أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي عمق الروابط بين مصر وأشقائها العرب في الخليج.. مشيراً إلي أن مصر تسهم بقوة في الوصول إلي تسويات في سوريا واليمن وليبيا من منطلق الحرص علي الأمن القومي المصري والعربي. وأثني علي مسار العلاقات مع الأشقاء في دول الخليج. وقال إن اختزال العلاقات في قيام تلك الدول بتقديم منح للدولة المصرية أمر "غير صحيح". قال خلال لقائه رؤساء الصحف القومية "الجمهورية - الأخبار -الأهرام " والذي استمر لعدة ساعات أن هناك أربعة مبادئ رئيسية تحكم علاقة مصر بالعالم الخارجي هي: الشراكة وليس التبعية والثوابت التي لا تتغير والأسلوب المنفتح والمتوازن علي الجميع في إطار من العلاقات الاستراتيجية الثابتة التي نحافظ عليها وتبادل المصالح والرأي والاحترام المتبادل. وقال الرئيس إن الثقة في السياسة المصرية تزداد يوما بعد يوم والتعاون مع مصر تزداد وتيرته بمضي الوقت. مشيراً إلي أن الوقائع التي تشكلت في المنطقة تؤكد صدق الرؤية المصرية فيما يجري خاصة في ظل الشواغل المصرية التي لم تكن مفهومة أو مقبولة من قبل. أضاف أن العلاقة خاصة مع السعودية والإمارات "مستقرة وثابتة". موضحاً أن مصر حريصة علي ذلك مثلما يحرص الأشقاء في الخليج علي توطيد هذه العلاقة أيضاً. وأكد الرئيس أنه لا يمكن اختزال العلاقة مع دول الخليج في مجرد الدعم المقدم منها لمصر. وقال إن هذا الاختزال للعلاقات "غير صحيح". وتحدث الرئيس السيسي عن رؤيته للجدل الدائر حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير. فقال إنه يتعامل مع هذا الملف في إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة والقضاء وأحكامه. مشيراً إلي أن مجلس النواب أمامه فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية. قال الرئيس إن تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الاقتصادية وهو ما حدث في الاتفاق مع قبرص وأتاح لنا الكشف عن حقل "ظهر". دعا الرئيس إلي مراجعة شاملة للواقع العربي الراهن للتعامل بشكل أكثر ايجابية مع القضايا المختلفة من أجل مصالح الدول والشعوب. قال السيسي إن النقاش والحوار هو أفضل السبل لحل أي اشكاليات. مشيراً إلي أن الأولوية يجب أن تكون لجمع الشمل العربي. وحول العلاقات مع القارة الافريقية. قال الرئيس السيسي إن مصر قد بدأت عهداً جديداً في أفريقيا خاصة تطوير العلاقات مع دول حوض النيل. وأشار السيسي إلي أن هناك تقديراً افريقياً كبيراً للتعامل المصري العقلاني مع ملف سد النهضة الإثيوبي. موضحاً أن المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة والتعاون الثلاثي مع السودان وإثيوبيا يسير بشكل مطمئن للجميع. أضاف أن ردود الأفعال يجب أن تكون "هادئة" و"واثقة" لأن مياه النيل ستظل تتدفق إلي مصر وهم داعمون لذلك الأمر. وحول العلاقات مع روسيا.. شدد الرئيس علي أن العلاقات "راسخة" و"قوية" ولها طبيعة خاصة وأبعاد تاريخية وسياسية واقتصادية. أضاف أن حادث الطائرة لم يترك أثرا سلبيا علي العلاقات الثنائية مشيراً إلي أن مصر تتفهم الموقف الروسي وحساسية موقف القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها. وأعرب السيسي عن تفاؤله لعودة السياحة الروسية في أقرب فرصة. وحول الاتفاق النهائي لإنشاء محطة الضبعة النووية. قال السيسي إن هناك نقاطا صغيرة يجري التفاوض بشأنها. وقال إنه من المنتظر التوقيع هذا العام علي الاتفاق بين البلدين. أشار السيسي إلي أن العامين الماضيين أكدا بوضوح أن أحدا لم يستطع أن يملي علي مصر شيئا غير ما تراه. قائلا إن القرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق. وحول تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط.. قال الرئيس إن موقف مصر ثابت وهي تدعم كل الجهود التي تسعي إلي حل القضية شديدة التعقيد. موضحا أن مصر مازالت داعمة لكل الجهود في السنوات الماضية وحتي الآن. وقال إن علاقات مصر مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لها أن تلعب دوراً محورياً لايجاد مخرج.. وكشف الرئيس في حواره النقاب عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبدي استعداده لاستقبال كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية في موسكو لإجراء محادثات مباشرة. ودعا الرئيس السيسي الأطراف الفلسطينية المختلفة إلي المصالحة الوطنية حتي يمكن الدفع في اتجاه إقامة الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها. وصف الرئيس الوضع علي صعيد جهود حل القضية الفلسطينية بأنه "مياه راكدة" تماماً ولابد من بذل جهود لتحريكها بشرط توافر الإرادات سواء من جانب الفلسطينيين أو الإسرائيليين أو من جانب المجتمع الدولي أيضاًً. وأكد السيسي أن مصر لا تريد الاستئثار بدور في حل القضية الفلسطينية بقدر ما تريد أن تشكل قناعة لدي الآخرين بأن السلام هو "الضوء المبهر" الذي يمكن أن يغير من شكل المنطقة لو تحقق. قال السيسي إن هناك قناعة تتزايد في أوساط الإسرائيليين بأهمية السلام وهو مؤشر ايجابي. وحول الموقف المصري من النزاعات في دول الجوار المصري. قال الرئيس إن مصر في سياساتها تقوم علي مبادئ أساسية هي: عدم التدخل في شئون الآخرين ودعم إرادة الشعوب والحلول السلمية. وفيما يخص الموقف المصري مما يجري في اليمن.. قال الرئيس إن مصر لا توجد لها قوات برية في أي بلد في المنطقة وإن القوات البحرية المصرية تقوم بتأمين حرية الملاحة في الممر الملاحي في باب المندب وتأمين وصول السفن إلي قناة السويس. فضلاً عن عناصر من القوات الجوية تعمل مع أشقائنا في السعودية. وعن تطورات العلاقات مع واشنطن.. قال الرئيس السيسي إن العلاقات المصرية - الأمريكية هي علاقات استراتيجية تقوم علي "ثوابت" يحرص الطرفان عليها. مشيراً إلي أن الجانب الأمريكي أكثر فهماً اليوم لحقائق الأوضاع في مصر بعد ثلاث سنوات من ثورة 30 يونيو وهو ما يجعل مستقبل هذه العلاقات "جيداً". أكد الرئيس أن مصر علي تواصل مع كل النخب والشرائح السياسية في المجتمع الأمريكي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل. وجه السيسي الشكر إلي رئيس وزراء إيطاليا وتصريحاته الايجابية. وقال إن الإيطاليين يقدرون تعاوننا معهم وحرصنا علي استجلاء الحقيقة في قضية "ريجيني". أكد السيسي تعاطفه التام مع أسرة الطالب الإيطالي. وقال إن أجهزة التحقيق في البلدين تتعاون في هذا الشأن. نص الحوار * قلتم إن أدبيات السياسة الخارجية المصرية في العهود السابقة لم تعد مناسبة للأوضاع الحالية... هل من تفصيل وهل ذلك يتعلق بثوابت السياسة الخارجية المصرية؟ ** الرئيس: المقصود هو أننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار أربعة مبادئ أساسية هي: الشراكة وليس التبعية. فمصر ليست تابعة لأحد. والثوابت لا تتغير والأسلوب المنفتح والمتوازن مع الجميع. وعلاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعي لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم علي تبادل المصالح والرأي والاحترام المتبادل. فنحن من خلال لقاءاتنا مع قادة العالم نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يحدث في مصر والمنطقة وقد أثبتت الوقائع التي تشكلت في المنطقة صدق الرؤية المصرية وصحة ما نطرحه من شواغل كانت غير مفهومة أو مقبولة من قبل. والآن ثبتت سلامة ما كنا نقوله. ولذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يوما بعد يوم والتعاون معنا يزداد بمضي الوقت وهذا عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستنا ولحقائق الوضع في المنطقة. وأقول بكل وضوح إنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئا علي غير ما نراه. فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو 2013 عندما كنت وزيرا للدفاع فإننا - وأقسم بالله - لم نستأذن أحداً أو نخطر أحداً أو ننسق مع أحد فيما قررته الإرادة الشعبية وأعلنته يومها. * خلال زيارتك لأسيوط قبل شهرين أطلقت نداء السلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللأطراف الدولية المعنية من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام وبعدها أوفدت وزير الخارجية سامح شكري للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو... ما هو تقييمكم للوضع بعد شهرين وكيف تري الجهود الدولية في قضية السلام؟ ** الرئيس: موقف مصر ثابت من عملية السلام وندعم كل الجهود التي تسعي إلي حل هذه القضية شديدة التعقيد فاستمرار النزاع له تأثير سلبي بالغ علي الأمن والاستقرار في المنطقة وتأثير ساحر في حالة التوصل إلي حل يرضي جميع الأطراف... إن مصر كانت ومازالت داعمة لكل الجهود الأمريكية خلال السنوات الماضية وحتي الآن. كما لنا موقف واضح داعم للمبادرة العربية كما أعلنت مصر تأييدها للمبادرة الفرنسية كما أن علاقتنا مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لنا أن نلعب دورا محوريا لايجاد مخرج من حالة الجمود ودفع عملية السلام. * أين الدور الروسي بوصف روسيا أحد رعاة عملية مدريد للسلام 1991 وعضوا في الرباعية الدولية؟ ** الرئيس: نحن ندعم أي تحرك من جانب الدول المعنية القادرة علي التأثير سواء الولاياتالمتحدة أو أوروبا أو روسيا وقد أبلغني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مستعد أن يستقبل كلا من أبو مازن ونتنياهو في موسكو لإجراء محادثات مباشرة لايجاد حل للقضية. فنحن ندعم هذه الجهود والكل مدعو للمشاركة في دفع عملية السلام والتجاوب مع الجهود والدعوات والمبادرات المطروحة حتي يري الفلسطينيون ضوءا في نهاية النفق لإقامة دولتهم المستقلة جنباً إلي جنب إسرائيل فهذه القضية هي مفتاح الاستقرار والأمن في المنطقة. * ألا تعتقد سيادة الرئيس أن انشغال الولاياتالمتحدة بالانتخابات الرئاسية يمكن أن يؤدي إلي إرجاء أو تجميد هذه الجهود؟ ** الرئيس: من المهم أن يتم التحرك الآن ولا أستطيع القول إن الموضوع يتم تجميده حتي تأتي إدارة جديدة. وللأسف المياه الآن راكدة تماماً ولابد من جهود لتحريكها بشرط توافر إرادة لدي الفلسطينيين والإسرائيليين والمجتمع الدولي. إننا لا نريد أن نستأثر بدور بقدر ما نريد أن نشكل قناعة لدي الآخرين للقيام بدورهم وبأن السلام هو الضوء المبهر الذي يمكن أن يغير شكل المنطقة لو تحقق. * من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلي هل وجدتم قدراً من التغير في الموقف الإسرائيلي؟ ** الرئيس: أري أن القناعة بأهمية السلام تتزايد لدي الجانب الإسرائيلي والقناعة بايجاد مخرج للقضية مؤشر إيجابي. * ما النقاط الأساسية التي تحكم الموقف المصري من قضايا المنطقة خاصة النزاعات في دول الجوار العربي؟ ** الرئيس: مواقفنا واضحة وتقوم علي مبادئ أساسية هي أن مصر لا تتدخل في شئون الآخرين وتدعم إرادة الشعوب والحلول السياسية السلمية في المسائل المتنازع عليها. * في هذا الإطار برجاء إلقاء الضوء علي موقف مصر من المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن؟ ** الرئيس: المشاركة المصرية في قوات التحالف العربي تتضمن المشاركة بعناصر من القوات البحرية لتأمين حرية الملاحة في الممر الملاحي في باب المندب وتأمين وصول السفن إلي قناة السويس ولدينا عناصر من القوات الجوية مع أشقائنا في السعودية ولكن ليس لدينا أي قوات برية في أي بلد في المنطقة. وكل ما لدينا من قوات خارج مصر هي في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. * الوضع في سوريا يبدو معقدا ومتشابكا.. كيف ترون الخروج من الأزمة في ضوء العلاقات التاريخية التي تربط مصر بسوريا؟ ** الرئيس: إشكالية الموقف في سوريا تكمن في أنه بلد تتقاطع فيه الرؤي والمصالح بشكل أو بآخر وهناك أطراف كثيرة تتعامل مع هذا الملف وأعتقد أن التفاهمات الأمريكية - الروسية ومرونة الأطراف الإقليمية التي لها مصالح مباشرة في سوريا يمكن أن تؤدي إلي مخرج لهذه الأزمة وهذا يحتاج إلي وقت. أما الموقف المصري فيقوم علي خمسة مبادئ أساسية هي: احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري وايجاد حل سياسي سلمي للأزمة ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة. * بالنسبة للأوضاع في ليبيا فقد حذرت سيادتكم من انتقال العناصر الإرهابية إلي ليبيا لتكون منطلقا لها إلي مصر ودول شمال المتوسط.. ما هي التدابير التي اتخذتها مصر لمواجهة هذا الخطر؟ ** الرئيس: المسألة بوضوح أنه كلما زاد الضغط علي الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق بسبب النجاح في مواجهتها فإنها تنتقل إلي ليبيا ولقد رصدنا ذلك منذ عدة أشهر.. حركة خروج من سوريا والعراق إلي ليبيا وهناك جهود دولية تبذل للتعامل مع هذا الخطر. وفي هذا الصدد فإن مصر تدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان لأنهما يمثلان الشعب الليبي وإرادته وتقدم لهم المساعدة الممكنة.. ومصر تسهم في تدريب عناصر الجيش الوطني الليبي لأنهم مطمئنون إلي أن جيش مصر جيش ذو عقيدة وطنية وليس جيشاً قبلياً أو طائفياً فنحن نبذل جهودنا لحماية حدودنا والاستعداد الكامل لمواجهة أي مخاطر قائمة منذ سقوط القذافي وحتي الآن. * كيف تقيمون العلاقة مع دول الخليج العربية حيث هناك تقارير إعلامية أجنبية تحاول الترويج لوجود فتور في العلاقات بين مصر وكل من السعودية والإمارات؟ ** علاقات مصر مع دول الخليج خاصة السعودية والامارات علاقات قوية وثابتة ونحن حريصون علي ذلك كما أن الأشقاء حريصون علي توطيد العلاقة أيضاً.. والامر غير جيد هو أن البعض يختزل العلاقة مع دول الخليج في الدعم المقدم منها وهذا غير صحيح. * كيف تنظرون إلي الجدل الدائر حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير وتأثيراتها علي العلاقات المصرية - السعودي؟ ** الرئيس: نحن نتعامل مع هذا الموضوع في إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة وأحكام القضاء الذي يتيح للدولة التعامل مع الموضوع طبقا للقانون. كما أن لدينا مجلس النواب الذي يمثل إرادة الشعب والذي أمامه فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق. وأسجل للأشقاء في السعودية أنهم يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية تماماً. * ما الذي تستفيده مصر من اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة لسواحلها؟ ** الرئيس: تعيين الحدود البحرية يعطي فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة في المياه الاقتصادية وهذا ما حدث في اتفاق تعيين المناطق الاقتصادية الخاصة مع قبرص الذي أتاح لنا الكشف عن حقل "ظهر" الذي سيكون مصدراً كبيراً للدخل من النقد الأجنبي عند بدء إنتاجه بحلول عام 2018 كما أن اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية يشكل فرصة للتنقيب عن الثروات في البحر الأحمر. * ماذا تم في اتفاق تعيين الحدود البحرية الخاصة بالمناطق الاقتصادية الخارجية؟ ** الرئيس: نحن نمضي قدما في هذه المباحثات وسوف يعقد اللقاء. أما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان فسوف نستضيف القمة الثالثة في شهر أكتوبر المقبل لبحث وتفعيل التعاون الثلاثي خاصة المشروعات التي تم الاتفاق عليها في القمتين السابقتين. * توليت رئاسة القمة العربية في دورتها السابقة.. كيف رأيت صورة العالم العربي؟ ** الرئيس: أتصور أننا في منطقتنا العربية في حاجة إلي قيام الدول العربية بمراجعة شاملة تستهدف التعامل بشكل أكثر إيجابية مع قضايانا لصالح الدول والشعوب. وفي رأيي أن التعايش والحوار والتنسيق هي أفضل السبل لحل أي إشكاليات- والتعامل مع أي شواغل. ودورنا يجب أن يكون جمع الشمل العربي واحتواء المشكلات لا سيما أن المنطقة في أصعب أحوالها. * حرصت منذ أن توليت الرئاسة علي المشاركة بانتظام في القمم والمحافل الافريقية.. هل نستطيع القول إن مصر عادت إلي دورها الافريقي؟ ** الرئيس: بالتأكيد لقد بدأنا عهدا جديدا في افريقيا لتطوير العلاقات مع دول افريقيا خاصة دول حوض النيل في كافة المجالات. وهناك تقدير كبير من جانب كل الدول للدور المصري خاصة في تعاملنا العقلاني مع موضوع سد النهضة. * كيف تسير المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة والتعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا؟ ** الرئيس: المفاوضات تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث علي الرضا. لذا لابد أن تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة لأن مياه النيل ستظل تتدفق إلي مصر وهم واعون لذلك. وبهذه المناسبة سيزور الرئيس السوداني عمر البشير مصر خلال شهر أكتوبر القادم لحضور اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. * كيف تسير العلاقات مع الولاياتالمتحدة؟ ** الرئيس: العلاقات المصرية - الأمريكية هي علاقات استراتيجية تقوم علي ثوابت يحرص الطرفان عليها ونحن في البلدين مهتمون بأن نعطي الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا. وقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع في مصر وإلي أي مدي كان الموقف المصري وسياستنا تتسم بالتوازن والتعقل والحرص علي هذه العلاقات. وبالتأكيد فإن مستقبل هذه العلاقات جيد في ضوء أنه كلما يمر الوقت تتحسن الأمور. * هل هناك اتصالات مصرية مع حملتي المرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؟ ** الرئيس: نحن نلتقي كل الشرائح السياسية في المجتمع الأمريكي مسئولين وأعضاء في الكونجرس أو البنتاجون وهم يستمعون إلي آرائنا ويتفهمون مواقفنا. * تشهد العلاقات المصرية - الروسية تطوراً وزخماً كبيراً يعيد لها بريقها وثقلها.. إلي أي مدي تأثرت هذه العلاقات بحادث الطائرة؟ ** الرئيس: العلاقات مع روسيا راسخة وقوية وذات طبيعة خاصة ولها أبعادها التاريخية والسياسية والاقتصادية. أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثراً سلبياً علي العلاقة. لكن كانت في ظروف تمت مراعاتها من البلدين ونحن متفهمون للموقف الروسي وحساسية موقف القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها. * هل هناك مؤشرات علي عودة السياحة الروسية إلي مصر؟ ** الرئيس: عودة السياحة الروسية إلي مصر تعبير عن قوة العلاقة بين البلدين وأنا متفائل بعودتها قريبا بإذن الله. * ماذا عن توقيع الاتفاق الفني النهائي بشأن إنشاء محطة الضبعة النووية؟ ** الرئيس: هناك نقاط صغيرة يجري التفاوض بشأنها.. وهذه المحطة أمل مصر في دخول آفاق المعرفة النووية ومن المنتظر التوقيع هذا العام. * هل مازالت قضية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني تمثل مشكلة في العلاقات المصرية - الإيطالية؟ ** الرئيس: أسجل إشادتي وشكري لرئيس وزراء إيطاليا وتصريحاته الإيجابية. والإيطاليون يقدرون تعاوننا معهم وحرصنا علي استجلاء الحقيقة.. ونحن متعاطفون مع أسرة الطالب الإيطالي وأجهزة التحقيقات في البلدين بينهما تعاون في هذا الموضوع. وقد أسهمت زيارات الوفود الشعبية في إيضاح صورة التعاون المصري - الإيطالي وعلي الرغم من أن التحقيقات في القضية مازالت مستمرة فإن بعض وسائل الإعلام كان له دور مساهم في تعقيد القضية. * من الملاحظ أن العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبي كل علي حدة جيدة بينما هناك مواقف للاتحاد تبدو مغايرة في بعض الأحيان.. كيف ترون ذلك؟ ** الرئيس: أقدر أن لكل دولة مواقفها الخاصة في مختلف القضايا. وعلاقتنا مع دول الاتحاد متميزة ونحن حريصون علي التواصل المستمر وأري العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ككل في تحسن مستمر. * بعد تولي تريزا ماي رئاسة الحكومة البريطانية أجريت معها اتصالاً هاتفياً. فماذا دار في هذا الاتصال؟ ** الرئيس: هذه المكالمة كانت للتهنئة بتوليها منصبها. وللحديث عن علاقات التعاون بين البلدين. وتناولنا موضوع عودة السياحة البريطانية لمصر. وكان الحديث إيجابيا في هذا الشأن. ونتوقع عودة السياحة البريطانية في الخريف المقبل. وسنتلقي إجابة حاسمة في هذا الشأن قريبا. ولقد طلبت في الرئاسة إجراء هذا الاتصال مع رئيس وزراء بريطانيا وتم الاتصال علي الفور ولا أعلم من أين أتت المعلومات التي ذكرها البعض بأن البريطانيين تأخروا في الرد علينا أسبوعين أو ثلاثة. * هناك تصريحات متضاربة تصدر من مسئولين أتراك حول العلاقات مع مصر.. كيف تستقبلون هذه التصريحات. ولماذا لا يتم الرد علي ما يمس مصر وقيادتها؟ ** الرئيس: نحن نعطيهم الوقت لتصحيح مواقفهم وتصريحاتهم لكن لا جديد علي مستوي العلاقات. ونحن نرد بموضوعية إذا احتاج الأمر إلي رد. فليس كل ما يقال يستحق الرد.. وفي العلاقات بين الدول ينبغي أن يكون هناك مستوي لائق للتصريحات والتعامل. وبالنسبة لي فإنني أحرص أن أعكس أصالة وثقافة وحضارة مصر في التعامل مع الآخر "تركيا".. المصريون أصبحوا متفهمين لذلك. أما عن العلاقات بين الشعبين فلا توجد أي أسباب للعداء. فنحن في مصر ليست لدينا نزعات طائفية أو مذهبية ونتعامل بشكل يليق بمصر. * ستقومون مطلع الشهر المقبل بزيارة للصين للمشاركة في قمة العشرين بدعوة من الرئيس الصيني. ما الذي تحمله إلي القمة كرئيس لمصر وزعيم افريقي؟ ** الرئيس: إن حرص الرئاسة الصينية علي دعوة مصر لحضور قمة مجموعة العشرين. التي ستُعقد في مطلع سبتمبر المقبل في مدينة "هانجو" الصينية. يعكس مدي التقدير الذي تحظي به مصر علي الصعيد الدولي. ومدي الثقة في ثقلها الإقليمي. فضلا عن النظرة التفاؤلية إزاء مستقبلها الاقتصادي. وسوف تحرص مصر خلال مشاركتها علي ايصال صوت الدول الافريقية بوجه خاص والنامية بوجه عام. وأن تحقق القمة النتائج المأمولة فيما يتعلق بتقديم المساندة الفعالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2030. بما في ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية. ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها. وتيسير نفاذ منتجاتها وخدماتها لأسواق الدول المتقدمة. فضلا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها في إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ لتقليل الآثار السلبية للانبعاثات الضارة علي الدول النامية. وتمكينها من زيادة الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة. وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة. وسوف تقوم مصر خلال القمة بعرض رؤيتها إزاء الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة علي جدول الأعمال. وأهمها سبل تنسيق السياسات الدولية وفتح مسار جديد للنمو. ودفع التجارة والاستثمار علي الصعيد الدولي كوسيلة للتغلب علي تباطؤ أداء الاقتصاد العالمي وتجنب الانزلاق مجدداً إلي أزمة كساد. وكيفية الاستفادة من الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي. والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي. وسوف تكون المشاركة في القمة فرصة طيبة لإجراء محادثات ثنائية مع العديد من قادة دول العالم. * سوف تشاركون في النصف الثاني من الشهر المقبل أيضاًً في اجتماعات الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما هي رسالتكم للعالم خلال ثالث مشاركة لكم؟ ** الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهي قضية التطرف والإرهاب لا سيما أن مصر تشغل مقعداً غير دائم بمجلس الأمن وتتولي رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب. * خلال العامين الماضيين قمت بزيارة العديد من دول العالم.. ما هي التجربة التي جذبت انتباهكم أكثر من غيرها؟ **الرئيس: الحقيقة أنني كنت أتصور أن الموارد وشحها أو توافرها هو أحد أهم أسباب تقدم الدول ولكني عندما ذهبت إلي كوريا الجنوبية وجدت أن الإنسان هو أهم وأثمن عنصر في التقدم. فالغني الحقيقي هو قدرة الإنسان وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه في مصر من خلال صيانة الشخصية المصرية واستكمال بنائها. وفي زيارتي لليابان جذب انتباهي التعليم فهناك منظومة متكاملة في المدارس. فالفصول بلا أبواب وهذا له مغزي. ووجدت أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التي زرتها في طوكيو لا يزيد عددهم علي 28 مدرساً منهم ثمانية يتولون مهمة تجهيز الوجبات للتلاميذ فالكل مقتنع بأن له دوراً في عملية التعليم التي تهدف إلي بناء الشخصية. * خلال زيارتكم كوريا الجنوبية وسنغافورة وجدت بعض الشباب المصري يعمل في كبريات الشركات العالمية هناك.. بماذا شعرت عندما التقيت معهم؟ ** الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة وتأكد لي أننا قادرون علي تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلي بالصبر والجدية. فإذا تمسكنا بهما في كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرهما سنحقق نتائج هائلة.