ميدالية التايكوندو.. الحلم الذي تحول لواقع

في مباراة اللاعبة هداية ملاك والتي حققت فيها أول برونزية في تاريخ التايكوندو المصري النسائي طغت علي السطح العديد من الصور بين دموع الفرح واللحظات الصعبة التي مرت علي جميع أفراد البعثة المصرية في ريو دي جانيرو حيث الجو المشحون طوال اليوم وأكف الضراعة المرفوعه للسماء والهتافات الصاخبة التي كانت تهز أرجاء صالة كاريوكا أرينا 3 للتايكوندو الموجودة بمجمع صالات كاريوكا أرينا بريو دي جانيرو والذي يبعد عن مقر الإقامة بحوالي ساعة ونصف الساعة ودموع المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية ورئيس البعثة المصرية وبكاء هيستيري من النائبتين مني الشبراوي ونجوي خلف عضوتيي مجلس النواب اللاتي لم يغادرن الصالة منذ الثامنة صباحاً حتي العاشرة مساء بتوقيت البرازيل مع زملائها نواب الشعب الثلاثة صلاح حسب الله ود. محمود حسين وكيل لجنة الشباب والرياضة وفوزي فتي الأمين العام للجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب مع والدة اللاعبة وشقيقها اللذين حضرا علي نفقتهما الخاصة لتشجيع اللاعبة واللواء مجدي اللوزي رئيس جهاز الرياضة الذي لم يتمالك نفسة من دموع الفرح واللواء أحمد الفولي الذي هرول للمدرجات بعد تقليد اللاعبة الميدالية ليصافح الجميع من أعضاء مجلس اللجنة الأوليمبية ونزل معنا لغرف خلع الملابس لالتقاط الصور التذكارية مع هداية وعائلتها ومدربيها والأعلام المصرية التي تم توزيعها في الصالة حتي تفاعل معنا الجمهور البرازيلي والإيراني والأردني يهتفون جميعا "إيجيتو.. إيجيتو.. بالبرازيلية وبالعربية مصر.. مصر.. ويارب.. يارب" فكان هذا هو الهتاف الوحيد الذي زلزل أرجاء الصالة المغطاة.. التي شهدت رفع علم مصر بالمراسم العسكرية وسط أعلام الدول الأخري.
بداية المشوار
حصدت البطلة هداية ملاك علي الميدالية البرونزية والمركز الثالث في بطولة التايكوندو لتحصل بجهد وجدارة واستحقاق تأخر كثيراً علي ثالث الميداليات المصرية في دورة الألعاب الأوليمبية عقب فوزها علي بطلة بلجيكا رحيلا أسيماني 27 سنه العنيدة التي تعادلت معها في كل الأشواط الثلاث بنتيجة واحدة صفر/صفر حتي فازت بطلتنا بالنقطه الذهبية في الجولة الرابعة والفاصلة والأخيرة في لقائهما الذي انطلق في الثانية بعد منتصف ليلة الجمعه في اللقاء الخاص بتحديد هوية صاحب الميدالية البرونزية بعد أن خسرت لقاء تحديد هوية الحاصل علي الميدالية الفضية أو الذهبية بالنقطة الذهبية أيضاً.
كانت المباراة صعبة علي هداية ملاك وعلي كل الحضور المتابعين الذين تأثروا كثيراً في بداية اللقاء من خسارتها مباراة الدور قبل النهائي ولكنها استجمعت قواها سريعاً بخبرة اللاعبة الدولية وكانت متكافئة في المنافسة الصعبة وظلت محافظة علي ذلك التعادل حتي نهاية الجولات وسط صرخات وصيحات الجميع بالصالة مع بطلة بلجيكا لتنتهي الجولة الأولي بالتعادل صفر/صفر ثم تنتهي الجولة الثانية بالتعادل صفر/صفر قبل ان ينتهي الشوط الثالث صفر/صفر ليحتكما إلي الجولة الذهبية التي حققت فيها هداية الفوز.
