سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس في الجزء الثالث من حوار الساعات السبع مع رؤساء تحرير الصحف القومية:رغم المصاعب.. مازلت متفائلاً السيسي: أنا رهن إرادة الشعب شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء
لا تثور الشعوب في أيام مجد الأمم ولا في أوقات الازدهار. في أعقاب الثورات، تكون الفجوة هائلة بين تطلعات تناطح السماء لجماهير جوعي للعدل والتقدم والحرية والمعيشة الكريمة، وبين واقع مرير في ظل ظروف اقتصادية متردية، وأوضاع خدمات منهارة. في أعقاب ثورة 25 يناير.. طفت كل المطالب، لتهدد بغرق الدولة، وكان لابد من استيعاب الحالة ولو كان الثمن الاقتطاع مما تبقي من لحم حي من جسد البلاد. وفي أعقاب صعود الإخوان إلي السلطة، استمر الانحدار علي كل الأصعدة، في غيبة رؤية، وغياب قدرة، وغيبوبة نظام. وانتفض الشعب يلحق بالبلاد قبل أن تصطدم بقاع الهوة فتستحيل شظايا، واستجاب الجيش، ليحول دون تمزق وطن وتقاتل شعب. في يوم الثالث من يوليو عام 2013، نام الرئيس السيسي قرير العين. فقد أرضي ضمير المقاتل الذي يقيم في عرين وجدانه. شرف المقاتل أبي عليه أن يتآمر، فأسدي النصح للرئيس الأسبق طيلة 10 شهور وحتي عصر اليوم الأخير، دون أن يجد منه ظلاً لاستجابة. وكبرياء المقاتل في صدره انتفض حين تصور الذين يتاجرون بالوطن، أنه بإمكانهم أن يساوموا رجالاً أحراراً علي وطنيتهم بالمال والجاه والنفوذ. وولاء المقاتل هو الذي دفعه دونما تردد إلي الاستجابة لإرادة الشعب. ذروة المجد الشخصي للمقاتل عبدالفتاح السيسي بلغها في ذلك اليوم، فقد سكن قلوب الجماهير بطلاً شعبياً، وصار اسمه أنشودة. وحين خرجت الجماهير تنادي علي بطلها الشعبي ليترشح لرئاسة الجمهورية وتلح في مطلبها ليتسلم مهمة إنقاذ دولة وحماية شعب وبناء أمة.. كان يدرك أن الطريق وعرة، والعقبات كؤود، والتحديات جسام. كان يعرف أن قبول هذه المهمة بمثابة إلقاء بالنفس في النار. لكن المقاتل المصري الجسور لا يهاب النار، في مقابل أن تنعم بلاده. يستمد السيسي قوته من الشعب. من آمال الجماهير يستلهم العزم، والتصميم، والقرار. أمام إرادة الشعب، لا يملك إلا أن يستجيب. فعلها في أيام ثورة يونيو، وفي الترشح للرئاسة. وبنفس روح المقاتل وعزة نفسه.. إذا استشعر السيسي أن إرادة الشعب تغيرت، فإنه لن يتردد ثانية واحدة، وسيرفع لها التحية العسكرية. لا يعتبر السيسي نفسه رئيساً، يقولها دوماً في أكثر من خطاب وكلمة ولقاء. لذا لا يفتش عما يستدر تصفيقاً انفعالياً، أو يستجلب شعبية شخصية، لذا يؤمن بأن إحناء الرأس للتحديات وعدم اقتحام المشكلات بحلول جذرية، في مقابل تمهيد الطريق لمدة رئاسة ثانية، هو خيانة لأمانة المسئولية أمام الله والشعب تجاه حاضر ومستقبل المصريين. حين سألنا السيسي: لو عاد بك الزمن هل كنت تتخذ قرار الترشح؟! أجاب: بالتأكيد.. فمن أنا أمام إرادة المصريين؟.. إنني رهن إرادة الشعب. ثم سألناه: ولو طلب منك الشعب الترشح لمدة ثانية؟ قال: ارجعوا إلي الإجابة السابقة. قرار السيسي إذن رهن إرادة الجماهير.. كما تعود، وكما تعودنا منه. كل ما يطلبه السيسي هو التوحد والعمل والصبر، وسوف يأتي أوان الحساب في نهاية السنوات الأربع. التفاؤل لا يفارق السيسي رغم ركام المصاعب وميراث الأشواك. وإلي الجزء الثالث والأخير من حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف القومية. سيادة الرئيس.. تحدثت في بداية هذا الحوار عن استقلال القرار الوطني.. هل هذا الكلام ينطبق أيضا علي بيان الثالث من يوليو عام 2013 ، الذي أعلنته باسم الجماعة الوطنية؟ - الرئيس : قسما بجلال الله.. لم نستأذن أحداً في هذا البيان، ولم نخطر أحداً قبل إعلانه، ولم ننسق مع أحد في القرارات التي تضمنها. إن مبادئ الشرف والعزة والكرامة للمقاتل المصري هي حالة مصرية. وشرف المقاتل هو كبرياؤه الوطني. شرف المقاتل يأبي عليه أن يخون وأن يتآمر. شرف المقاتل أنه لم يتآمر ضد الرئيس ولم يرتب لعزله، وانما حين اتخذ القرار كان دافعه هو المصلحة الوطنية وحدها. لقد ظللت أقول للرئيس الأسبق حتي عصر يوم 3 يوليو عن طريق 3 مبعوثين بأن يقبل انتخابات رئاسية مبكرة،وتحقيق مطالب الشعب.. لكنه لم يستجب. المعركة مع أهل الشر كما تسميهم، أو جماعة الإخوان الإرهابية كما نسميها إلي أين وصلت فصولها ؟ - الرئيس : نحن في مواجهة فصيل ينشر الأكاذيب والشائعات سواء أثناء اختلاطهم بالمواطنين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أناس مدججون بالسلاح يعملون ضد المصريين، وحينما أحسوا أن الأمر خرج عن سيطرتهم وأن الغلبة ستكون للشعب وللدولة، فإن حجم المواجهة واحتدام العمل والتشبث بالقتال قائم لديهم. لكن هذه المعركة هي في فصلها الأخير. تحدثتم أكثر من مرة عن إصلاح الخطاب الديني.. ما هو تأثير الخطاب الديني الحالي علي المجتمع وتماسكه؟ - الرئيس : أنا لا أتحدث عن دين جديد، وانما عن تصويب فهمنا للدين. فهناك تنوع في فهم المسائل الفقهية، وليس هناك رأي واحد يفرض علي الناس، وعلينا ألا ندع الناس تتجه إلي التطرف. وهناك محاولات جاهلة للإساءة لجهود إصلاح الخطاب الديني أو الثورة الدينية، بغرض اذكاء الانقسام الطائفي والمذهبي. هل الأحزاب والقوي السياسية في وضع يتيح لها المشاركة الفعالة في الحياة الديمقراطية.. وكيف تري المدي الزمني المطلوب لتبلغ التجربة المصرية حالة النضج السياسي؟ - الرئيس: نحن ندعم القوي السياسية والأحزاب لدفع التجربة المصرية قدما، وعلينا أن نعطي الفرصة لتأخذ التجربة مداها وألا نتعجل، وأن نتجنب حالة الامتناع وعدم الثقة في بناء سياسي فاعل، ونحن نحرص علي ان تكون انتخابات المحليات المقبلة خطوة مهمة علي طريق النضج السياسي، وأحد أهداف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب هو تشجيع المشاركة السياسية. وهناك تفاعل في الحياة السياسية المصرية، ونحن ندفع في هذا الاتجاه لتحقيق التطور السياسي المنشود. وبالمناسبة، نحن نعد الآن لوضع برنامج رفيع المستوي لتأهيل الكوادر القيادية القادرة علي تولي المواقع الإدارية والتنفيذيةالعليا كمناصب المحافظين والوزراء، وسوف نطلق البرنامج هذا العام فور الانتهاء منه وسيلتحق به من تنطبق عليه الشروط من المتقدمين. نأتي لقضية حقوق الإنسان وحريات الرأي والتعبير.. هناك من يري ان التحديات الامنية تتغول علي هذه الحقوق والحريات ؟ - الرئيس : كإنسان، أتمسك بالحفاظ علي حقوق الإنسان واحترامها. وأولها في رأيي هوالحق في الأمان، وعلينا أن ننظر حولنا لنعرف قيمة الأمان في بلادنا. لكن علينا أن ندرك أن حقوق الإنسان لايجب اختزالها فقط في حريات الرأي والتعبير فهناك حقوق أخري كالحق في الحياة والمأوي والمأكل والمشرب والعلاج والعمل ونحن نسعي لحل الإشكالية بين الاعتبارات الأمنية وحقوق الانسان، ونطور هذه الحقوق بما لايؤثر علي الاستقرار الأمني. وبشكل قاطع أقول أنه لايوجد معتقلون في مصر، وانما محبوسون علي ذمة قضايا، ولا يتم القبض إلا علي من يقوم بعمل حاد عنيف ضد الدولة، كالإرهاب أو التخطيط لتفجيرات. نحن أحرص علي حقوق الإنسان والحريات في بلادنا ممن يتحدثون عنها خارجها. لكن لابدأن ننتبه إلي أن حجم المخاطرمن سقوط المؤسسات الأمنية أكبر من تجاوزات قد تحدث في ظل وجود فصيل يحارب الدولة والشعب. من جانب آخر.. نحن نسعي لتحديث وتطوير الشرطة واجتياز التحديات المالية والتنظيمية علي طريق تحقيق هذا الهدف الذي سيستغرق بعض الوقت. أعلنت سيادتك مؤخرا عن الإعداد للإفراج عن دفعة رابعة من المحبوسين.. ماذا تم في هذا الأمر؟ - الرئيس: القوائم تضم أكثر من 300 شاب من أبنائنا، منهم أصحاب حالات صحية وإنسانية وأشقاء وشباب شاركوا في تظاهرات ومنهم تخصصات مختلفة بما فيها عدد من الصحفيين، وسوف يصدر قرار بالعفو والإفراج عنهم خلال أيام. وهنا أحب أن أؤكد أنه عند إعداد وتجهيز هذه القوائم اعتمدنا بشكل رئيسي علي معايير حقوق الإنسان بمفهومها الشامل. شاهدنا صورتك مع ثلاثي أبطال الأوليمبياد المصريين الذين فازوا بالميداليات البرونزية، أثناء لقائك بمجموعات من شباب مصر في يناير الماضي بدار الأوبرا عند إطلاق عام الشباب، هل جاء هذا الاختيار بطريق الصدفة ؟ - الرئيس : الاختيار لمن كانوا معي يومها علي المنصة تم بعناية، وانا سعيد بإنجازات هؤلاء الرياضيين، وسوف ألتقي بالبعثة المصرية قريباً ومنهم الفائزون بالميداليات. وبصفة عامة أنا سعيد بشباب مصر، وسوف ألتقي بهم في حوار مفتوح في المؤتمر العام للشباب الذي نعد له ليعقد بشرم الشيخ في نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر المقبل. المرأة المصرية تحتل مساحة كبيرة في اهتمامكم.. نسمع أن هناك أخباراً سارة لها ؟ - الرئيس : بصراحة نحن نجهز للمرأة المصرية ما يليق بها.