون في قضايا تمس أمن البلاد علي غير أساس ودون دراسة أو خبرة. وقال إن الإعلام في حاجة إلي أن يكون علي مستوي المسئولية الوطنية. مشيرًا إلي أن ما ينشر في مصر يتم استخدامه وتوظيفه في الخارج ضد البلاد. وفيما يلي نص الحوار: * سيادة الرئيس.. تحدثت في بداية هذا الحوار عن استقلال القرار الوطني.. هل هذا الكلام ينطبق أيضًا علي بيان الثالث من يوليو عام 2013. الذي أعلنته باسم الجماعة الوطنية؟ ** الرئيس: قسمًا بجلال الله لم نستأذن أحدًا في هذا البيان. ولم نخطر أحدًا قبل إعلانه. ولم ننسق مع أحد في القرارات التي تضمنها. أضاف أن مبادئ الشرف والعزة والكرامة للمقاتل المصري هي حالة مصرية. وشرف المقاتل هو كبرياؤه الوطني. ويأبي عليه أن يخون وأن يتآمر. لافتا إلي أن شرف المقاتل أنه لا يتآمر ضد الرئيس ولم يرتب لعزله. وإنما حين اتخذ القرار كان دافعه هو المصلحة الوطنية وحدها. مضيفًا: "لقد ظللت أقول للرئيس الأسبق حتي عصر يوم 3 يوليو عن طريق 3 مبعوثين أن يقبل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتحقيق مطالب الشعب. لكنه لم يستجب". * المعركة مع أهل الشر كما تسميهم. أو جماعة الإخوان الإرهابية كما نسميها إلي أين وصلت فصولها؟ ** الرئيس: نحن في مواجهة فصيل ينشر الأكاذيب والشائعات سواء من خلال اختلاطهم بمواطنين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك أناس مدججون بالسلاح يعملون ضد المصريين. وحينما أحسوا بأن الأمر خرج عن سيطرتهم وأن الغلبة ستكون للشعب وللدولة. فإن حجم المواجهة والتشبث بالقتال قائم لديهم. لكن هذه المعركة هي في فصلها الأخير. أنا متفائل رغم كل الصعاب. وهناك إيجابيات كثيرة لثورة 25 يناير ونعمل علي تلافي السلبيات. * تحدثتم أكثر من مرة عن إصلاح الخطاب الديني.. ما هو تأثير الخطاب الديني الحالي علي المجتمع وتماسكه؟ ** الرئيس: أنا أتحدث عن تصويب فهمنا للدين. فهناك تنوع في فهم المسائل الفقهية. وليس هناك رأي واحد يفرض علي الناس. وعلينا ألا ندع الناس تتجه إلي التطرف. وهناك محاولات جاهلة للإساءة لجهود إصلاح الخطاب الديني. بغرض إذكاء الانقسام الطائفي والمذهبي. * هل الأحزاب والقوي السياسية في وضع يتيح لها المشاركة الفعالة في الحياة الديمقراطية.. وكيف تري المدي الزمني المطلوب لتبلغ التجربة المصرية حالة النضج السياسي؟ ** الرئيس: نحن ندعم القوي السياسية والأحزاب لدفع التجربة المصرية قدمًا. وعلينا أن نعطي الفرصة لتأخذ التجربة مداها وألا نتعجل وأن نتجنب حالة الامتناع وعدم الثقة في بنيان سياسي فاعل. ونحن نحرص علي أن تكون انتخابات المحليات المقبلة خطوة مهمة علي طريق النضج السياسي. وأحد أهداف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب هو تشجيع المشاركة السياسية. مشيرًا إلي أن هناك تفاعلا في الحياة السياسية المصرية. ونحن ندفع في هذا الاتجاه لتحقيق التطور السياسي