ودبت السعادة في البعثة المصرية التي كانت حاضرة في المدرجات والتي احتفلت بالبطلة المصرية وقاموا بتشجيعها احتفالاً بإحراز ثالث الميداليات.
وكانت البعثة المصرية المشاركة في ريو دي جانيرو حققت ميداليتين برونزيتين حتي الآن من نصيب نجمي رفع الأثقال بالحصول علي برونزيتين في رفع الأثقال.
كانت هداية قد بدأت المنافسة من دور ال 16 باكتساح منافستها لاعبة كولومبيا دوريس باتينو 13/صفر لتتأهل لدور الثمانية لتقابل اليابانية ميو حمادا وتفوز عليها في مباراة صعبة جدا بعد أن انتهت الثلاث جولات بدون نقاط مما أدي إلي لعب جولة فاصلة يفوز فيها من يحرز النقطة الذهبية وهو ما حققته هداية بتسجيلها ثلاث نقاط في ضربة واحدة في الرأس لتصعد للدور قبل النهائي لتقابل اللاعبة الإسبانية إيفا جوميز ولكنها تعادلت معها صفر/صفر في الجولة الأولي وبنفس النتيجة في الجولة الثانية يتكرر نفس السيناريو في الجولة الثالثة والأخيرة قبل ان تنجح البطلة الإسبانية جوميز في تسجيل نقطة الحسم في الجولة الرابعة والفاصلة بين الفريقين وقبل النهاية بثواني قليلة لتفقد هداية بطاقة التأهل إلي الدور النهائي لتنتقل إلي اللعب علي المركزين الثالث والرابع بدلاً من الصعود للمركزين الأول والثاني.
صرحت اللاعبة في غرفة إعداد اللاعبين أنها لم تكن تفكر في المكافأة المالية إطلاقا التي ستنالها بقدر تفكيرها في إحراز ميدالية لإسعاد الشعب المصري.
قالت إنها تهدي الميدالية لجميع المصريين وأنها كانت تسعي للفوز بالميدالية الذهبية وبذلت قصاري جهدها من أجل هذا ولكن التوفيق لم يحالفها في مباراة الدور قبل النهائي للمسابقة.عن المباريات قالت إن جميع مبارياتها في المسابقة كانت في غاية الصعوبة كما لم يحالفها التوفيق في لقاء المربع الذهبي.
تاريخ وسجل هداية
بقي أن نعرف أن البطلة هداية ملاك طالبة بالفرقة الرابعة كلية الفنون الجميلة. وعمرها 23 عاما وبدأت مسيرتها الرياضية وعمرها 10 أعوام. في نادي الصيد بالقاهرة.
وشاركت في منتخب الناشئين للتايكوندو حتي وصلت لمنتخب الكبار وشاركت في العديد من المنافسات والبطولات العالمية. وحصلت علي 7 بطولات دولية وحصلت علي الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الإفريقية بموزمبيق.
كما حصلت علي ميدالية فضية في دورة الألعاب الإفريقية في العام 2012 وفازت بالميدالية البرونزية في البطولة الإفريقية التي استضافتها مدغشقر في العام 2012.
كما حصلت علي الميدالية الذهبية في بطولة العالم للجامعات في وزن تحت 57 كيلو جراماً. والتي استضافتها كوريا الجنوبية في مايو 2012.
وهي صاحبة الميدالية البرونزية في منافسات السيدات في التايكوندو وزن 67 كيلوجراماً. في دورة ألعاب البحر المتوسط. التي استضافتها مدينة ميرسن بتركيا في يونيو 2013 وحصلت علي الميدالية الذهبية في بطولة الأقصر الدولية في فبراير 2014 و فازت بالميدالية البرونزية في بطولة باريس المفتوحة في نوفمبر 2014.