وعلينا أن نتذكر أن هدف بقاء الدولة المصرية وتثبيت دعائم الدولة لم يغب عنها أبدا وربما غاب عن مثقفين ونخب. هذا لأنها رأت ما الذي حدث لأطفال في دول من حولنا، ولم تنس ما رأته. ودعونا ننتظر لنري ماذا سنقوم به من أجل المرأة المصرية. سيادة الرئيس.. طالعنا مشروع قرار عرض علي الحكومة لإنشاء وكالة فضاء مصرية.. متي يتم تدشين الوكالة ؟ - الرئيس : هذا الملف تأخرنا فيه كثيرا.. وحان الوقت لإنجازه. ولابد من كيان ينظم هذه المسألة. وهذا القرار هو خطوة أولي علي طريق هذا الصرح الكبير. تحدثت سيادتك عن الحاجة إلي أفكار خلاقة غير تقليدية لحل المشكلات الجماهيرية.. هل هناك أمثلة لهذه الأفكار تم الأخذ بها ؟ - الرئيس : نعم في قطاع الصحة، استطعنا إلي حد كبير حل مشكلة بفكرة بسيطة بدأتها في القوات المسلحة حينما كنت قائداً عاما، فقد عرض علي ضابط كبير فكرة شراء المعدات الطبية اللازمة للقوات المسلحة بصورة مجمعة، وعندما نفذناها أمكن توفير ما بين 40 إلي 50٪ من نفقات الشراء المعتادة. وحين توليت الرئاسة، استدعيت الضابط وطلبت منه ان يتم شراء المعدات الطبية اللازمة لمستشفيات الدولة بنفس الصورة ومعها المستلزمات الطبية، مما أدي إلي توفير 10 مليارات جنيه. علي سبيل المثال كانت المستشفيات تشتري الدعامة لجراحات القلب بعشرة آلاف جنيه، وأصبحت قيمتها بأسلوب الشراء المجمع 100 دولار أي أقل من ألف جنيه، وكانت قوقعة الأذن ب320 ألف جنيه، وأصبح ثمنها 70 ألف جنيه رغم تغير سعر الدولار، وعممنا الفكرة علي الدواء ومنها أدوية الأورام. ومن ثم أصبح لدينا أساس علمي للشراء. هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق في قطاعات أخري؟ - الرئيس : بالطبع يمكن تطبيقها في قطاعات أخري وندرس ذلك. نأتي لقضية الفساد.. هل تراه منتشراً متجذراً في مصر، أم أنه ظاهرة عارضة تحتاج إلي أفكار تصفها كثيرا بأنها مبدعة ؟ - الرئيس : الفساد ليس مجرد الرشوة، إنما هو أيضا الأداء المتواضع. الفساد ليس مجرد أخذ »قرشين»، انما هو الجشع وإهدار الموارد، والتقاعس والسلبية والإهمال، وعدم القدرة علي تحمل المسئولية والعمل. سوء التخطيط فساد. سوء التقدير فساد. سوء التنفيذ فساد.. هناك أيضا مشكلة الانضباط.. لماذا يبدو في بعض الأحيان وجود تهاون في تطبيق القانون ؟ - الرئيس : القانون في رأيي هو استعداد المواطن لاحترامه وتنفيذه، والملاحظ أن هذا الاستعداد تراجع لدي البعض خلال السنوات الماضية. إن هناك ايجابيات كثيرة لثورة 25 يناير، غير أن هناك سلبيات لابد من التعامل معها وتلافيها، مثل ظاهرة التعدي علي أراضي الدولة والأراضي الزراعية خلال السنوات الخمس الماضية التي ستؤثر علي شكل مصر لمدة 100 سنة قادمة. كيف تري أسباب بعض الحوادث الطائفية التي جرت في الفترة الأخيرة ؟ - الرئيس : نحن بحاجة إلي جهد مجتمعي من جانب مؤسسات الدولة واستيعاب وفهم من مكونات النسيج المصري، وإنني أتساءل هل التناول في وسائل الإعلام والتواصل كان واعيا أم لا.. إذا كان واعياً فإن الآثار تكون أقل. علينا أن نصوب أي أخطاء في العلاقة داخل النسيج المصري الواحد، وأن ندرك أن العبث الذي يتم، هناك من يحاول إذكاءه، وإحداث خلاف داخل النسيج المصري. لكن مجابهة ذلك يتطلب إرادة وقناعة بأن نسيج المجتمع قوي وسوف يزداد قوة. سيادة الرئيس.. نأتي لقضية الإعلام. نسمعك في الفترة الأخيرة تعتب علي الإعلام، هل يضيق صدرك أحيانا بحرية الرأي والتعبير ؟ - الرئيس : أبدا لايضيق صدري برأي أو فكر موضوعي. إنما يلفت نظري أن أجد من يتكلمون عن موضوعات دون تدقيق معلومات، أو يتحدثون في مسائل تتعلق بأمن البلاد علي غير أساس من حقائق، أو يناقشون قضايا دون دراية أو خبرة. نحن نريد لتجربتنا الديمقراطية ولإعلامنا أن يكون علي مستوي المسئولية الوطنية. وبصراحة أنا لا أعتبر كل مايقال في الإعلام الخارجي مؤامرة علينا، إنما هو انعكاس لبعض مانقوله في إعلامنا. يكفي أن أقول أننا عندما سألنا الايطاليين: علي أي أساس وجهتم الاتهام للشرطة بقتل الشاب الإيطالي ريچيني؟.. قالوا: علي أساس ما نشر في جرائدكم وإعلامكم. إنني أريد لكل مؤسساتنا النجاح للإعلام والقضاء والشرطة، لأن في ذلك نجاحا لمصر كلها. سيادة الرئيس.. اسمح لنا أن نسألك مجموعة من الأسئلة السريعة.. ما هو آخر كتاب قرأته؟ - الرئيس: كان للأستاذ الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. أنا قرأت كل كتب هيكل. بل كل محاضراته وندواته. وليس معني هذا أنني لا أقرأ لغيره. هناك من جيله كثيرون كالدكتور جمال حمدان صاحب موسوعة »شخصية مصر» التي اعيد قراءتها من وقت لآخر، وكذلك الأستاذان أنيس منصور وموسي صبري، وكتاب الرواية والمفكرون الكبار وغيرهم. وليس معني أنك تفضل القراءة لكاتب معين، أن كل رؤاه تتفق مع رؤيتك. هل اختلفت الصورة التي وجدت عليها حال البلاد عندما توليت الرئاسة، عن الصورة التي كنت تعلمها حينما كنت مديرا للمخابرات الحربية؟ - الرئيس: لا اختلاف في الصورة. نعلم أن الزمان لا يعود للوراء.. لكن لو عاد الزمان هل تستجيب لرغبة الشعب وتترشح للرئاسة؟ - الرئيس: لا يمكن أبدا أن تكون هناك إرادة للمصريين ولا أتجاوب معها.. من أنا أمام إرادة المصريين؟!.. إنني رهن إرادة الشعب. تتحدث كثيراً عن مدة رئاستك علي أنها 4 سنوات.. ماذا لو طلب منك الشعب أن تعلن عن خوضك الانتخابات لمدة ثانية؟ - الرئيس: إرجعوا إلي إجابتي السابقة. خلال العامين الماضيين.. ما هو أكثر يوم شعرت فيه بالسعادة؟ - الرئيس: يوم افتتاح قناة السويس الجديدة.. ما تعرفوش العالم كان ينظر إلينا إزاي. أين ذهبت روح شق القناة؟ - الرئيس: روح قناة السويس تسري في كل مكان. هناك 4 أنفاق يجري حفرها تحت القناة. وأنا متابع صعب لكل المشروعات الكبري، أكلم المسئولين في كل وقت.. واسألوهم. الروح موجودة.. لكن الرصد ليس علي نفس مستوي ما يجري. ما هو الموقف الذي ملأك بالغضب؟ - الرئيس: عندما يسقط شهداء لنا مثلما حدث في ليبيا وفي سيناء. لماذا تأخرت حركة المحافظين؟ - الرئيس: لم تتأخر. كان يمكن أن نعين محافظاً للقاهرة في المكان الذي خلا بتعيين وزير النقل. لكننا انتظرنا حتي تشمل الحركة مجموعة من المحافظين. كيف تقيم أداء الحكومة؟ - الرئيس: المهندس شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء. ولدينا في الحكومة وزراء عالميون كالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، ووزراء أكفاء آخرون. هل أنت راض إذن عن أداء كل الوزراء؟ - الرئيس: المرحلة تحتاج من البعض أداءً أكثر تميزا. هل هناك نية لإجراء تعديل في حقيبة وزارية أو أكثر؟ - يصمت الرئيس ويبدو في صمته إجابة وافية. هناك من يظن أن دائرة لقاءاتك محدودة، خاصة أن ما يعلن عنها يقتصر علي مسئولين أو رؤساء وضيوف أجانب.. هل تلتقي بشخصيات بعيدا عن دائرة الضوء؟ - الرئيس: بالطبع.. ألتقي بسياسيين واقتصاديين من مختلف الاتجاهات والمدارس الفكرية، واستمع إليهم لأني أحب أن أستفيد، وليست عندي مشكلة أن أجد بعض الناس تطرح تصورات معينة في بعض القضايا.. وقطعا ليست كل لقاءاتي معلنة. هل تقابل أناساً عاديين من البسطاء؟ - الرئيس: بصراحة.. البسطاء بصفة خاصة يذهلونني بفهمهم ورضاهم ودعائهم.. وأقسم بالله ان الانطباع الذي أراه منهم غير الانطباع الذي يتشكل بأن الناس غضبانة أو زعلانة. أنا بسيط وهم بسطاء. ما هي الرسالة التي تلقيتها أو الموقف الذي صادفته وتأثرت به؟ - الرئيس: هو المجموعة التي كانت تستقل أتوبيساً في الإسكندرية وتوقفوا حينما شاهدوني وقالوا لي: ما تخافش. تأثرت لأني شعرت أنهم يريدون أن يقولوا: نحن معك ومع بلدنا. إذا أصدرت قراراً واكتشفت أنه خاطئ، هل تجد غضاضة في الرجوع عنه؟ - الرئيس: أبدا.. لا أجد أي غضاضة. هل اتخذت قراراً.. ثم شعرت بقدر من الندم؟ - الرئيس: نعم.. لكن لا داعي لذكر القرار. ما هو القرار الذي لم تتخذه في حينه وقلت بعدها انه كان لابد أن تتخذه وقتها؟ - الرئيس: لا يوجد. التاريخ سوف يكتب عن عبدالفتاح السيسي.. هل تفضل أن يشير إليك كبطل شعبي استجاب لإرادة الجماهير، أم إلي الرئيس صاحب مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة؟ - الرئيس: عن الإنسان الذي خاف علي أهله وناسه وبلده، وبذل كل ما يستطيع من جهد من أجل وطنه. الشعب يطلب منك الكثير.. ما الذي تطلبه من الشعب؟ - الرئيس: أن يستمروا في خوفهم علي بلدهم، ويصبروا، ولا يتخلوا عنه. هل مازلت علي تفاؤلك رغم كل المصاعب. - الرئيس: لسه علي تفاؤلي. ما هو السبب؟ - الرئيس: هذا سر بيني وبين ربي. قلت إن مصر أم الدنيا حتبقي قد الدنيا.. هل مازلت علي مقولتك؟ - الرئيس: بفضل الله مصر قد الدنيا. سيادة الرئيس شكراً لكل هذا الوقت الذي منحته لنا.. وشكراً علي سعة صدرك.