المنشود. أضاف: بالمناسبة. نحن نعد الآن لوضع برنامج رفيع المستوي لتأهيل الكوادر القيادية القادرة علي تولي المواقع الإدارية والتنفيذية العليا لمناصب المحافظين والوزراء. وسوف نطلق البرنامج هذا العام فور الانتهاء منه وسيلتحق به من تنطبق عليه الشروط من المتقدمين. * نأتي لقضية حقوق الإنسان وحريات الرأي والتعبير.. هناك من يري أن التحديات الأمنية تتغول علي هذه الحقوق والحريات؟ ** الرئيس: كإنسان. أتمسك بالحفاظ علي حقوق الإنسان واحترامها. وعلينا أن ندرك أن حقوق الإنسان يأتي علي رأسها الحق في الحياة والحق في المأوي والحق في الأمن وغيرها من الحقوق مثل العمل والمأكل والمشرب والعلاج. وعلينا أن ننظر حولنا لنعرف قيمة الأمان في بلادنا.. ونحن نسعي لحل الإشكالية بين الاعتبارات الأمنية وحقوق الإنسان. ونطور هذه الحقوق بما لا يؤثر علي الاستقرار الأمْني. وبشكل قاطع أقول إنه لا يوجد معتقلون في مصر. وإنما محبوسون علي ذمة قضايا. ولا يتم القبض إلا علي من يقوم بعمل حاد عنيف ضد الدولة. كالإرهاب أو التخطيط لتفجيرات. نحن أحرص علي حقوق الإنسان والحريات في بلادنا ممن يتحدثون عنها خارجها. لكن لابد أن ندرك أن حجم المخاطر من سقوط المؤسسات الأمنية أكبر من تجاوزات قد تحدث في ظل وجود فصيل يحارب الدولة والشعب. قال: من جانب آخر.. نحن نسعي لتحديث وتطوير جهاز الشرطة واجتياز التحديات المالية والتنظيمية علي طريق تحقيق هذا الهدف الذي سيستغرق بعض الوقت. * أعلنت سيادتك أخيرًا الإعداد للإفراج عن دفعة رابعة من المحبوسين.. ماذا تم في هذا الأمر؟ ** الرئيس: القوائم تضم أكثر من 300 شاب من أبنائنا. منهم أصحاب حالات صحية وإنسانية وأشقاء وشباب شاركوا في تظاهرات. ومنهم تخصصات مختلفة. ومنهم صحفيون. وسوف يصدر قرار بالعفو والإفراج عنهم خلال أيام. وهنا أود أن أؤكد أنه عند تجهيز هذه القوائم اعتمدنا بشكل أساسي علي معايير حقوق الإنسان بمفهومها الشامل. * شاهدنا صورتك مع ثلاثي أبطال الأوليمبياد المصريين الذين فازوا بالميداليات البرونزية. في أثناء لقائك مجموعات من شباب مصر في يناير الماضي بدار الأوبرا عند إطلاق عام الشباب. هل جاء هذا الاختيار بطريق الصدفة؟ ** الرئيس: الاختيار لمن كانوا معي يومها علي المنصة تم بعناية. وأنا سعيد بإنجازات هؤلاء الرياضيين. وسوف التقي البعثة المصرية قريبا ومنهم الفائزون بالميداليات. وبصفة عامة أنا سعيد بشباب مصر. وسوف ألتقيهم في حوار مفتوح في المؤتمر العام للشباب الذي نعد له ليعقد بشرم الشيخ في نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر المقبل. * المرأة المصرية تحتل مساحة كبيرة في اهتمامكم.. نسمع أن هناك أخبارا سارة لها؟ ** الرئيس: بصراحة نحن نجهز للمرأة المصرية ما يليق بها. وعلينا أن نتذكر أن هدف بقاء الدولة المصرية وتثبيت دعائم الدولة لم يغب عنها قط وربما غاب عن مثقفين ونخب. هذا لأنها رأت ما الذي حدث لأطفال في دول من حولنا. ولم تنس ما رأته.. ودعونا ننتظر ما سنقوم به في هذا الشأن. * سيادة الرئيس.. طالعنا مشروع قرار عرض علي الحكومة لإنشاء وكالة فضاء مصرية.. متي يتم تدشين الوكالة؟ ** الرئيس: هذا الملف تأخرنا فيه كثيرا.. وحان الوقت لإنجازه. ولابد من كيان ينظم هذه المسألة. وهذا القرار هو خطوة أولي علي طريق هذا الصرح الكبير. * تحدثت سيادتك عن الحاجة إلي أفكار خلاقة غير تقليدية لحل المشكلات الجماهيرية.. هل هناك أمثلة لهذه الأفكار تم الأخذ بها؟ ** الرئيس: نعم في قطاع الصحة. فقد استطعنا إلي حد كبير حل مسألة بفكرة بسيطة.. بدأتها في القوات المسلحة حينما كنت قائدًا عامًا. فقد عرض علي ضابط فكرة شراء المعدات الطبية اللازمة للقوات المسلحة بصورة مجمعة. وعندما نفذناها أمكن توفير ما بين 40% و50% من نفقات الشراء المعتادة. وحين توليت الرئاسة. استدعيت الضابط وطلبت منه أن يتم شراء المعدات الطبية اللازمة لمستشفيات الدولة بنفس الصورة ومعها المستلزمات الطبية. ما أدي إلي توفير 10 مليارات جنيه. فعلي سبيل المثال. كانت المستشفيات تشتري الدعامة لجراحات القلب بعشرة آلاف جنيه. وأصبحت قيمتها بأسلوب الشراء المجمع 100 دولار أي أقل من ألف جنيه. وكانت قوقعة الأذن ب 320 ألف جنيه. وأصبح ثمنها 70 ألف جنيه رغم تغير سعر الدولار. وعممنا الفكرة علي الدواء ومنها أدوية الأورام. ومن ثم أصبح لدينا أساس علمي للشراء. * هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق في قطاعات أخري؟ ** الرئيس: بالطبع يمكن تطبيقها في قطاعات أخري وندرس ذلك. * نأتي لقضية الفساد.. هل تراه منتشرًا متجذرًا في مصر. أم أنه ظاهرة عارضة تحتاج إلي أفكار تصفها كثيرًا بأنها مبدعة؟ ** الرئيس: الفساد ليس مجرد الرشوة. إنما هو أيضا الأداء المتواضع. الفساد ليس مجرد أخذ "قرشين". إنما هو الجشع وإهدار الموارد. والتقاعس والسلبية والإهمال. وعدم القدرة علي تحمل المسئولية والعمل.. سوء التخطيط فساد.. سوء التقدير فساد.. سوء التنفيذ فساد. * هناك أيضًا مشكلة الانضباط المجتمعي.. لماذا يبدو في بعض الأحيان وجود تهاون في تطبيق القانون؟ ** الرئيس: القانون في رأيي هو استعداد المواطن لتنفيذه واحترامه والملاحظ أن هذا الاستعداد تراجع لدي البعض خلال السنوات الماضية.. فهناك إيجابيات كثيرة لثورة 25 يناير غير أن لها أيضًا سلبيات لابد من العمل علي تلافيها مثل ظاهرة التعديات علي أراضي الدولة والأراضي الزراعية وهي ظاهرة ستؤثر علي شكل مصر لمائة عام. * كيف تري أسباب بعض الحوادث الطائفية التي جرت في الفترة الأخيرة؟ وكيفية معالجتها؟ ** الرئيس: نحن بحاجة إلي جهد مجتمعي من جانب مؤسسات الدولة واستيعاب وفهم من مكونات النسيج المصري. وأتساءل: هل التناول في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي كان واعيًا أم لا.. إذا كان واعيًا فإن الآثار تكون أقل.. وعلينا أن نصوب أي أخطاء في العلاقة داخل النسيج المصري الواحد. وأن ندرك أن هناك من يحاول إذكاء العبث الذي يتم. وإحداث خلاف داخل النسيج المصري. لكن مجابهة ذك يتطلب إرادة وقناعة بأن نسيج المجتمع قوي وسوف يزداد قوة. * سيادة الرئيس.. نأتي لقضية الإعلام.. نسمعك في الفترة الأخيرة تعتب علي الإعلام. هل يضيق صدرك أحيانًا بحرية الرأي والتعبير؟ ** الرئيس: أبدًا لا يضيق صدري برأي أو فكر موضوعي. إنما يلفت نظري أن أجد من يتكلمون عن موضوعات دون تدقيق للمعلومات. أو يتحدثون في مسائل تتعلق بأمن البلاد علي غير أساس من حقائق. أو يناقشون قضايا دون دراية أو خبرة. نحن نريد لتجربتنا الديمقراطية ولإعلامنا أن يكون علي مستوي المسئولية الوطنية. أضاف: وبصراحة أنا لا أعتبر كل ما يقال في الإعلام الخارجي مؤامرة علينا. إنما هو انعكاس لبعض ما نقوله في إعلامنا. يكفي أن أقول إننا عندما سألنا الإيطاليين: علي أي أساس وجهتم الاتهامات للشرطة بقتل الشاب الإيطالي ريجيني؟.. قالوا: علي أساس ما نشر في وسائل إعلامكم! قال: إنني أريد لكل مؤسساتنا النجاح.. الإعلام والقضاء والشرطة وغيرها من المؤسسات.. لأن ذلك فيه نجاح لمصر كلها. سيادة الرئيس.. اسمح لنا أن نسألك مجموعة من الأسئلة السريعة.. * ما هو آخر كتاب قرأته؟ ** الرئيس: كان للأستاذ الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. أنا قرأت كل كتب هيكل. بل كل مقالاته ومحاضراته وندواته. وليس معني هذا أنني لا أقرأ لغيره. هناك من جيله كثيرون كالأستاذ جمال حمدان صاحب "شخصية مصر" التي أعيد قراءتها من وقت لآخر وكذلك الأستاذان أنيس منصور وموسي صبري. وكتاب الرواية والمفكرون الكبار وغيرهم. وليس معني أنك تفضل القراءة لكاتب معين. أن كل رؤاه تتفق مع رؤيتك. * هل اختلفت الصورة التي وجدت عليها حال البلاد عندما توليت الرئاسة. عن الصورة التي كنت تعلمها حينما كنت مديرًا للمخابرات الحربية؟ ** الرئيس: لا اختلاف في الصورة. * نعلم أن الزمن لا يعود للوراء.. لكن لو عاد الزمن هل تستجيب لرغبة الشعب وتترشح للرئاسة؟ ** الرئيس: لا يمكن أبدًا أن تكون هناك إرادة للمصريين ولا أتجاوب معها.. من أنا أمام إرادة المصريين؟!.. إنني رهن إرادة الشعب. * تتحدث كثيرًا عن مدة رئاستك علي أنها 4 سنوات.. ماذا لو طلب منك الشعب أن تعلن خوضك الانتخابات لمدة ثانية؟ ** الرئيس: ارجعوا إلي إجابتي السابقة. * خلال العامين الماضيين.. ما هو أكثر يوم شعرت فيه بالسعادة؟ ** الرئيس: يوم 6 أغسطس 2015 يوم افتتاح قناة السويس الجديدة.. "ما تعرفوش العالم كان ينظر إلينا إزاي". * أين ذهبت روح شق قناة السويس الجديدة؟ ** الرئيس: روح قناة السويس تسري في كل مكان. هناك 4 أنفاق يجري حفرها تحت قناة السويس.. وأنا متابع صعب لكل المشروعات. أكلم المسئولين في كل وقت.. واسألوهم. مضيفًا: الروح موجودة.. لكن الرصد ليس علي نفس مستوي ما يجري. * ما الموقف الذي ملأك بالغضب؟ ** الرئيس: طبعًا عندما يسقط شهداء مثلما حدث في سيناء وفي ليبيا. * لماذا تأخرت حركة المحافظين؟ ** الرئيس: لم تتأخر. كان يمكن أن نعين محافظًا للقاهرة في المكان الذي خلا بتعيين وزير النقل. لكننا انتظرنا حتي تشمل الحركة مجموعة من المحافظين. * كيف تقيم أداء الحكومة؟ ** الرئيس: المهندس شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء. ولدينا في الحكومة وزراء عالميون كالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء. ووزراء أكفاء آخرون. * هل أنت راضي إذن عن أداء كل الوزراء؟ ** الرئيس: المرحلة تحتاج من البعض أداء أكثر تميزًا. * هل هناك نية لإجراء تعديل في حقيبة وزارية أو أكثر؟ ** صمت الرئيس.. ويبدو أن صمته إجابة وافية. * هناك من يظن أن دائرة لقاءاتك محدودة. خاصة أن ما يعلن عنها يقتصر علي مسئولين أو رؤساء وضيوف أجانب.. هل تلتقي شخصيات بعيدا عن دائرة الضوء؟ ** الرئيس: بالطبع.. ألتقي سياسيين واقتصاديين من مختلف الاتجاهات والمدارس الفكرية. وأستمع إليهم لأني أحب أن أستفيد. وليست عندي مشكلة أن أجد بعض الناس تطرح تصورات معينة في بعض القضايا.. وقطعا ليست كل لقاءاتي معلنة. * هل تقابل أناسًا عاديين من البسطاء؟ ** الرئيس: بصراحة.. البسطاء بصفة خاصة يذهلونني بفهمهم ورضاهم ودعائهم.. وأقسم بالله أن الانطباع الذي أراه منهم غير الانطباع الذي يتشكل بأن الناس غضبانة أو زعلانة. أنا بسيط وهم بسطاء. * ما الرسالة التي تلقيتها أو الموقف الذي صادفته وتأثرت به؟ ** الرئيس: هو المجموعة التي كانت تستقل أتوبيسا في الإسكندرية وتوقفوا حينما شاهدوني وقالوا لي: ماتخافش... تأثرت لأني شعرت بأنهم يريدون أن يقولوا: نحن معك ومع مصر. * إذا أصدرت قرارًا واكتشفت أنه خاطئ.. هل تجد غضاضة في الرجوع عنه؟ ** الرئيس: أبدًا.. لا أجد أي غضاضة في ذلك. * هل اتخذت قرارًا.. ثم شعرت بقدر من الندم؟ ** الرئيس: نعم.. لكن لا داعي لذكر القرار. * ما القرار الذي لم تتخذه في حينه وقلت بعدها إنه كان لابد أن تتخذه وقتها؟ ** الرئيس: لا يوجد. * التاريخ سوف يكتب عن عبدالفتاح السيسي.. هل تفضل أن يشير إليك كبطل شعبي استجاب لإرادة الجماهير. أم إلي الرئيس صاحب مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة؟ ** الرئيس: عن الإنسان الذي خاف علي أهله وناسه وبلده. وبذل كل ما يستطيع من جهد من أجل وطنه. * الشعب يطلب منك الكثير.. ما الذي تطلبه من الشعب؟ ** الرئيس: أن يستمروا في خوفهم علي بلدهم. ويصبروا. ولا يتخلوا عنه. * هل مازلت علي تفاؤلك رغم كل المصاعب؟ ** الرئيس: مازلت علي تفاؤلي * ما السبب؟ ** الرئيس: هذا سر بيني وبين ربي. * قلت إن مصر أم الدنيا حتبقي قد الدنيا.. هل مازلت علي مقولتك؟ ** الرئيس: بفضل الله مصر قد الدنيا. سيادة الرئيس شكرًا لكل هذا الوقت الذي منحته لنا.. وشكرا علي سعة صدرك.