حصلت علي الميدالية البرونزية في بطولة أستراليا المفتوحة. كما حققت الميدالية البرونزية في بطولة إسبانيا المفتوحة في أبريل 2016 وفازت بالميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية التي استضافتها مدينة بورسعيد في 2016 في منافسات وزن تحت 57 كيلوجرماً وحصلت علي الميدالية الذهبية في بطولة الفجيرة التي استضافتها الإمارات في فبراير 2016 وفي بطولة إفريقيا للتايكوندو ببورسعيد 2016. شهدت اللجنة المنظمة للمسابقة أزمة. بعد اكتشافها عدم وجود منافسين للاعبة مغربية تدعي "رجاء قرماش" من ذوي الاحتياجات الخاصة. فطلبت اللجنة من هداية اللعب أمامها شرفياً. رغم انتهاء منافستها. وهو ما وافقت عليه البطلة المصرية. بل وهُزمت أمام اللاعبة المغربية.
بعد فوزها بالميدالية البرونزية في التايكوندو. بكي مدرب هداية الإسباني ألنيو أليسويدو متأثرا بفرحته. وانحني أمامها.
تصريحات..بالدموع
في البداية كانت فرحة الأم للبطلة هي الأكبر والأعظم وكانت كلماتها الممزوجة بالدموع تردد.. الحمد لله والشكر لله.. فلم تهتز ثقتي في الله وابنتي سواء أحرزت ميدالية أو لا.
أضافت: بنتي بطلة. سواء حققت ميدالية في ريو أم لم تحقق والحمد لله ولا أصف سعادتي لحظة رفع اسم مصر عاليًا في الأولمبياد.
من ناحيته أكد المهندس هشام حطب والدموع بعينيه أنه يحمد الله علي هذه الميدالية التي طال انتظارها وكانت هداية لها الحق في الميدالية الذهبية ليس فقط من أجل الأداء بل للتعب والمعاناة التي واجهتها اللاعبة من تأجيل دراسة وإصابة والعودة من الإصابة والكثير والكثير من التحديات التي واجهتها اللاعبة حتي اليوم المعاناة والماراثون الرهيب الذي عشناه علي أعصابنا طوال 14 ساعه بالكامل حتي توج الله مجهوداتها بالفوز والنجاح.
أضاف فرج العمري رئيس مجلس إدارة اتحاد التايكوندو. أن هداية ملاك كانت تستحق الميدالية الذهبية. وقدمت أداء رائعًا خلال مشاركتها وفوز "هداية" بالميدالية البرونزية كان متوقعًا. خاصة أن مستوي لاعبة الفراعنة متميز جدًا خلال مباريات البطولة ولقد مرت بظروف كثيرة ولكن هذا هو مشوار البطولة الذي نعرفه جميعا.
قال اللواء أحمد الفولي نائب رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو إنه لأول مرة يشعر بأنه فخور لتتويج بطلة أو لاعبة فميدالية هداية لها مذاق خاص وتقدير في نفوس جميع المصريين ولم أتمالك نفسي فاغرورقت عيناي بالدموع وهمست بأذنها "ألف مبروك يا بنتي" فهي بحق ابنتي وابنة كل المصريين ومبروك لمصر.
وأجمع أعضاء مجلس النواب الخمسة المصاحبين للبعثة بأنهم جميعاً عاشوا لحظات صعبة في متابعة هداية ملاك وكيف كان مشوار الميدالية طوال ال 14 ساعة شاقاً وصعباً.
قالت النائبة مني الشبراوي لم أتمالك دموعي وبكائي من الفرح عندما شاهدتها تفوز بالمباراة وشاركتها في الرأي زميلتها النائبة نجوي خلف.
إشادة تحكيمية
التقت "المساء" مع حكم اللقاء وهي الحكم الدولي نيديزتيريزيتا تافرز التي قالت إنها لاعبة ذات مواصفات نموذجية في الإلتزام واللعب النظيف وكانت مباراة أنا شخصياً استمتعت فيها بأداء كلتا اللاعبتين وأتمني لها التوفيق فهداية لاعبة ممتازة وأعرفها جيداً وأتوقع لها مستقبلاً طيباً..ووافقها في الرأي الحكم الدولي سوي مايار الذي قال إنها من اللاعبين الذين لا يرهقوننا في التحكيم ولقد كنت حكماً لها من قبل في إحدي المباريات فهي تتميز باللعب النظيف.