لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء تحرير الصحف القومية يعد الحوار الصحفي الثاني للرئيس السيسي منذ توليه مسئولية قيادة البلاد في واحدة من أصعب الفترات التي مرت بها مصر في تاريخها.. فترة كانت فيها المنطقة العربية وبلادها وأقطارها مهددة بالتقسيم قبل حلول الذكري المئوية - لسايكس بيكو - لكن مصر أجهضت مؤامرة تقسيم المنطقة للمرة الثانية. حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء الصحف القومية كان فرصة يوضح من خلالها الرئيس السيسي رؤيته للأحداث العربية والإقليمية والدولية.. ويجيب عما يعّن للمواطن المصري والعربي من تساؤلات حائرة تبحث عن إجابات شافية للعديد من القضايا العربية والإقليمية والمحلية.. السياسية منها والاقتصادية. ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب رؤية ليست لمستقبل مصر وحدها ولكن للمنطقتين العربية والأفريقية.. فإن الرئيس السيسي وضع النقاط فوق الحروف بصراحته المعهودة علي كل الأسئلة التي طرحت خلال اللقاء الذي استمر "7" ساعات وشملت كل القضايا المطروحة علي جميع المستويات والأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية. ولعلي لا أكون مبالغاً في القول بإن الرئيس عبدالفتاح السيسي أثبت بحق أنه صاحب رؤية ثاقبة لكل الأحداث سواء الدولية أو الإقليمية أو المحلية.. وأنه كان صادقاً حينما قال في إحدي خطبه: "أنا شايف مشاكل "مصر" وحلولها زي ما أنا شايفكم". ومن يطالع إجابة الرئيس عبدالفتاح السيسي حول العلاقات المصرية الخارجية يكتشف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع لمصر سياسة جديدة تعبر عن حجمها الحقيقي ودورها في المنطقة والعالم حيث قال: "إننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار الشراكة لا التبعية.. فمصر ليست تابعة لأحد.. نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعي لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم علي الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا مع قادة العالم نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور في مصر والمنطقة ولقد أثبتت الوقائع التي تشكلت في المنطقة صدق الرؤية المصرية وصحة ما نطرحه من شواغل كانت من قبل لا تحظي بالقبول أو التفهم ولكن الآن ثبت سلامة ما كنا نقوله ورؤيتنا الحقيقية للواقع.. لذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يوماً بعد يوم.. والاستعداد للتعاون معها يزداد بمضي الوقت وهو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة وأقول بكل وضوح إنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئاً علي غير ما نراه فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو عام 2013 حينما كنت وزيراً للدفاع فإننا - وأقسم بالله - لم نستأذن أحداً أو نخطر أحداً أو ننسق مع أحد فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته علي الشعب!! وحول علاقة مصر بأمريكا قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن العلاقات المصرية - الأمريكية هي علاقات استراتيجية تقوم علي ثوابت يحرص عليها الطرفان ونحن في البلدين مهتمون بأن نعطي الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا ولقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع في مصر وسياستها التي تتسم بالتعقل والتوازن والحرص علي هذه العلاقات. وعن العلاقات المصرية - الروسية قال الرئيس السيسي: العلاقات بين مصر وروسيا راسخة وذات طبيعة خاصة ولها بعدها التاريخي أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثراً سلبياً علي هذه العلاقة لكن كانت هناك بعض الظروف وتمت مراعاتها بين البلدين ونحن متفهمون للموقف الروسي وحساسية القيادة السياسية وشواغلها تجاه مواطنيها. لقد كان حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رؤساء الصحف القومية لا تنقصه الصراحة والوضوح والشفافية والمصداقية والحقيقة الكاملة لقد كان حقاً حواراً ثلاثي الابعاد تناول القضايا الدولية والإقليمية والمحلية . وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.