بصفته مسئولاً عن مناطق سياحية غالية في مصر قام اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء بزيارة إلي ألمانيا.. حيث بحث ومعه السفير بدر عبدالعاطي سفير مصر في برلين.. مع منظمي البرامج السياحية سبل عودة السياحة الألمانية إلي أجمل مناطق العالم الشاطئية والتي تضم شرم الشيخ ودهب وسانت كاترين ونويبع وطابا بخلاف العاصمة الطور والمحمية رأس محمد وغيرهما! كانت هذه المناطق عامرة بملايين السياح علي مدار العام كله.. ثم "خابت خيبة ثقيلة" بعد 25 يناير ..2011 حيث خرج السياح من هذه المناطق مهرولين هاربين خوفاً من حدوث أي مكروه لهم.. ولم يعودوا لعدة أسباب لسنا نحن طرفاً فيها.. وأعني أن أسباب عدم عودتهم يرجع إلي تحذيرات ونصائح بعدم السفر إلي مصر من دولهم.. وأيضاً لأن شركات السياحة المنظمة للبرامج ألغت الحجوزات بناء علي طلب الحاجزين من السياح.. ولم يكن السبب أبداً لارتفاع أسعار الإقامة أو حدوث فوضي في المناطق السياحية أو لتفشي أمراض أو لسوء خدمة. وفي لحظات كانت الفنادق والمنتجعات كلها تقريباً "تهش وتنش" بعد أن هجرها معظم السياح ولم يكن يتردد علي مناطق جنوبسيناء والغردقة إلا السياح الروس.. وسر تفضيلهم لها هو رخص أو تدني الأسعار بالإضافة إلي استمتاعهم بقضاء إجازاتهم فيها ولكن بعد 31 أكتوبر 2015 خرج الروس هم الآخرون ولم يعودوا بسبب منع الحكومة الروسية لهم الذهاب إلي مصر.. بعد حادث الطائرة الروسية التي سقطت فوق رمال سيناء. المهم نعود إلي اللواء خالد فوده الذي قام بمهمة كان المفروض أن يقوم بها وزير السياحة.. واستطاع أن يحصل علي موافقات عدد من الشركات المنظمة للسياحة "تور أوبرا تورز" باستئناف الرحلات من بعض المطارات الألمانية والنمسا وسلوفاكيا وبولندا كما جاء في إحدي الصحف المصرية الصباحية. والحقيقة التي لابد من ذكرها.. هو أنه لا وزارة السياحة ولا أي مسئول آخر استطاع أن يدير أزمة السياحة إدارة جيدة بحيث نتلافي تأثيراتها المدمرة كما فعلت دول كثيرة تعرضت لحوادث إرهابية مثل فرنسا.. وتركيا فكلاهما تعرضتا لحوادث رهيبة ورغم ذلك لم نسمع عن انحسار السياحة عنها. ولكن عندنا بمجرد سماع صوت فرقعة مهما كانت سلمية أو ترفيهية إلا ويحدث انزعاج بدون مبرر. والحقيقة الأخري أن المسئولين سواء في وزارة السياحة أو غيرها كانوا يتحركون بلا هدف واضح وبدون فاعلية وكأنهم يتصرفون.. تأدية واجب. كل ما كانوا يفعلونه هو المشاركة في أعمال المؤتمرات والمعارض السياحية ويأكلون "الساليزون البيتفور" ويستقبلون مندوبي الإعلانات ويتحدثون مع بعض مندوبي شركات السياحة "كلام لا يودي ولا يجيب" وكأنهم يستجدون منهم عودة السياح.. وطبعاً كان الدور الرسمي لقطاع السياحة في غياب تام وأيضاً غاب الاتحاد العام للغرف السياحية وشركات السياحة.. وربما كان التحرك الإيجابي الوحيد هو تحرك اللواء خالد فوده والسفير بدر عبدالعاطي. والحقيقة الثالثة أنه كان في الأزمات السياحية يكثر عدد السياح القادمين من روسيا.. كانوا بالفعل يحلون أزمة.. وإن كان البعض يقول إنهم يحققون خسائر للفنادق نتيجة أسعارهم المتدنية والخدمات العالية التي تقدم لهم.. ويبدو أن هناك في روسيا أزمات اقتصادية جعلت المسئولين يواصلون منع سياحهم من الحضور إلي مصر.. لأنه قد مضي نحو عشرة أشهر علي رحيل السياح الروس دون أن يتم استئناف عودتهم عكس ما حدث في تركيا.. فقد منعت روسيا السياح الروس من السفر إلي تركيا ولكن بعد بضعة أسابيع تراجعت الحكومة وسمحت لهم بالسفر. والغريب أن مصر بذلت جهوداً جبارة وسافر عدداً من المسئولين في محاولة لإعادة الحركة الجوية بين القاهرةوموسكو وبين موسكو والمدن الساحلية.. واستئناف عودة السياح إلا أن هؤلاء المسئولين كانوا يحصلون علي وعود دون تنفيذ. والغريب أيضاً أن عدداً لا بأس به من المسئولين عن الأمن في روسيا قد زاروا مصر عدة مرات وفي كل مرة يطلبون شيئاً جديدة لزيادة الأمن.. فكان المسئولون عن أمن المطارات ينفذون طلباتهم في هذه المطارات السياحية وغير السياحية.. يحدث هذا في الوقت الذي تستخدم كل شركات طيران العالم هذه المطارات بأمن وأمان كاملين. ولي أن أتساءل لماذا الطائرات الروسية بالذات هي التي تطلب وتطلب تعديلات علي أمن المطارات.. في حين أن كل هذه المطارات تستخدمها الطائرات بكل الجنسيات. صحيح أن سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء أثار انزعاجاً وأثار أيضاً علامات استفهام حول الأسباب خصوصاً وأن الأسباب لم تخرج بعد وإن كانت هناك إشارات إلي حدوث عيب فني فجائي بدليل أن قطع الحطام كبيرة وليست صغيرة نتيجة ارتطامها بالأرض.. كما لم يظهر في الحطام آثار انفجار أو حريق.. كما أن البعض أشار إلي حدوث عمل إرهابي ولكن لم يتأكد هذا أو ذاك. وبصراحة مطلقة أقول إن بلادنا عامرة بأجمل المناطق السياحية في العالم.. سواء سياحية ترفيهية أو ثقافية أو رياضية أو.. أو كذلك فإن مصر تنعم فعلاً بالأمن والأمان بل قد يفوق أمنها أمن كثير من دول العالم.. وكذلك فإن الخدمات الفندقية أو الأسعار ليست كما هي في دول أخري بل هي أرخص كثيراً.. لكن عدم تحرك أصحاب ومديري شركات السياحة والفنادق وعدم الاتصال الإيجابي بالشركات العالمية وعدم قيام المسئولين بتهيئة المناخ المناسب في الداخل وتذليل العقبات وإعداد مناطق ومقاصد جديدة للسياح كل ذلك يجعل السياحة محلك سر. نحن نرحب بالسياح ويجب أن نرحب بهم ونجعلهم يسعدون بحضورهم إلي مصر ولكن في الوقت نفسه لا يجب أن نستجدي من دول العالم حضورهم.